الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اليوم الذكرى 37 على إحراق المسجد الاقصى
الخلاصة
يصادف يوم غد الاثنين مرور 37 عاما على احراق العصابات الصهيونية المسجد الاقصى . ففى مثل هذا اليوم من عام 1969 امتدت يد الإثم والعدوان لإحراق المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فى محاولة من الصهاينة للقضاء على الأماكن الاسلامية فى فلسطين المحتلة. وأقدمت العصابات الصهيونية على تلك الفعلة الشنعاء بإيعاز من سلطات الاحتلال الاسرائيلى متعدية بذلك كل الاعراف والقوانين والقرارات الدولية التى أعطت لمدينة القدس وضعا وحقوقا خاصة وحفظت لها معالمها الاثرية والحضارية الاسلامية كافة. واثر العملية الاجرامية التى استمرت عدة ساعات وأدت الى إحراق الجناح الشرقى من المسجد المعروف بجامع عمر وسقف المسجد الجنوبى ومحراب صلاح الدين ومنبر السلطان نور الدين سارعت الدول والشعوب الاسلامية إلى استنكار وشجب تلك الجريمة التى أثارت مشاعر المسلمين. واتخذت مؤتمرات القمة العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز واجتماعات الامم المتحدة التى عقدت عقب الجريمة قرارات نددت فيها بالجريمة الصهيونية النكراء وبالممارسات التعسفية الصهيونية فى القدس والأراضى الفلسطينية المحتلة. وطالبت بسحب قوات الاحتلال من الأراضى العربية المحتلة وفى مقدمتها مدينة القدس. وجاءت جريمة إحراق المسجد الأقصى فى إطار سلسلة من الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد فى أوقات مختلفة وهى اعتداءات مستمرة حتى الان. فقد اعتمدت سلطات الاحتلال سياسة تعسفية تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس إذ قامت فى مطلع عام 1969م بإزالة حى المغاربة المجاور للمسجد بكامله وهدمت العديد من المساجد والمدارس الاسلامية التى تأسست فى عهد الدولة الاموية. ومنذ الاحتلال الاسرائيلى الكامل لمدينة القدس عام 1967م قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الأبنية الاسلامية والأثرية الواقعة حول المسجد الاقصى بهدف تغيير وازالة المعالم الاسلامية التى تتصف بها المدينة. وتضمنت الاجراءات الاسرائيلية شق الطرق داخل مقابر المسلمين الواقعة بالقرب من الحرم القدسى الشريف وجرفت عددا منها بينها مقبرة الرحمة واليوسفية الى جانب الاستيلاء على مواقع أخرى فى القدس وتحويلها الى ثكنات عسكرية صهيونية. ومن أشد الاجراءات الاسرائيلية خطورة محاولات تهويد مدينة القدس باستخدام أساليب بعيدة عن الشرعية تضمنت مصادرة الاراضى والممتلكات الفلسطينية وممارسة أساليب القهر والارهاب ضد سكانها العرب والمسلمين منأجل تهويد المدينة بالكامل ومحاولات تهجير اليهود من دول العالم وتوطينهم فى القدس بل واعتبارها عاصمة لاسرائيل. واستمرارا للسياسة الاسرائيلية فى تنفير المسلمين والتضييق عليهم وتخويفهم قام المستوطنون الاسرائيليون فى فبراير عام 1994م بارتكاب مجزرة ضد المصلين العزل من المواطنين الفلسطينيين داخل الحرم الابراهيمى بمدينة الخليل بالضفة الغربية راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى. كما تقوم مجموعات من الصهاينة المتطرفين فى هذه الايام باطلاق تهديداتهم لاقتحام المسجد الاقصى والاعتداء عليه. وتواصل اسرائيل انتهاك الاعراف والمواثيق الدولية ومن ذلك استمرارها فى بناء / جدار الفصل العنصرى / الذى تقيمه فى الضفة الغربية وهو مخطط يهدف الى تقسيم السكان على أساس عرقى وفصل المواطنين الفلسطينيين عن بعضهم واعاقة حركتهم من خلال فرض حظر التجول والاغلاق ومصادرة الاف الدونمات من الاراضى والممتلكات الفلسطينية التى تعد مصدر الرزق الوحيد لمئات العائلات الفلسطينية مما يعد تقسيم للهوية الفلسطينية من الناحية الدينية والوطنية والعرقية. وأصدرت محكمة العدل الدولية فى شهر يوليو عام 2004م قرارها بازالة الجدار وتبنت الجمعية العامة للامم المتحدة هذا القرار مما يعد انتصارا كبيرا للدبلوماسية الفلسطينية والعربية فى مواجهة العدو الاسرائيلى. وتأتى هذه الذكرى في وقت مازالت فيه اسرائيل تواصل خططها لتهويد القدس ومنع المسلمين من اداء شعائرهم الدينية مع مصادرة المزيد من الاراضى فى المدينة وبناء المزيد من المستوطنات فيها وحولها لتغيير الوضع الديمغرافى فى القدس واستيلائها المتواصل على المؤسسات والمقار الفلسطينية. وتحل ذكرى إحراق المسجد الأقصى هذا العام في ظل تداعيات خطيرة وظروف بالغة الأهمية بعد أن حولت اسرائل عملية السلام إلى عملية حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضحى اليوم الاعتقال وهدم المنازل وحظر التجول والتوغل بالدبابات والمروحيات واعادة الاحتلال لمناطق انسحبت منها قوات الاحتلال وسقوط الضحايا مم المدنيين والامنين أضحى ذلك نمطا للحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
المصدر-الناشر
صحيفة البلادرقم التسجيلة
605977النوع
خبررقم الاصدار - العدد
18194الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلاميالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
تاريخ النشر
20060821الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم الاسلامي
فلسطين
لبنان
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان