الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
فاجعة جدة ودور المساجد
التاريخ
2009-12-04التاريخ الهجرى
14301217المؤلف
الخلاصة
فاجعة جدة ودور المساجدسعد بن جمهور السهيمي كنت في الصف الأول الثانوي عندما دهم مكة سيل عرم بعد أمطار غزيرة شهدتها مكة, على ما أذكر أنه في عام 1398 - 1399هـ وخرجنا حينها مع بعض الأصدقاء وحاصرنا السيل في عرفات حتى فقدنا الأمل في النجاة لولا لطف الله وعنايته الذي أنقذنا من تلك الكارثة، وهي تظل ماثلة أمامي كلما سمعت عن أمطار تهطل على مدينة من مدن بلادنا، فالذكريات الحزينة تبقى مثل الحنظل في ذاكرة صاحبها. وبالأمس القريب شهدت مكة وجدة سيولا كانت كارثتها على جدة أكبر, وفقدنا خلال هذه السيول عديدا من إخوة الإسلام من أبناء الوطن والمقيمين فيه، وكلما تناول بعض الصحف هذا الحدث وذكرت تفاصيل بعض الموتى والجثث المتناثرة تحسرت قلوبنا على فقدهم في هذه الكارثة المؤلمة. ومن القصص المؤلمة لهذه الكارثة أن رجلا أنجاه الله يقول ربطت نفسي وأهلي بحبل وقلت نموت معا أو نحيا معا، ويضيف ونحن نصارع المياه التي ملأت بيتنا صعدنا على سطح المنزل وشاهدت شخصيا 38 جثة سحبها السيل أمام ناظري, يا لها من مأساة مؤلمة ومحزنة في الوقت نفسه, ما سرده هذا الأخ الذي كتب الله له النجاة، ونسأل أن يلهم جميع أسرى الموتى والمفقودين الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا إليه راجعون». ولعل ما هوّن على الناس هول هذه الصدمة تلك القرارات التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لمصلحة أهل الموتى والمفقودين والمتضررين التي جاءت لتخفف معاناتهم, فجزى الله المليك خير الجزاء على هذه المبادرة التاريخية والإنسانية التي سيكون لها أثرها في تصحيح المسار مستقبلا - بإذن الله - ولعل حدوث هذه الكارثة تحفز الناس على مزيد من التعاون بين أبناء الوطن الواحد والمقيمين ويتعاونون مع المتضررين ويقدمون لهم ما يستطيعون من عون، والأمر أيضا يسري على أئمة المساجد لتذكير الناس بأهمية التعاون والدعم لإخواننا المتضررين، وتذكير الناس بأهمية الأخوة الإسلامية، وقول المصطفى-صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وكذلك الحث على مساعدة من يحتاج منهم إلى المساعدة والعون وليس بالضرورة أن تكون المساعدة مالية، بل إن التذكير فقط بأهمية تخفيف المعاناة عن المسلم أو الذي يحتاج إلى المساعدة أمر حث عليه الشارع الحكيم، وفي هذا الوقت يعد من تفريج الكرب والتي قال عنها المصطفى ـ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .. إلخ» رواه مسلم, فمن الواجب على أئمة المساجد الاهتمام بهذا الجانب، خصوصا في منطقة الكارثة. نسأل الله أن يقينا وإياكم شر هذه الكوارث إنه جواد كريم.
الرابط
فاجعة جدة ودور المساجدالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
619316النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
5898المؤلف
سعد بن جمهور السهيميتاريخ النشر
20091204الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية