الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
شرهة الأمير الوليد بن طلال وأشياء أخرى
الخلاصة
على عكس طريقة الكل يعرف القيصر ، والقيصر لا يعرف أحدا، بعد اللقاء الجماهيري الموسع مع الأمير الوليد بن طلال مساء الثاني من ابريل الحالي يمكنني القول بثقة عالية ان الكل في عالمنا العربي يعرف الوليد بن طلال رجل الأعمال المسلم العربي السعودي وان الامير وإن لم يكن يعرف الكل فهو يعرف الكثيرين ، وبعد اللقاء ذاته أدهشني الامير بإلمامه ومعرفته بمجموعة من المعارف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخية والنفسية. سأفصح للسادة القراء عن سؤالي الذي كان حول زيارات الامير لبعض البلدان وما يثيره ذلك من توتر بين أعضاء البعثة الدبلوماسية التي قد ترتب لقاءات سموه مع بعض الجهات، مصدر التوتر والذي عادة ينشأ بعد زيارة الأمير يكون حول مقدار الهدية التي اعتاد الامير أن يتركها لكل عضو في البعثة. لم أجد اجابة حتى الآن. وربما لن يكون هناك اجابة رغم أن هدايا الامير في المحصلة النهائية تصل الجميع.اللقاء كان في حد ذاته مثار اعجاب بالنسبة لي لكونه أدير وباقتدار كما ظهر لي من قبل الاعلامي السعودي المشاغب والباحث عن التميز الاستاذ على العلياني، والسادة زملائه السعوديين الثلاثة وزميلته الروتانية الآنسة العمودي بالإضافة إلى الشقيق المصري. أعرف أن مواقع التواصل الاجتماعي سوف تشتعل بمجرد بدء اللقاء وسوف يستمر ذلك الاشتعال إلى اجل لا يعلمه الا الله لان اللقاء غير مألوف واستثنائي، واجابات سمو الأمير وحضوره وتفاعله وقدرته على الاقناع بما طرح كانت مثيرة للإعجاب. تقسيم اللقاء إلى ملفات جاء منطقيا وجميلا ومن حقي كمشاهد أعطيت من وقتي بعض الساعات للقاء أن أعبر بما رأيت وبحسب ما أراه. أول النقاط التي تثير الاعجاب والتساؤل في ذات الوقت درجة الاستعداد والجاهزية التي كان يتمتع بها الامير الوليد ليس الاستماع للأسئلة وابداء الاعجاب بها والتلاطف مع من طرحها، بل يتعدى الامر ذلك إلى الجواب المفعم بالتحليل والمنطق، والوضوح. النقطة الابرز التي شدتني الفهم المتقدم والراقي من الامير للسقف المسموح فيه بالحركة في منظومة العمل السعودي الخاص وقدرة سموه على التماهي بهذه الحدود ومحاولة سموه كما قال السعي لزيادة مساحة ذلك السقف لا اختراقه، وهذه في نظري استراتيجية ومبدأ عمل في وسط منظومة تأسست وسط تقاليد اسرية وتوزيع منافع وتحديد قيم في أسرة ودولة وقيادة. أبهرني السعي بالعمل الجاد والمدروس في ميادين الاقتصاد والاستثمار والعمل الخيري وقبل ذلك كله في ميادين العمل الوطني الذي يؤكد مصلحة المملكة أولاً. هناك بعض الإضاءات وردت في اجابات سمو الامير حول الجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة للرقي بهذه البلاد وانسانها رغم الكثير من العوائق، واترك تفصيل ما اعني لفهم القارئ الكريم. ولمن تابع اللقاء الجريء جيداً. حديث الامير الوليد عن الشأن السياسي العربي الدولي وعن الشأن السياسي العربي وموضوع الثورات العربية ونظرة سموه إليها كانت مثار اهتمام بالنسبة لي كباحث في هذا الميدان. الأمر الاكثر أهمية وبصراحة ومباشرة تقترب من الصراحة التي تحدث بها الامير الوليد الرؤية التي عبر بها حول أن ليس هناك مجتمع أو نظام محصن من التغيير والمطالبة بالإصلاح. أكثر من ذلك حديث سموه حول الشأن السياسي السعودي واقتراح سموه بما سماه الحكومة المصغرة، وشكلها وقيادتها. وأنها قد تكون من الاشياء التي يمكن أن تحل كثيرا من المعضلات في الدول العربية ومنها المملكة. واعتقد أن تلك الرؤية مناسبة وتتناسب مع ما يسمى بالتدرج في التطوير للأوضاع القائمة، ولكن قد يكون من الافضل في رأيي الوصول للنقطة الابعد من نقطة المنتصف خاصة في مثل الظروف التي تعيشها بلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الرجل الذي يحبه الناس كأب قبل أن ينظروا إليه كملك وحاكم. بعبارة اخرى المجتمع السعودي ينتظر من قيادته التاريخية أحداثا غير تقليدية، لان الوقت والظروف الحالية غير تقليدية بامتياز. السر الذي أريد أن أمرره للقراء على الرغم من قلتهم، انني كنت أحد من وجه لسمو الأمير سؤالا خاصا على حسابه الالكتروني في «تويتر» ولكن إدارة اللقاء لم تذع أيا من تلك الاسئلة، استمتعت باللقاء وبكل السعوديين الذين ظهروا فيه من أمير واعلاميين يستحقون جميعاً التقدير.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
612198النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14538الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالوليد بن طلال بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
علي العياني
الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
المجتمع السعودي
تاريخ النشر
20130404الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية