التوطين في مرحلته الرابعة
التاريخ
2007-01-01التاريخ الهجرى
14271211المؤلف
الخلاصة
مدائن التوطين في مرحلته الرابعة د.عبدالعزيز جارالله الجارالله شمال المملكة وتحديداً منطقة تبوك زارها هذا العام الضيف الأبيض.. فكيف تحولت الرمال الذهبية إلى ذرات رمل بيضاء بفعل تساقط الثلج وتحولت جبال الدرع العربي السوداء إلى جبال بيضاء بفعل درجة الحرارة التي انخفضت إلى 5درجات تحت الصفر؟.. هذا الضيف الأبيض الذي يزور شمال المملكة ومناطق ما يعرف بالشام التاريخية وبلاد البحر الأبيض المتوسط.. هذا الضيف غريب على أهالي البادية في شمال غرب المملكة حيث هناك لا يكون إلا الرمال والجبال.. غريب على جبال اللوز وإن كان يأتيها الثلج الأبيض كل عقد من الزمن لكنه هذا العام جاء قبل موعده في ديسمبر ليحول كل شيء إلى بياض.. أنا هنا مع الرعاة ومع البادية، ومع سكان بيوت الشعر والخيام العراة هناك حيث لا منازل ولا أسقف تقيهم من برد المربعانية ورياح الشتاء الباردة. كنت اعتقد أننا استكملنا إسكاننا الحضري حيث لا بيوت من الشعر شمالاً ولا عشش في أطراف حدودنا الجنوبية الغربية لكن التحقيقات الصحفية التي اخرجها البرد والثلج لا الاحصاء السكاني تكشف انه مازال بيننا من يسكن في بيوت من الشعر أوعشش وربما كهوف.. وهذا الأمر لا يعيب أو يمس الأجهزة المعنية بالحياة المدنية والتنظيم السكاني بالمعيبة والاخطاء الإدارية والتخطيطية الفادحة وانما يجعلنا نلتفت جيداً لاستكمال البنية التحتية في ادوات التحضر والمدنية.. أنا لا أقول انه عيب فادح لكنه خطأ إداري وتخطيطي إمارات المناطق مسؤولة عنه ووزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية والمسؤولون في الاسكان الحضري والمجمعات القروية في البلديات.. هذا نمط استيطاني لا احد يستطيع ان يلغيه لابد أن يكون هناك رعاة متنقلون، لابد أن تكون هناك مدن وبادية وقرى وأرياف هذا اسلوب استيطاني لا يملك احد ان يلغيه إلا بتحولات حضارية وثقافية كبيرة جداً لتغيير انماط الاستيطان عبر برامج حضرية وايجاد بدائل من خلال مشروعات توطين البادية واستقرار الرعاة.. وفي تقرير جريدة الرياض من تبوك الذي نشره الزميل عودة العطوي يوم الجمعة الماضي ماجعلني اعيد قراءة برامج توطين البادية ذلك المشروع الكبيرالذي بداه مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - واكمل بعض تفاصيله الملك فيصل - يرحمه الله - في مشروع ضخم لتوطين البادية ثم استكمل في مرحلته الثالثة فيما بعد ببرامج عدة بدأت عام 1395ه تقريباً وهي البداية الفعلية للطفرة الاقتصادية الاولى.. حتى وصلنا إلى هذا الزمن حيث جُند كثير من إمارات المناطق لمشروع أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو بناء المساكن الخيرية والمخططات الشعبية التي تبنتها بلديات المدن في ايجاد اراض لإقامة الاحياء الشعبية. الفكرة الرائدة التي تبنتها إمارات المناطق من ايجاد اسكان خيري لفقراء المدن والمجمعات القروية هي فكرة رائدة حلت كثيراً من مشكلات الاسكان وتكاد تكون أخرجت كثيراً من العوائل من اسر فقيرة جداً إلى اسر مستورة الحال لتتجاوز خط الفقر بقليل حيث يعتبر السكن مؤشراً حقيقياً لمستويات الفقر.. لكن هناك مشروعاً يماثله لو تم البدء به وهو مشروع توطين الرعاة من البادية ومحاولة جذبهم للاستقرار مع بقاء مهنة الرعي ولكن يخطط لهم اسكان قريب من المراعي الدائمة تشكل نواة لقرى ولتجمعات سكنية قد تصلها الخدمات بعد ان تأخذ شكلها.. اتمنى البدء في التفكير في هذا المشروع الذي يعد امتداداً لمشروع التوطين الذي بدأه الملك عبدالعزيز واكمل بعض مراحله الملك فيصل يرحمهما الله.
الرابط
التوطين في مرحلته الرابعةالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
609721النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14070الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عودة العطوي
الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
عبدالعزيز جار اللهتاريخ النشر
20070101الدول - الاماكن
السعوديةتبوك - السعودية
منطقة تبوك - السعودية