الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ميزانية تذكرنا بأصالة إنسان هذه الأرض
التاريخ
2009-12-27التاريخ الهجرى
14310110المؤلف
الخلاصة
ميزانية تذكرنا بأصالة إنسان هذه الأرضصالح محمد الجاسر ميزانية الخير التي أعلن عنها يوم الإثنين الماضي وتجاوزت نصف تريليون بـ 40 مليار ريال، كانت محط اهتمام كبير من الدوائر الاقتصادية في الداخل والخارج، وهذا أمر ليس بغريب، فمكانة المملكة وتأثيرها الاقتصادي يجعلان من أي حدث فيها محط اهتمام من العالم. وفي مقالي هذا لن أتناول أرقام الميزانية وما تحمله من مشروعات ندعو الله أن يطرح فيها الخير والبركة، وإنما سأعود بالزمن إلى فترة قصيرة في عمر الدول لا تتجاوز القرن، لندرك حجم الخطوة التي خطتها بلادنا وما واجهه إنسان هذه البلاد من مصاعب للوصول إلى هذه النتيجة. كثير منا سمع تلك القصص التي تتحدث عن شظف العيش الذي عانته بلادنا على مستوى الدولة والمواطن، ورغم ذلك كان الاعتماد على الذات والضرب في الأرض بحثاً عن الرزق، من أبرز صفات مواطني هذا البلد، والقصص الكثيرة التي سمعناها عن أناس معروفين بأسمائهم وإلى أين وصلوا من أجل البحث عن العمل الشريف أكثر من أن تعد أو تحصى. هذه الميزانية تعيدنا إلى تذكر قصص أولئك الذين امتد بهم البحث عن الرزق إلى أن وصلوا إلى أقصى الدنيا في زمن لم تكن تتوافر فيه وسائل النقل كما هي الآن، فمن المواطنين الذين اشتهروا برحلاتهم إلى الشام والعراق ومصر بحثا عن الرزق وسموا بالعقيلات، إلى أولئك الذين امتد بهم المسير إلى الهند وما جاورها من دول بحثاً عن عمل، ثم إلى أولئك الذين قاموا برحلات هي إلى المغامرة أقرب ووصلوا إلى الولايات المتحدة وعاشوا فيها فترة طويلة من الزمن، ورغم ذلك كان الحنين إلى الوطن رفيق دربهم وسبب عودتهم إلى بلادهم، وكان زاد هؤلاء في تلك الرحلات الصدق وحسن التعامل والإخلاص في العمل. وشظف العيش وقلة الموارد لم يكونا خاصين بالمواطن، بل كانا يمتدان ليصلا إلى الدولة، فكثير من الوثائق توضح أن توفير احتياجات الدولة من مال وغذاء في مرحلة التأسيس كان يتم في أحيان كثيرة عبر الاستدانة من الأسر الثرية في ذلك الوقت، وكان الملك عبد العزيز - رحمه الله - يوثق ذلك برسائل خاصة منه لحفظ حقوق تلك الأسر. وحين فتح الله أبواب الرزق والخير على هذه البلاد، لم يتغير نهجها، فكانت أيادي الخير تمتد إلى كل محتاج، ووصلت مساعداتها أقاصي الأرض دون أن تنتظر جزاء أو شكورا، وإنما كان ذلك استشعارا لمسؤوليتها، وشكرا لله على ما أفاء الله به من خير على هذه البلاد. إن ما يحتاج إليه إنسان هذه الأرض وهو يرى ما تعيشه بلادنا من خير، أن يرجع بذاكرته إلى تلك الأيام الصعبة التي عاشها مؤسس هذه البلاد ومن عاصره من الآباء والأجداد، ليعرف أن تلك المعاناة كانت مداد حبر سطر به الملك المؤسس بدايات ما نعيشه من نهضة كبيرة يرعاها اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. ولهذا فليس غريباً تأكيد قادة هذه البلاد في كل مناسبة أن الرهان ليس على ثروة قابلة للنضوب، وإنما على الإنسان الذي أثبت أنه قادر على تحمل المسؤولية وتخطي الصعاب، ولديه من الولاء لهذا الوطن ما يجعله هو الثروة الحقيقية التي تعتز بها هذه البلاد.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
622980النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
5921الموضوعات
العلاقات الاقتصاديةالميزانية
المؤلف
صالح بن محمد الجاسرتاريخ النشر
20091227الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
الولايات المتحدة
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
بغداد - العراق
واشنطن - الولايات المتحدة