عقد شراكة الاصدقاء
الخلاصة
بعد يوم واحد من انتهاء زيارته لواشنطن.. حل الرئيس الصيني (هو جينتاو) يوم أمس ضيفاً كبيراً على المملكة العربية السعودية.. للالتقاء بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. رداً على زيارته الأخيرة لبكين في الفترة الواقعة ما بين 22-24/12/1426هـ. ** هذه الزيارة الهامة.. تأتي تكريساً للشراكة السعودية الصينية التي غرس الملك عبدالله بذورها الأولى بزيارته لبكين في الفترة الأولى الواقعة ما بين 24-26/6/1419هـ. ** يومها قيل إن المملكة باتجاهها إلى الصين، تغير في منهج تحالفاتها، وتتجه نحو الشرق بدلاً من التوجه إلى الغرب بل وتغير نمط علاقاتها لتحل بلداً ضخماً في موارده.. وطموحاته وأسواقه وتوجهاته المستقبلية وإرادة شعبه الهائلة.. محل شركاء الأمس، وحلفاء الماضي.. ** وأياً كانت مدى سلامة أو خطأ تلك التحليلات.. إلا أن الأمر الثابت هو: أن الصين قوة عالمية ضخمة، وأن التوجه لعقد شراكة استراتيجية بعيدة المدى كان توجهاً صائباً ومدروساً.. بدليل سعي أكبر قوة عظمى ممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى عقد شراكة مماثلة معها. ** وعندما يحل الرئيس الصيني الصديق ضيفاً على المملكة، هذه الأيام فإن الحديث عن آفاق التعاون المستقبلي يصبح مثيراً للتفاؤل ليس فقط لإقامة جسور متينة من التعاون الاقتصادي الموسع بين أكبر بلدين منتجين لقوة الدفع الاقتصادية في العالم.. وإنما لتوسيع دائرة المصالح المشتركة.. بين بلدين يملكان كل مقومات التكامل الحقيقي.. لبناء القوة الذاتية لكليهما.. ** فنحن وإن كنا بحاجة إلى القدرات الصينية التكنولوجية والعسكرية المتطورة، فإن الصين بحاجة إلى المزيد من الضخ البترولي لتحقيق خططها وبرامجها التوسعية القائمة على هذا العصب الهام لأكبر قوة اقتصادية ناهضة في العالم. ** وبالتأكيد، فإن لدى البلدين ما يقدمانه لبعضهما البعض وسوف تشهد هذه الزيارة إضافات حقيقية إلى آفاق التعاون السياسي والأمني والثقافي أيضاً لمواجهة مخاطر حقيقية تتهدد الأمن والسلم والاستقرار ليس في العالم فحسب وإنما في منطقتنا بصورة أكثر تحديداً.. ** ومن موقعها كعضو بارز في الأمم المتحدة، فإن الصين قادرة على خدمة قضايا الأمن والاستقرار بما تمتلكه من قدرة على التأثير والتوازن لبلورة موقف دولي يكفل السلامة للجميع.. ** إن صداقتنا مع الصين وإن بدأت تتسع دائرتها في السنوات الأخيرة، إلا أنها ومنذ اليوم تشكل أحد منطلقات الحراك الحقيقي لبلادنا في اتجاه العالمين وبناء القوة الذاتية المؤثرة في المنطقة والعالم.. ** وكم نحن سعداء بأن تصبح شراكتنا والصين بمثابة قوة دافعة حقيقية نحو مستقبل أكثر إشراقاً.. وأمانا.. في ظل سياسة تعدد الشركاء الأصدقاء..
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
611323النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14484الموضوعات
السعودية - السياسة العسكريةالسعودية - العلاقات الخارجية
العلاقات الاقتصادية
العلوم العسكرية
تاريخ النشر
20060423الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
بكين - الصين
واشنطن - الولايات المتحدة