الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ما لا تعرفونه عن الأمير مقرن (2-2)
الخلاصة
حين يسألني أحد عن أبرز صفات الأمير مقرن أقول بلا تردد: دقة المواعيد. وحين نتحدث عن دقة المواعيد فإننا نتحدث عن باقة من الخصال الحميدة.. فاحترام المواعيد ينبئ عن احترام العمل وتقدير العاملين.. ينبئ عن قدر هائل من الانضباط الشخصي، والالتزام المهني، والشعور بالمسؤولية.. وحين يأتي كل هذا من رجل بوزن الأمير مقرن (لا يحتاج للتوقيع في دفتر الدوام) تتضاعف لديك نسبة الاحترام والتقدير وتحاول الارتفاع لمستواه. كان سموه بلا مبالغة أدق من الساعة السويسرية لدرجة كنت أنظم مواعيد حضوري قبل دقيقة فقط من تواجده في أي مناسبة.. لا أذكر أنه تأخر يوما عن موعد حضوره للإمارة.. في حين قد يمتد دوامه الى صلاة العصر في المكتب.. ذات مساء سألت سائقه الخاص: كيف يمكنكم الحضور دائما في الموعد؟ قال: سموه يترك احتمالا للتأخير وازدحام الطرقات.. وحتى حين نقترب من الموقع في وقت مبكر يطلب مني التريث أو القيادة لمسافة أطول!! أما بخصوص العمل ذاته فكان سموه متحمسا لمفهوم الحكومة الإلكترونية وكان أول من بادر بتطبيقها في منطقة المدينة المنورة.. ومازلنا نلمس آثارها حتى اليوم من خلال المكاتب الإلكترونية المنتشرة في الشوارع.. كان مهتما بإكمالها في أسرع وقت لدرجة قد يطلب اجتماعين أو ثلاثة مع الشركات المنفذة والإدارات المعنية في نفس الاسبوع.. ولا أستطيع الادعاء أن جميع الاجتماعات كانت تنتهي بشكل مرض!! أيضا كان يؤمن بأهمية التطوير والتدريب للكوادر الإدارية والوظيفية.. لم يسلم من ذلك حتى كبار المسؤولين في الإمارة.. فجميعهم اضطروا للمرور بدورات تدريبية في الإدارة والحاسب وتنظيم الوقت، وكل ما يتعلق بتطوير المهارات.. وفي أكثر من مناسبة اشترى عدة نسخ من كتب إدارية نالت إعجابه يوزعها على المسؤولين مجانا (وكان سموه أول من قرأ كتاب العادات السبع للقادة الإداريين لستيفن كوفي قبل ترجمته للعربية).. وبفضل اهتمامه بهذا الجانب كنا نستضيف كل شهر خبيرا أو خبيرين - عربا وأجانب - للحديث أو عقد ورشة عمل في مجال تخصصه (وكنت أغتاظ جدا من اضطراري لمغادرة القاعة لكتابة الخبر قبل موعد الطبع)!! وكان سموه من النوع الذي يحيط نفسه دائما بالخبراء ويستمع إليهم حتى النهاية.. كان لا يتردد في استشارة المشايخ وأصحاب الاختصاص.. وكثيرا ما يطلب عقد الاجتماعات معهم حتى في منزله الخاص.. أذكر أنني كتبت مقالا بعنوان نريد جمعية لحقوق الأطفال تعرضت فيه لبعض حالات العنف الحقيقية التي يتعرض لها الأطفال وتمر بالستر أو دون محاسبة الأهل.. وفي اليوم التالي استدعاني وعبر صراحة عن صدمته مما كتبت (وظننته يلومني على نشر المقال) حتى أخبرني أنه طلب اليوم اجتماعا عاجلا برئيس المحاكم والشرطة والتعليم والحقوق المدنية.. وطلب مني في المقابل استدعاء استشاريين من مستشفى الأطفال شهدوا خلال عملهم حالات كهذه (وتم الاجتماع فعلا وتمخض عنه أول لجنة لحماية الأطفال في السعودية)!! .. وعلى ذكر الأطفال؛ أتى ذات يوم وفد من جمعية الأطفال المعوقين لزيارة سموه، وكان يرافقهم بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فدمعت عيناه حين رأى حالتهم والتفت إلى موظفي العلاقات العامة وقال لهم بجدية: من الواجب علينا نحن زيارتهم، لا أن يأتوا هم لزيارتنا.. وفهم الجميع الرسالة. ولكن؛ قبل أن تصبح زيارتهم عادة سنوية صدر الأمر بتعيين سموه رئيسا لجهاز الاستخبارات.. صحيح أننا حزنا على مغادرته المدينة ولكننا في نفس الوقت شعرنا أنه الرجل المناسب للمنصب.. فهو في الأصل رجل عسكري، ومسؤول منضبط - والأهم - سياسي محنك لا يستبعد نظريات المؤامرة (وأقول هذا عطفا على نصيحته حين منحني نسخة من فيلمه المفضل Commanding Heights وقال لي: ولكن لا تصدق كل ما يأتي فيه!!) هذا باختصار هو سمو الأمير مقرن. الضابط، والطيار، والحاكم، والإداري، والمستشار المثقف. المواطن الذي لم يكف عن خدمة بلده منذ تخرجه في معهد العاصمة النموذجي عام 1967 وحظي بثقة خادم الحرمين الشريفين حاكما ورئيسا ومستشارا - وحاليا - نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
606435النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
16296الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - مجلس الوزراء
المدينة المنورة - الادارة العامة
الموظفون - تعيينات
ترقيات الموظفون