الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تفاعل القيادة .. الدولة لا تعفي أحدا من المسؤولية الشهداء ينتظرون مبادرات أبناء الوطن
الخلاصة
ارتباط الأوطان بالعقائد مبدأ إنساني وعاطفي لاجدال فيه، والدليل على ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أجبر من قبل مشركي قريش على مغادرة مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فقال عليه الصلاة والسلام مخاطبا مهبط الوحي مكة المكرمة ــ مسقط رأسه ومولده وموطنه ــ : «والله إنك لأحب البقاع إلي ولولا أن أخرجوني منك لما خرجت»، وقد علم الله سبحانه وتعالى ما لمكة المكرمة من محبة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعاده إليها فاتحا ومنتصرا على المشركين في فتح مكة. ثم تعرضت الأمة الإسلامية لفتنة الخوارج وما أثاروه من الفرقة وتمزيق جسد الأمة، ولازلنا نعاني من امتداد تلك الفتنة الباغية إلى هذا الوقت، ابتداء بأحداث الحرم المكي في سنة 1401هـ، ومرورا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001م التي شوهت سمعة الإسلام باعتدائها على الولايات المتحدة الأمريكية، وما أعقب ذلك من تداعيات الإرهاب التي طالت الكثير من دول العالم، حيث تعرضت بلادنا لخطر الخوارج من الإرهابيين الذين روعوا الآمنين وانتهجوا الإرهاب دستورا لتحقيق أهدافهم الخبيثة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحرب ضد الإرهاب، وكانت بلادنا ولله الحمد من أفضل الدول التي تصدت للقضاء على الإرهابيين وتحييد أنشطتهم، من خلال الضربات الاستباقية التي تفسد خططهم وتدمر مقدراتهم الإجرامية قبل أن يستخدموها ضد الوطن والمواطنين، إضافة إلى تصدي الرجال البواسل للشرذمة التي أرادت التسلل إلى جنوب الوطن، ومن الطبيعي أن أية مواجهة مع أي عدو لابد من أن يصاحبها تضحيات من الأرواح البشرية التي تستشهد في سبيل الله. ولقد جبل هذا الوطن بولاة أمره ومواطنيه على التضامن والتراحم والترابط من أجل الوطن ورفعة الوطن، والحفاظ على سلامة العقيدة وصفائها من الغلو والتطرف والأفكار المنحرفة، والمجتمع السعودي بأسره يفخر بالشهداء الذين يقدمون أرواحهم دفاعا عن الوطن، ويتوق إلى تكريمهم وتقديم الرعاية لأسرهم وذويهم، ولذلك كان لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السبق في تنظيم مؤتمر «شهداء الواجب وواجب المجتمع» الذي سيرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في رحاب الجامعة في الفترة 23 ــ 24 ربيع الأول، حيث حددت المحاور الأربعة للمؤتمر: حقوق الوطن وواجبات المواطنة ــ شهداء الواجب في الإسلام ــ ولاة الأمر وشهداء الواجب ــ والمجتمع أفرادا ومؤسسات في رعاية أسر الشهداء، بينما تشمل مجالات البحوث ثلاثة أنواع:- البحوث التأصيلية الشرعية ــ البحوث التنظيرية التاريخية ــ والبحوث الميدانية الاجتماعية، وذلك من خلال المساهمين في فعاليات المؤتمر سواء المشاركون بأبحاث أو المتقدمون بأوراق عمل أو المرشحون للمشاركة في حلق النقاش (ورش عمل)، كل هذه الأنشطة المجتمعية المتنوعة من أجل الشهداء الأبطال الذين سيبقون في ذاكرة المجتمع فخرا واعتزازا، وسيبقون محل تقدير واحترام الدولة بجميع قياداتها السياسية والعسكرية، ومن مظاهر التكريم الرسمي الذي يحظى به الشهداء ما تقوم به الدولة من ترقيتهم إلى الرتب التي تلي رتبهم، ومنحهم آخر مربوط للرتبة التي تمت ترقيتهم عليها، إضافة إلى البدلات والعلاوات، ومنحهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة، ونوط الشرف، ومساعدة أسرة كل شهيد بنصف مليون ريال وقد رفعت لشهداء الواجب في الجنوب إلى مليون ريال، وتسديد ديون الشهيد المثبتة شرعا بحد أقصى خمسمائة ألف ريال، مع مساعدة عائلية بمبلغ مائة ألف ريال، ومنح والدي الشهيد اللذين على قيد الحياة راتبا شهريا بالإضافة إلى راتب للزوجة بمبلغ ثلاثة آلاف ريال، والمساعدة في تعيين ونقل ذوي الشهداء بالوزارات والقطاعات الحكومية بما في ذلك وزارة الداخلية على وظائف مدنية، ومساعدة أبنائهم وذويهم للقبول في الجامعات والكليات والمعاهد العلمية والصحية، وتسهيل تعليم الأبناء في مدارس أهلية على حساب وزارة الداخلية، ومنح بطاقات علاجية لأسر الشهداء للمعالجة في مستشفى قوى الأمن والمراكز الصحية التابعة للوزارة، وكذلك تأمين علاجهم في مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، واستضافة أسر الشهداء وذويهم من الراغبين في أداء فريضة الحج لتمكينهم من أداء النسك على نفقة وزارة الداخلية.. كان ذلك فعل الدولة بمؤسساتها المختلفة ومبادرة قادتها، فماذا عن دور التجار ورجال الأعمال والشركات والمؤسسات الأهلية، في تكريم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم عن حياض الوطن ومكتسباته ومكتسباتهم؟. سؤال نتمنى أن نرى إجابته واقعا يلمسه الجميع. د. جرمان أحمد الشهري Jarman4444@yahoo.com
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
611761النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
15897الموضوعات
الاسلام والارهابالاوسمة والنياشين
الجامعات والكليات
السعودية - الأمن الوطني
السعودية. وزارة الداخلية والأمن
مكافحة الارهاب
تاريخ النشر
20100306الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
المدينة المنورة - السعودية
مكة المكرمة - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة