الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مع الاعتذار من ليلة العيد
التاريخ
2009-09-19التاريخ الهجرى
14300929المؤلف
الخلاصة
الخروج عن النصمع الاعتذار من ليلة العيد د. مطلق سعود المطيريحالتي مع الكتابة دائما ما توصف بشيء من الارتباك وعدم الثبات على فكرة بعينها ما أن أشرع بكتابة موضوع ما إلا واستلمتني حالة عدم الثبات لتسلمني لموضوع آخر. هذا بالضبط ما حدث معي عند كتابة هذا المقال كانت الفكرة التي سقطت ، مع تمنياتي للجميع بأن لا تسقط فرحتهم ، هي عن عيد الفطر المبارك إلا أن دعوة خادم الحرمين الشريفين يوم الأربعاء الفائت إلى تضافر الجهود في المرحلة الراهنة لإيجاد إستراتيجية وطنية تمكن الشباب من التعرف على الطريق الصحيح نحو العمل والتنمية وجهت موضوع الكتابة فعذرا من ليلة العيد. دعوته أيده الله هي الأمانة التي عجزت عن حملها الجبال وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا. ماذا يعني أن توجد إستراتيجية وطنية يقوم عليها العمل والتنمية؟ وهل يعني غيابها السقوط في براثن التخلف والفساد؟ تأمل من فضلك بشيء من التفحص الواعي أحداث الشهر المنقضي وأنت تعرف لماذا هذه الدعوة في هذا التوقيت، أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات يبحثون عن مقاعد في جامعاتنا ولم يتحقق لهم مبتغاهم ، عمليات إرهابية قذرة انحرفت بمفهوم الوطن والمواطنة، مستوى صحي يعد الوصول لنسبة صفر به انجازا، وزد على ذلك ملاحظتك، هذا في شهر فقط. نحن أمام منظومة من القيم أصابها بعض الارتباك والعبث تكاد تشوه وجه المنجز الحضاري لهذا البلد الطيب، انحراف في مبادئ العقيدة عند بعضنا لم تنفع معها القواعد التي أسسها القائمون على برنامج المناصحة للفئة الضالة ولم تستطع أن تهذب المجرم ولم تخف تماما في دمه صوت الحيوان. وقلّ انعكاس بعض الفضائل وتمثلها في السلوك العام وأصبحت غير ضرورية للوصول للنجاح وكأن التمسك بالفضائل لا تراه إلا في الروايات والقصص تجد الموظف يسعى فيما يسعى لطلب الترقية بكل ما أوتي من حيل وتملق خارج عن سياق الفضيلة والمسؤول عن قطاع خدمي لا يسألك عن حاجتك ولكن عن قوة صلتك (بمن) والطبيب لا ينشغل بعلتك ولكن عن سعرها (بكم). الإستراتيجية التي يحث على إيجادها خادم الحرمين الشريفين أيده الله هي البحث عن قيمة الشرف وتعزيزها داخل أنفسنا الضعيفة. كل منا يلتزم مع نفسه بكلمة شرف أن يحافظ على هذا البلد واستقراره ومصلحة أهله. كان أهلنا السابقون يرهنون شعرة من لحاهم أو عصابة الرأس (العقال) لإتمام شيء عاهدوا على إتمامه ويبرون بوعدهم وهذا هو الشرف، فما الذي حملهم على قبول شعرة لحية رهنا؟ لأنه انضم إلى رهن هذه الشعرة ذمة الرجل ووعده وكلمته، كلمة الشرف هي مفتاح هذه الإستراتيجية الوطنية النبيلة ؛ فالشرف في أبسط أشكاله أن يحافظ الطفل والشاب والرجل والمرأة على الكلمة التي تصدر عنهم كأنها عقد سواء ذلك باللسان أو التوقيع بالقلم والفرق بينهما كما قال المفكر العربي احمد أمين أن التوقيع على العقد يلزم به القانون. والنطق بالكلمة يلزم به الشرف. وأشغلتني كلمة الشرف كثيرا وأنا أستمع للقسم (اليمين) الذي قطعه بعض الذين انحرفت أفكارهم ومبادئهم بالا يعودوا إلى ما كانوا عليه وكلنا يتذكر الاتصال الذي جرى بين سمو مساعد وزير الداخلية (والمنتحر) والذي يوضح أين موقع كلمة الشرف عند الأمير وأين موقعها عند ذاك الضال. في الحرب الروسية - اليابانية اخذ بعض الضباط أسرى ووضعوا في مكان واحد وأخذ منهم كلمة إلا يهربوا ولم يوضع عليهم حراس اكتفاء بوعدهم وكلمتهم. فما الذي منعهم أن يهربوا كلمة الشرف، مع أنهم لا يؤمنون برسالة الذي حمل العقيدة بشرف وبلغها بشرف. إن الإستراتيجية الوطنية التي تمكّن الشباب من التعرف على الطريق الصحيح تبدأ بغرس مفهوم الشرف والمحافظة عليه حتى لا نضطر لنعتذر من ليلة العيد .. وكل عام وانتم بخير.
الرابط
مع الاعتذار من ليلة العيدالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
617687النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15062الموضوعات
السعودية - الأمن الوطنيالسعودية. وزارة الشؤون الاسلامية
الشباب
الغزو الفكري
المناسبات الدينية
مكافحة الارهاب
المؤلف
مطلق المطيريتاريخ النشر
20090919الدول - الاماكن
السعوديةاليابان
روسيا
الرياض - السعودية
طوكيو - اليابان
موسكو - روسيا