الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قمة جديدة .. ومشكلات تتجدد
التاريخ
2013-02-08التاريخ الهجرى
14340327المؤلف
الخلاصة
وحدة القلوب الإسلامية، والاتفاق على الأولويات والأهداف التي تستهدف المواطنين في جميع الدول الإسلامية، إضافة إلى تضمين ثقافة الحوار بين أصحاب الأديان والحضارات، هي العناصر التي وصفها خادم الحرمين الشريفين في خطابه في القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة التي عقدت في مكة المكرمة في أغسطس 2012م، بأنها دواء ناجح لحل أزمة الأمة الإسلامية التي تعكس حال قادتها ومنظمة التعاون الإسلامي، إذ لا تزال الأمة الإسلامية تعاني الفرقة والشتات وتوظيف الطاقات والقدرات في مزيد من الخلافات على حساب قضايا الأمة ومستقبلها. كما هي العادة في كل القمم الإسلامية والعربية، وصفت قمة القاهرة على لسان الأمين العام للمنظمة، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو بأنها تعقد في ظروف استثنائية بالغة التعقيد.. وهو الوصف الذي ظل يرافق جميع القمم الإسلامية وكذلك العربية، مما يعني أنه منذ إنشاء المنظمة الإسلامية في المغرب في 1969 بعد حريق الأقصى، لا تزال المنطقة تعيش ظروفاً استثنائية بالغة التعقيد، وعلى الرغم من ذلك لا تزال المنظمة تفتقد الخطط والأهداف الموحدة القادرة على التأثير بشكل مباشر في إزالة الظروف الاستثنائية التي تعيشها الدول الإسلامية والمنطقة. أتى خطاب خادم الحرمين الشريفين في هذه القمة، والذي ألقاه نيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز مكملاً لكلماته السابقة، واضعاً النقاط على الحروف، إذ طالب المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن بأن يقوم بدوره في ردع الجرائم في سورية، خاصة في ضوء اعتراف المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في تقريره أمام مجلس الأمن بأن الأزمة تنذر بعواقب وخيمة، وكذلك في ضوء دعم بعض الدول الكبرى. وطالب الدول بالقيام بواجبها في دعم الشعب السوري في محنته، والعمل على وقف نزيف الدم المستمر، مؤكداً ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل للعودة إلى المفاوضات بناء على المرجعيات الدولية، ومنها مبادرة السلام العربية، وخطة خريطة الطريق من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس. وبصريح العبارة والمباشرة التي تعودنا عليها في خطابات خادم الحرمين الشريفين اتهم مجلس الأمن الدولي بالفشل في تحقيق دوره بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين في حالتي فلسطين وسورية، مشيرا إلى ضرورة الاعتماد على أنفسنا لحل مشاكلنا، كما لفت في خطابه إلى الخطورة التي يشكلها الإرهاب على المجتمعات الإسلامية، مضيفا لذا يتحتم علينا مواجهة هذه الآفة الخبيثة، ونجتهد لمحاربتها بكل الوسائل وبالشفافية اللازمة. وأشار إلى أن من التحديات الكبرى التي تواجه العالم الإساءة إلى الأديان ورموزها دون رادع قانوني، مطالباً الدول الأعضاء بأن تدعو إلى قرار دولي يدين أي دولة أو مجموعة تتعرض للأديان السماوية وللأنبياء والرسل، مع فرض عقوبات رادعة. يحسب لهذه الدورة أنها تمكنت من وضع خطة عشرية للمنظمة، حددت فيها الأهداف وبرامج العمل للسنوات العشر القادمة، لتجاوز الأزمة الحالية التي يمر بها العالم الإسلامي، عبر المزيد من التعاون على المستوى الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء في المنظمة، لكن لم تتضح استرتيجيات ومواقف واضحة ومتفق عليها تجاه كثير من الأزمات التي تستوطن العالم الإسلامي، وفي مقدمتها قضية فلسطين والاستيطان، رغم تحديد جلسة خاصة في اليوم الأول للقمة لمناقشة موضوع الاستطيان. العالم الإسلامي يتمزق من كل الأطراف دون أن يكون للمنظمة موقف مؤثر ويد فاعلة؛ فالوضع في مالي والصومال والساحل الأفريقي بشكل عام يمثل قلقاً دائماً لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وبيئة خصبة لاحتضان الإرهابيين والجماعات المسلحة. والأوضاع في سوريه تسوء يوماً بعد يوم، وتتسع رقعة العنف وما يصاحبها من تهجير وعدم استقرار وانتشار للفوضى. والأهم من ذلك كله حاجة العالم الإسلامي إلى إيجاد خطاب إسلامي قادر على إزالة الاحتقان بين الأديان، جراء ما تخلفه التصريحات والمقارنات هنا وهناك، ولتأسيس بيئة وأجواء تجعل من شعار حوار الأديان واقعاً معاشاً، وسلوكاً ممارساً يمنع التطرف والإرهاب فكرياً وعملياً، ويوقف ويجفف ما يدعم المتطرفين والتكفيريين للاستقطاب والتجنيد، حتى يتمكن العالم الإسلامي من تحقيق أهداف وتطلعات الشعوب الإسلامية، وتحقيق التعاون المشترك القادر على حماية مصالح العالم الإسلامي.
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
607669النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
4515الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعوداكمل الدين احسان اوغلو
الأخضر الابراهيمي
الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
المؤلف
طلال ال الشيختاريخ النشر
20130208الدول - الاماكن
العالم العربيدار العلوم
دمشق - سوريا