الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ساعة احتضان لبنان
التاريخ
2006-07-26التاريخ الهجرى
14270701المؤلف
الخلاصة
تعيد اسرائيل تقويم اهداف حملتها الدموية في لبنان. يقول مسؤولوها وجنرالاتها ان اقتلاع «حزب الله» من جذوره متعذر. يتحدثون الآن عن إبعاد ترسانة الحزب عن حدودهم. اغلب الظن انهم كانوا يعرفون هذه الحقيقة قبل بدء الحملة. هدفهم الحقيقي هو دفن «حزب الله» تحت ركام لبنان. واضح ان الحملة رمت منذ لحظتها الاولى الى قصم ظهر لبنان. هذا ما يفسر تدمير الجسور والبنية التحتية التي لا علاقة لها بنشاطات المقاومة. حولت اسرائيل مليون لبناني الى نازحين في وطنهم وهم يشكلون ربع السكان. اظهر اللبنانيون درجة عالية من الوطنية في احتضان اخوانهم النازحين. لكن ذلك لا يلغي ما يمكن ان يثيره التأخر في معالجة هذا الوضع من مشكلات. ثمة انتصار وحيد يمكن ان تحققه اسرائيل في لبنان. شرط هذا الانتصار ان تنجح في قصم ظهر الدولة اللبنانية. بمعنى ان تصيب مؤسساتها المدنية والعسكرية والاقتصادية بعطب قاتل. إن اصابة من هذا النوع تضع لبنان امام احتمال الفتنة. وفي ضوء تركيبة لبنان يمكن القول ان غياب مؤسسات الدولة يمكن ان يفتح الباب لحالة عراقية او صومالية. وفي مثل هذه الاحوال ستغرق المقاومة في الركام اللبناني وحروب الداخل والتنازع حول المسؤولية عما جرى. ان افضل مواجهة للعدوان الاسرائيلي هي تلك التي تسعى الى انقاذ الدولة اللبنانية. والانقاذ يعني الاسراع في وقف النار. وان يعقب ذلك طي ملف الارض المحتلة ومعه ملف الأسرى ما يتيح للدولة ان تمارس حقها في بسط سلطتها على كامل اراضيها وهو حقها وواجبها. وبسط السلطة يعني ايضاً ان يكون قرار الحرب والسلم في يد الحكومة وحدها. ومع عودة الأرض والأسرى تكون المقاومة حققت اهدافها ايضاً فلا يبقى اي مبرر لامتلاكها ترسانة عسكرية. ان احتضان الدولة اللبنانية باعتبارها الضمانة الوحيدة لافشال اهداف العدوان الاسرائيلي يمكن ان يتم بوسائل سياسية وديبلوماسية واقتصادية تبقي باب الامل مفتوحا امام اللبنانيين المكتوين بالنار الاسرائيلية. وواضح ان الدولة اللبنانية هي الآن احوج ما تكون الى مد يد العون لها سواء لوقف النار او للتأكيد ان لبنان لن يترك بعده ليتخبط في ذيول العدوان على كل الاصعدة. في هذا السياق ترتدي المبادرة السعودية التي اطلقها امس الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهمية استثنائية. فهي تعني اولا ان السعودية وبما تمثله من ثقل عربي واسلامي ودولي لن تسمح بانهيار لبنان. وتعني ثانيا ان السعودية ملتزمة لعب دور رائد في اعادة اعمار ما تهدم بالتوازي مع التزامها دعم السلطة اللبنانية لاستعادة الارض المحتلة والاسرى واستعادة سلطتها على كل اراضيها. وجاءت الخطوة تتويجا لما قام به ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في باريس وما يقوم به الوفد السعودي في جولته الحالية في عواصم الدول الكبرى. وواضح ان السعودية التي رعت اتفاق الطائف الذي انهى الحرب في لبنان تجدد اليوم التزامها مساعدة هذا البلد على الخروج من محنته بخطوات ملموسة اقتصادياً وديبلوماسياً مستخدمة رصيدها الكبير لدى الدول الكبرى. ان احتضان لبنان ودولته هو الطريق الأوحد لمنع العدوان الاسرائيلي من قصم ظهر لبنان واغراقه في الركام والخراب والفوضى والاقتتال. ولنا ان نتوقع ان يكون الموقف السعودي تعبيرا عن موقف عربي واسع، ذلك ان العالم العربي لا يستطيع احتمال خسارة لبنان بعد خسارة العراق. وإنقاذ لبنان من محنته الحالية سيبعث برسالة مفادها ان الإرادة العربية لا تزال حية. انها ساعة احتضان لبنان
الرابط
ساعة احتضان لبنانالمصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
618302النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15818الهيئات
حزب الله - لبنانالمؤلف
غسان شربلتاريخ النشر
20060726الدول - الاماكن
السعوديةلبنان
الرياض - السعودية