الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
وزير الصحة في لقاءاته بالمواطنين
التاريخ
9-9-2006التاريخ الهجرى
14270816الخلاصة
وزير الصحة في لقاءاته بالمواطنين د. عبدالعزيز بن عبدالكريم المسعر بينما كنت في زيارة لمدينة الرياض رغبت في زيارة معالي وزير الصحة والسلام عليه بمكتبه في الرياض، فحضرت إلى مكتبه في الوزارة قبل صلاة الظهر، فأخبرني المسؤول بمكتبه بأنه يمكنك مقابلة معاليه مع عامة الناس في الصالة المخصصة لاستقبال المواطنين، وما هي إلا لحظات وإذا بي أقدم على معاليه وهو جالس خلف طاولة يسمع من الناس شكواهم ويستمع إلى مطالبهم ويناقشهم فيها قبل التوجيه عليها، فبقيت جالساً على كرسي قريب أراقب هذا المنظر وأتابع تلك المقابلات. ولقد رأيت من معاليه في هذه الجلسة عجباً، فما من مراجع يقدِّم له طلباً أو شكوى أو يراجعه في موضوع إلا وهو مبتسم المحيَّا، لا يفتأ عن ترديد عبارة (هذا حقكم وحنا هنا لخدمتكم)، بل لقد رأيت بعض المراجعين المساكين ولعله قد أرهقه عناء السفر ربما رفع صوته على معاليه وهو لا يزيد على عبارة هذا حقكم وحنا هنا إنما جلسنا لخدمتكم. إن هذه العبارة والتي لا تكلف المسؤول شيئا رأيتها تفعل فعل السحر بالمراجع، لا يملك مع هذا الخلق الرفيع من معاليه إلا الإذعان وانتظار التوجيه، وما هي إلا لحظة وترى المراجع، وقد تهلل وجهه سروراً بعد الاطلاع على توجيه معاليه، حتى إن الطاولة لم تستطع أن تحول بين هذا المراجع والتعبير عن فرحته بعفوية تامة بقضاء حاجته على يد معالي الوزير. لقد شدني حقيقة في جلسة معالي وزير الصحة أثناء استقباله المراجعين أمران: الأول : دماثة أخلاقه وتلطفه مع المراجعين. الثاني: تنسيق وقته -حفظه الله- فلم تلهه زحمة أعماله المكتبية عن اقتطاع وقت خصصه للنظر في حاجات الناس وقضاء حوائجهم والسماع لشكواهم وتطييب خواطرهم. إنني كمواطن مقتنع تماماً بأنه لا ينبغي أن يكون باب المسؤول مشرعا دائماً وفي كل وقت لكل من هبَّ ودبَّ، وهو ما عبر عنه معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة) بسياسة الباب المخلوع، لكنني مقتنع في الوقت نفسه بأنه لابد للمسؤول من تخصيص وقت لسماع همِّ المواطن وقضاء حاجته، فالمسؤول مهما علت مرتبته فهو إنما وضع لخدمة هذا المواطن. فرغ معاليه من المراجعين مع دخول وقت صلاة الظهر، فأمر أحد الموظفين بفرش السجاد لأداء الصلاة، وطلب مني التقدم للإمامه فأخبرته بأني لم أتوضأ بعد، وذهبت للوضوء ثم أدركت الصلاة معهم جماعة. ختاماً.. أعزائي القراء الكرام: لقد خرجت من هذه الوزارة وجلست في سيارتي برهة من الزمن أتأمل في كل معاني الحب والوفاء والولاء التي أراها صباحاً ومساءً في أعين وشفاه المواطنين تجاه مليكهم الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - فعلمت أن وراء هذا الحب إلى جانب أشياء كثيرة رجالاً كانوا على قدر المسؤولية والثقة التي أولاهم إياها خادم الحرمين الشريفين حتى ترجموا هذه الثقة حباً خالصاً لهم ولحكومتهم التي اختارتهم لمثل هذه المناصب من خلال رفقهم بالناس وحسن التعامل معهم وقضاء حوائجهم، مترسمين جيمعا هدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القائل (خير الناس أنفعهم للناس).
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
618530النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12399الهيئات
وزارة الصحة - السعوديةتاريخ النشر
20060909الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية