الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لبنان والعرب والملك الفرصة
التاريخ
2006-10-15التاريخ الهجرى
14270922المؤلف
الخلاصة
لبنان والعرب والملك الفرصة غازي العريضي ليست جديدة المواقف السعودية الداعمة للبنان بل تعبر عن تقليد قديم وعادة متوارثة. فالمملكة كانت أبوابها مفتوحة دائماً أمام اللبنانيين طلباً لعمل أو استثمار فيها أو طلباً لمساعدة ودعم على مستوى الدولة. وقد أرست هذه السياسة قواعد وكرست نهجاً جعلت العلاقات بين البلدين علاقات سياسية اقتصادية مالية اجتماعية وإنسانية تقليدية شعر خلالها اللبنانيون أنهم يحظون برعاية خاصة لبلدهم وأمنه واستقراره وازدهاره. ومع ذلك فقد اكتسبت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الى المملكة واللقاء الذي جمعه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والحفاوة التي استقبل بها أهمية خاصة، وأخذت في الاعلام حيزاً كبيراً وبقيت ولا تزال موضع تقييم وتفاعل إيجابيين في الوسط السياسي اللبناني ويعلق كثيرون الآمال على نتائجها. والزيارة لم تكن الأولى لرئيس المجلس النيابي. والتواصل بينه وبين المملكة قائم من خلال سفيرها في لبنان الدكتور عبدالعزيز الخوجة الذي لعب دوراً مهماً في حماية الوحدة الوطنية اللبنانية وفي تقريب وجهات النظر بين الأطراف وفي دعم لبنان في كل المجالات. لماذا أخذت الزيارة إذاً الأبعاد التي أشرنا إليها - في التوقيت، جاءت بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان، وسلسلة الاتهامات الظالمة التي وجهت الى المملكة وقيادتها من بعض الجهات في لبنان وخارج لبنان، ورافقتها أخطاء من هؤلاء في استهداف الاستقرار في لبنان - عن قصد أو عن غير قصد - من خلال تصريحات ومواقف هزت الوحدة الوطنية الداخلية، في وقت كان المطلوب تعزيز المناخ الذي ساد في لبنان خلال فترة الحرب والجلوس الى طاولة حوار صادق لمناقشة الأسباب والنتائج والاتفاق على ما يحمي البلد. - وبالتالي جاءت الزيارة في مناخ متشنج جداً ومحاولات صب الزيت على النار من هنا وهناك، وتهويل على اللبنانيين بأنهم على أبواب حرب أهلية جديدة، وبأن الانهيار سيكون سريعاً، وأثيرت جملة قضايا، قد يكون ظاهرها محقاً أو مشروعاً لكن باطنها كان يخفي باطلاً. - وفي الواقع العربي، سرت أخبار وأعلنت مواقف وكتبت تحليلات عن محاور عربية بقيادة أميركية، ودور سعودي بارز فيها لمواجهة هذه الدولة العربية أو تلك، وتوترت الأوضاع في فلسطين، وشبح الاقتتال الداخلي يخيم، واسرائيل تستفيد من كل ذلك في محاولة لنقل الاهتمام بنتائج حربها الخاسرة على لبنان وتداعياتها على الحكومة والجيش والطبقة السياسية عموماً الى الاهتمام بالاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني والتركيز في الوقت ذاته على الخلافات اللبنانية - اللبنانية. قبل توجه الرئيس بري الى جدة سألني بعض الأصدقاء ماذا تتوقع من زيارته فقلت: كل الخير. لأن من سيلتقيهم لا يريدون إلا الخير للبنان. وأقول لكم سيسمع الرئيس بري كلاماً من خادم الحرمين الشريفين فيه كل الحرص على لبنان وأبنائه ووحدتهم الوطنية سيحمله وصية الحفاظ على هذه الوحدة بين المسلمين وبينهم وبين المسيحيين. فهذا الرجل لا يلتقي أحداً إلا ويقول له: احفظوا لبنان ووحدتكم. لا نريد منكم إلا ذلك ومصيركم مرتبط بوحدتكم!! ونحن حاضرون لكل مساعدة في هذا الاتجاه !! وسيسمع أيضاً، حرصاً على العلاقات العربية - العربية الطيبة، وعلى كل جهد يؤدي الى نبذ الفتنة بين أبناء البيت الواحد وسيلمس صدقاً وشجاعة وحكمة في التعاطي مع كل المسائل. المهم أن نعرف نحن كيف نستفيد من ذلك !! عاد إلي بعض هؤلاء، بعد أن عاد الرئيس بري من المملكة والتقى بخادم الحرمين الشريفين وصرح تقريباً بالمعنى ذاته الذي أشرت اليه وأبلغ كل من التقاه ارتياحه الى اللقاء الذي كان صريحاً وأخوياً وعفوياً وعميقاً وشاملاً كل القضايا والذي أكد فيه الملك عبد الله بن عبدالعزيز أنه شخصياً والمملكة وكل إمكاناتها تحت تصرف لبنان واللبنانيين في أي مسعى أو مبادرة يمكن ان يؤدي الى الخروج من المأزق الذي يعيشونه وهم على أبواب استحقاقات كبيرة!! وليس سراً القول ان المناخ السياسي في لبنان بات يميل قبل أيام من الزيارة وبعدها الى الهدوء والتعبير عن الرغبة في الحوار بين اللبنانيين وهنا يتكامل دور الرئيس نبيه بري والقيادة السعودية. فالرئيس بري خير من يدير الحوار بين اللبنانيين. فإذا كان جمع اللبنانيين حول طاولة حوار واحدة كما حصل في 2مارس الماضي وتمكنوا من التوصل الى اتفاق حول عدد من النقاط الحساسة المهمة وبالإجماع، متعذراً اليوم بسبب الظروف الأمنية التي تحيط بالسيد حسن نصرالله وغيره من القادة، فإن الرئيس بري بما له من علاقات جيدة وقنوات اتصال مفتوحة مع الجميع قادر على استنباط آليات جديدة وتنظيم الحوارات بينها لاستخلاص بعض الأفكار المشتركة التي تساهم في مواجهة الاستحقاقات المقبلة. ولأن المملكة بحركتها الدائمة وانفتاحها على الجميع ودعمها للحوار ب
الرابط
لبنان والعرب والملك الفرصةالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
610675النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13992المؤلف
غازي العريضيتاريخ النشر
20061015الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان