الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
بعدما أصبحت الفتاوى الشاذة موضع تندر ....أمر خادم الحرمين يرأب الصدع بين فئات الأمة
الخلاصة
بعدما أصبحت الفتاوى الشاذة موضع تندر أمر خادم الحرمين يرأب الصدع بين فئات الأمة د. بدر الحسن القاسمي * جزى الله خيرا خادم الحرمين الشريفين وحفظه ذخرا للإسلام والمسلمين على إصداره أمرا ملكيا بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء، وأتمنى أن يكون هذا القرار الحكيم نهاية لفوضى الفتوى.فمنذ أقل من عشرة أيام وأثناء مؤتمر رابطة العالم الإسلامي «الواقع واستشراف المستقبل» وفي قاعة المؤتمرات العامرة لرابطة العالم الإسلامي كان لي شرف الحديث في أكثر من مداخلة حول الفتاوى الشاذة وأشرت إلى ما للمملكة العربية السعودية من مكانة في قلوب المسلمين وما لمؤسسة الفتوى في المملكة ولهيئة كبار العلماء من منزلة أن تأتي المبادرة من رابطة العالم الإسلامي أو من هيئة كبار العلماء لوقف الفوضى، بسبب ظهور أنصاف العلماء على القنوات الفضائية بآراء شاذة ومثيرة.وها اليوم خادم الحرمين الشريفين والملك المعظم الذي عرف بالمبادرات الجليلة لإنقاذ الأمة، ولإيجاد مناخ التعايش بين الأمم ولرأب الصدع بين فئات الأمة المختلفة يصدر أمرا ملكيا لضبط الفتوى وقصر إصداره على هيئة كبار العلماء فجزاه الله خيرا ويا له من ملك يريد الخير للأمة ويعمل من أجل إصلاح شؤون الدين والدنيا معا.هذا القرار الصائب والحكيم يجب أن يفعل من قبل العلماء والهيئات المسؤولة عن إصدار الفتاوى.فإن الدور الذي كان على خادم الحرمين الشريفين قد أدى بإصدار الأمر الملكي.ولقد أثلج هذا القرار الحكيم صدور كافة الناس الذين كانوا متضايقين من السيل الجارف للفتاوى الشاذة وغير الناضجة، نظرا إلى تأثيراتها السلبية.إن موضوع الفتاوى الشاذة كان قد أصبح موضع التندر والاستهزاء على مستوى العالم ومن شأنه أن يقلل هيبة أهم مؤسسة دينية للمسلمين وهي مؤسسة الفتوى.فمنذ سنوات كان قد ألف أحد الصحفيين الهندوس البارزين وهو أرون شوري كتابا ضخما باسم «دنيا الفتوى» للنيل من مؤسسة الفتوى في الإسلام وفي الشهور الأخيرة حينما تسابق بعض غير الراسخين في العلم في الظهور أمام الشاشات بفتاوى شاذة وآراء مثيرة فكاد أن يخرج الأمر من السيطرة ويصبح فتنة عارمة بين المسلمين.إن قرار خادم الحرمين الشريفين ينسجم مع ما صرح به الفقهاء من إقامة الحجر على المفتين غير الملتزمين بضوابط الفتوى الذين يطلق عليهم لقب «المفتين الماجنين»وقد عرفنا من سيرة المفتي العام للمملكة الأسبق سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - حرصه الشديد على ضبط الفتوى فكان يهدد من يخرج بآراء غريبة بأنه إذا لم يمتنع فسوف يتخذ ضده إجراءات قانونية.وإن سماحة المفتي العام الحالي أيضا معروف بغزارة علمه وحرصه الشديد على إصلاح أمور الأمة والقضاء على الفتنة، وإن القرار الملكي الحكيم حول ضبط الفتوى قد أعطاه مجالا واسعا لإرجاع الحق إلى نصابه.وأنا إذ أرفع أسمى آيات التقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين على هذه الخطوة الموفقة إن شاء الله التمس من سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية تفعيل هذا القرار وتطبيق ميثاق الفتوى الذي أصدرته رابطة العالم الإسلامي في مؤتمر الفتوى العالمي وضوابطها.إن الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء كان له دور كبير في إصدار هذا الميثاق، وهو دائما سباق إلى الخطوات الجادة والعاقلة نحو كل ما ينفع الإسلام والمسلمين وتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وتفعيل مبادراته الحكيمة.وإن المجمع الفقهي الإسلامي يعمل تحت إشرافه وله دور متميز في حل القضايا المستجدة. * نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالهند
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
621430النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
16063الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبدالله عبدالمحسن التركي
محمد بن ابراهيم ال الشيخ
الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالفتاوى الشرعية
تاريخ النشر
20100819الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية