الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ما هذه التصريحات يا نزاهة؟!
الخلاصة
عندما ازداد الفساد المالي والإداري في بعض المصالح والإدارات حتى أصبح مصدر أذى وتعطيل لحركة التنمية في الوطن، ومضيعًا للحقوق الخاصة والعامة؛ حتى أن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- الرجل الصالح الدؤوب على مصالح البلاد والعباد لمّا بلغه ما بلغه من انتشار الفساد قال عبارته القوية الشهيرة: سأضرب بالعدل هامة الجور والظلم، وتوعّد بمحاسبة كلِّ مَن تسوّل له نفسه بالفساد، فكانت ولادة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نزاهة بشرى للوطن والمواطنين؛ لوجود جهاز مختص لإزاحة الفساد والفاسدين عن صدر البلاد والعباد، وعلى هذا الأساس تقاطر العديد من المواطنين على أبواب نزاهة، فمنهم مَن قدّم شكوى عن وجود فساد في الإدارة التي يعمل بها وهو مطمئن أن ما قدمه سيكون محل تدقيق وتفحيص من قبل نزاهة، وأنه سيكون في مأمن من أذى جهة عمله التي فضح وجود فساد بها، فإذا به يُفاجأ بأنه يتعرض للعقوبات والأذى على ما قدّمه دون أن ينتج عن ذلك أي تغيير أو تطهير للفساد، أو يصل إلى سمع مواطن وجود تلاعب في عملية تقدير عقارات منزوعة للصالح العام، وأن هناك تفاوتًا في أسعار التقدير، فيكون عقار قد اشتري في فترة زمنية قريبة من فترة التقدير بنصف مليون ريال، فيُقدّر بعشرة ملايين ريال، أو عقارات في قمة جبل لا مدخل ولا مخرج لها تُقدّر بخمسة أضعاف ثمنها الحقيقي، أو يضع مواطن يده على محضر يبين تلاعب بعض أعضاء لجنة التقدير أو يصل إلى مسامعه وجود حركة إفراغ يقوم بها عضو في اللجنة لما يزيد عن مئة صك في أيام معدودة، تتحوّل تلك الصكوك من اسمه إلى اسم شخص آخر التفافًا على المادة السابعة من نظام نزع الملكيات، وربما حصل إفراغ ثلاثين، أو ما يزيد عن ذلك من الصكوك في اليوم، وفي كتابة عدل واحدة، فيحمّس ذلك المواطن، ويعتقد أن ما حصل عليه فيه خدمة كبيرة للوطن، وكشف لبؤرة من بؤر الفساد، ويجشّم نفسه عناء تجميع ما حصل عليه، وتقديمه إلى عديد من جهات الاختصاص، ومنها نزاهة، ثم لا يتحرّك على الأرض شيء فيردد بينه وبين نفسه إنَّ هذَا لشيءٌ عُجابٌ وبينما هو في حيرته يقرأ تصريحات صادرة من نزاهة تتضمن أن بعض الجهات الحكومية لا تتعاون مع نزاهة في كشف الفساد والمفسدين، ويتساءل إذا كانت الأوراق والمستندات التي قدمت لنزاهة من أي مواطن واضحة مثل عين الشمس التي لا تخفى على أحد ومدعمة بمستندات لا يخر منها الماء، مثل محضر موقع، وصكوك تنقل ملكيتها من عضو إلى شخص آخر، وتحايل في النظام، وكان اسم العضو والشخص الآخر قد ذكر في المحضر المشار إليه وعملية التفاف على النظام واضحة، واشتراك البعض في كتابة عدل في العملية من خلال تجييش وتسخير موظفين للإفراغات التي تكون بالجملة من شخص واحد إلى شخص آخر لمنطقة منزوعة ومعلن عنها، إذا قدمت مثل هذه الأدلة لنزاهة، ثم لم تتحرك، ولم تستطع فعل شيء.. فهل من حق نزاهة أن تشكو من عدم التعاون؟ وهل من حقها أن تغضب، أو تعتب إذا جاء يوم ولم تجد مَن يطرق بابها، أو يتعاون معها ليأسهم لوجود أي تأثير من اتصالهم وتعاونهم معها؛ لأنهم سوف يقولون نخسر فقط خير من أن نتعب ونخسر. وأخيرًا فإن التصريحات المحبطة التي تصدر عن نزاهة لابد أن تنعكس سلبًا على من يريد أن يتعامل معها من المواطنين خدمة للوطن، وكان عليها أن تعلم علم اليقين أن الجرأة على المال العام لا يمكن أن يقوم بها شخص بمفرده إلاّ إذا كان فوقه غطاء يحميه، وأنه لابد لها عند محاربتها لأي بؤرة فساد أن تكون مستعدة لكشف ذلك الغطاء، وليس الوقوف مكتوفة اليدين امامه لأن ولي الأمر -يحفظه الله- هو الداعم -بعد الله- لها، فتقدمي بقوة يا نزاهة، وافضحي الفساد، واكشفي ما فوقه من غطاء، فإن لم تفعلي فإن اورطة الفساد سوف تأكل المزيد..
الرابط
ما هذه التصريحات يا نزاهة؟!المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
618919النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
18310تاريخ النشر
20130610الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية