الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ضد تجارة الدم ..
التاريخ
2008-11-14التاريخ الهجرى
14291116المؤلف
الخلاصة
في السياقات الطبيعية، كل شيء يعمل وفق وظيفته بأداء رائع ومثمر.. الأجرام السماوية والمجريات و«التريليونات» من الكواكب تسير بسرعاتها الفائقة، منذ ملايين السنين، ولكنها لم تتصادم يوماً وتحدث فوضى صاخبة وعارمة مثلما يحصل في شوارع مدن «الكويكب» الأرضي الوضيع الحجم الذي يرى سكانه أنفسهم، ويتصرفون، كأنما يملكون كل السماوات وكل الأجرام ما بقي منها وما هوى. في السياق الطبيعي تعمل الأمعاء والقلوب والأكباد ومفاصل الأرجل، والأيدي بأكبر ما يمكن من الأداء والكفاءة والروعة إلى أن يودع المرء هذه الأرض الفانية. ولكن ما أن عبث البشر بشئون خلق الله الطبيعي، وأنتجوا المصنعات، حتى انهالت كل الشرور: أمراض تصيب القلوب، ومفاصل أرجل «تتطاقق» وأكباد تستعصي عليها تنظيف المصنعات من السموم وأطراف تبتر في حوادث الطرق. ومن الطبيعيات أيضاً أن أنزل الله الكتب السماوية، كي ترشد الإنسان إلى الحياة المثلى ثم الوظيفة المثلى ثم الأداء الأمثل، مثلما يؤلف المصنعون البشريون كتيبات ارشادات الاستخدام للأجهزة (تعالى الله عن التشبيه). ولكن البشر عبثوا بمعاني الكتب السماوية، وفسروها وفقاً للأهواء والمصالح والمزاجات إلى درجة أن نجد من يستحل دماء بني الإنسان وأموالهم، وأعراضهم، وكرامتهم باسم الله والدين. وقطعاً فإن الله في أي دين، وفي أية ملة بريء من الإبادات الجماعية والقتل على الهوية الذي يمارسه المتطرفون الملليون، وبريء من أي تفكير عصابي يمتهن القتل أو يستعذب إهانة الناس. والمزاجات البشرية والأنفس الوضيعة الأمارة بالسوء هي التي جعلت من الأديان ساحة للحروب والدمار بدلاً من أن تكون خلاصا للإنسان وطريقا لتخليصه من الآلام والشرور. وفي الوقت الذي يغرق فيه العالم بظلام حروب الكره الدينية، ينهض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برسالة إنسانية عالمية لجلب علماء الأديان العالمية وقادة الدول إلى طاولة واحدة كي يبحثوا في المشتركات الإنسانية، والعمل من أجل إرساء حضور عملي للأخلاقيات الدينية والفكرية التي نسيها العالم في لجة الحروب وظلمات البغضاء وسيادة السوء والتجارة بدم الإنسان. وهي دعوة تاريخية للعودة بالبشر إلى الهوية الإنسانية وبناء الحياة بالآمال، وكبح جماح السلوكية الحيوانية الافتراسية التي ملأت التاريخ بأنهار الدم وصادرت الحياة لحساب الكره والموت. *وتر هل تسمعين.. رياح الشمال ورائحة المطر.. مدى يديك إلى الغيم.. قبضة الماء الزلال ارتواء للعطش.. صوتك بشارة الريح وعطر غدران الشمال.. malanzi@alyaum.com
الرابط
ضد تجارة الدم ..المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
603421النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12836المؤلف
مطلق العنزيتاريخ النشر
20081114الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية