الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
فخورون بك يا مازن
التاريخ
2009-02-25التاريخ الهجرى
14300230المؤلف
الخلاصة
قلت له مازحا : «لقد جعلوا منك شيخا وأنت لا زلت صغيرا». وهكذا يبقى الابن في عين أبويه والطالب في عين أساتذته على عهدهم الأول به مهما تقدم في السن أو العلم أوالمكانة. في الواقع أنني لم أنتبه إلى مرور الأعوام فقد بلغ طالبي السابق – الدكتور مازن فؤاد خياط، عضو مجلس الشورى في دورته القادمة - الخامسة والأربعين. ضحك مازن وردّ بنفس أدبه الجم الذي كان معروفا به عندما كان طالبا في كلية الطب بأبها قبل عشرين عاما. لم تكن فقط أخلاقه الدمثة التي ميزته بين زملائه هي ما شدني إليه ولكن، أكثر منها، كان إصراره الذي أدهشني على تحقيق الدرجة الكاملة في المقرر الذي درّسته له بعد بعض التراجع الذي مر به، ثم كان الحادث المؤلم الذي أصابه. ومنذ ذلك الحين بقيت علاقتنا قوية واتصالنا مستمراً رغم تباعد الزمان والمكان. جاء الحادث المروري المروع الذي أفقد مازن القدرة على المشي وهو في السنة الأخيرة من الدراسة. اهتز لهذا الحادث جميع الأساتذة والطلاب في كليتنا الصغيرة في مدينة أبها الحالمة التي كانت تشبه زهرة جميلة تنمو على قمم جبال عسير. كان حجم الكلية يسمح بأن نكون فعلا كأسرة واحدة. كنا نتساءل والحزن يعصرنا عند زيارته بعد الحادث : هل يكمل مازن دراسته؟ كيف ستكون حركته وتنقله؟ كيف يتحمل مشاق العمل في المجال الطبي إذا هو تخرج؟ كيف ستصبح حياته الأسرية؟ لكن مازن احتفظ بهدوئه ودماثته وبدا صابرا محتسبا لا يظهر منه سخط أو ضجر. وكان هو منبع الأمل لنا جميعا. أدهشنا بهدوئه وقوّته. انقضت فترة العلاج، وعاد مازن على كرسيه المتحرك ليكمل دراسته ويتخرج طبيبا. لم يكتف بالتخرج كطبيب عام. التحق بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض للتخصص في أمراض وسرطان الدم. سافر إلى أستراليا للدراسة ثم عاد ليواصل العمل بالمستشفى. عندما زرته في سكنه في الرياض كان يقوم بكل واجبات الضيافة بنفسه ولا يسمح لي بالتحرك من مكاني. شرح لي كيف يذهب من المنزل إلى العمل بالسيارة دون مساعدة من أحد. أطلعني على التجهيزات التي تسمح له بقيادة السيارة والذراع الآلي الذي يقوم برفع الكرسي المتحرك إلى سطح السيارة ثم بإنزاله بجانبها بعد الوصول إلى المكان المقصود. لم تعد الحركة والتنقل مشكلة بالنسبة له. كان يذكّرني بأحد أساتذتي القديرين في هيوستون الذي كان مصابا بالشلل ومع ذلك يتحرك على كرسيه بنفس الخفة والسهولة، ولم تمنعه إصابته من أن يصل إلى أعلى المناصب....
الرابط
فخورون بك يا مازنالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
623388النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15523المؤلف
غازي عبداللطيف جمجومتاريخ النشر
20090225الدول - الاماكن
استرالياالسعودية
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
برن - سويسرا
كانبيرا - استراليا
واشنطن - الولايات المتحدة