الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المدن الاقتصاديّة.. وأبعادها الاستراتيجيّة..
التاريخ
2010-11-09التاريخ الهجرى
14311203المؤلف
الخلاصة
م. سعيد الفرحة الغامدي شكل ابتكار فكرة المدن الاقتصادية نقلة نوعية في تخطيط المدن الحديثة عالميًا، حيث يكون التركيز على بناء مجمع حديث -في مكان مستقل- يتم تخطيطه وتنفيذ مرافقه، حسب نمط معين متكامل ومتماثل -في كل مواصفاته- تتوفر فيه كل الخدمات والتسهيلات التي يتطلبها، ليصبح مدينة عصرية مستقلة، وقائمة بذاتها.ومن أهم إنجازات الهيئة العامة للاستثمار وضع الأسس للبنية التنظيمية لإنشاء الأربع مدن الاقتصادية موزعة في مواقع استراتيجية بالقرب من مدن رئيسية في المملكة أهمها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تشرفتُ مع نخبة من كُتَّاب ومسؤولين في جريدة “المدينة” -في معية سعادة رئيس التحرير د. فهد بن عقران- بزيارتها يوم الأربعاء الماضي، تلبية لدعوة من معالي محافظ هيئة الاستثمار السيد عمرو بن عبدالله الدباغ الذي قدم عرضًا مفصلًا عن رؤية الهيئة وبعض إنجازاتها منذ توليه مسؤولية حقيبة هيئة الاستثمارات الأجنبي في المملكة في عام 2005م، وكيف أصبحت البيئة الاستثمارية في المملكة الحادية عشرة (11) من بين 183 دولة في العالم.ومن خلال العرض الذي شاهدناه والجولة على بعض مرافق المدينة والأسئلة التي طرحت على معالي المحافظ ومعاونيه اتضحت النقاط التالية:1- من أبرز العوامل الإيجابية أن وجود الهيئة ساعد على إدخال تعديلات إيجابية على أنظمة الاستثمار في المملكة وخلق بيئة استثمارية جاذبة، استفاد منها المستثمر المحلي والأجنبي معًا.2- إن كل المبالغ التي صُرفت على مشروعات المدن الاقتصادية من أموال القطاع الخاص المحلي والأجنبي، وإن الدولة لم تتحمل سوى مصاريف إدارية وتأسيسية بنسبة متواضعة جدًا، تحقيقًا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الاقتصادية المبنية على خلق بيئة استثمارية جاذبة لأموال القطاع الخاص المحلي والأجنبي، وفق استراتيجية المملكة للتنمية المستدامة.3- إن فكرة المدن الاقتصادية تصب في استراتيجية التنمية المستدامة للمملكة على المدى الطويل وتحتاج لنفس طويل حتى تؤتي أُكلها. 4- إن المميزات التنافسية المتوفرة في المملكة تؤكد جدوى استراتيجية المدن الاقتصادية الأربع (منطقة مكة، جازان، المدينة، حائل) لأن كل واحدة منها تم اختيار موقعها لتكون مرتبطة بمقومات جوهرية حسب مفاهيم العوامل الاقتصادية والتخطيط الاستراتيجي للمنطقة التي تقع فيها.5- إن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ستكون «مدينة جدة الجديدة» بسبب موقعها المتميز على ساحل البحر، وممر الملك عبدالله، وسيكون بها أكبر ميناء على البحر الأحمر، ومحطة قطار الحرمين، الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بجدة، والاستاد الرياضي، وعدد كبير من المصانع الحديثة، وتكامل البنية التحتية.6- إن المدينة الاقتصادية تقع بين أكبر مصفاة للبترول في العالم-بترو رابغ- بشراكة استثمار ياباني من الشمال، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من الجنوب، الأولى من نوعها في العالمين العربي والإسلامي.7- إن الساحل البحري سيكون محميًا من العمران ليتيح للسكان والزوار التمتع بشاطئ بطول ثلاثين كيلو مترًا للمشاة تقريبًا، وهذا غير متوفر في أي من المدن الساحلية بالمملكة، بسبب سوء التخطيط العمراني.والذي يشاهد موقع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية كما هو في الوقت الراهن يدرك أننا أمام تحدٍ جديد في مسيرة المملكة التنموية، ويرى دوافع الحماس والنشاط الذي تقوم به الهيئة، ومن الإنصاف القول بأن كل طموح من هذا النوع تصاحبه تحديات لا يدركها إلا بعيد النظر الذي ينظر للمستقبل وكأنه قريب، وللحاضر على أنه محدود ويجب تجاوزه. ومن عرف جدة قبل نصف قرن من الزمن -ويعيش فيها اليوم- يدرك مدى التغيرات التي حصلت، ومن لم يقتنص الفرص في وقتها، يتمنى لو كانت لديه رؤية بعيدة المدى في ذلك الوقت.إن بيئة المدن الصناعية موجَّهة لتكون بيئة جيل جديد يتجاوز تحديات سلفه، ويخلق تحديات مستقبلية للأجيال القادمة، وعلى الذين يتحفظون على الاستراتيجية التي تتبعها هيئة الاستثمار، النظر إلى المستقبل بعدسات واسعة حتى تتضح الرؤية لما وراء الأفق المحدود في الوقت الراهن.ومن الواضح أن المدن الاقتصادية تركز على توفير حوافز لجلب استثمارات أجنبية، وعودة الأموال المهاجرة -والحفاظ على الفوائض الجديدة منها- داخل البلد ونقل التقنية والمهارات الأجنبية، لتعزيز برامج التنمية المستدامة وخلق فرص عمل «نوعية» لأعداد كبيرة من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية، لتمكين تلك الفئات من العمل، ومواكبة متطلبات العصر. كما أن على الهيئة رفع سقف الحد الأدنى للاستثمار الأجنبي حماية للمؤسسات الصغيرة من المنافسة غير المتكافئة، وإيضاح مبررات هبوط أسهم اعمار إلى مستوى أقل من قيمة الاكتتاب، في الوقت الذي استمرت أسعار العقار في الارتفاع.. والله من وراء القصد.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
616346النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
17366الموضوعات
الاستثمارالاستثمارات
التخطيط الاقتصادي
المؤلف
سعيد الفرحة الغامديتاريخ النشر
20101109الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية