الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الدولة .. باعتبارها راعية لاستثمارات المواطنين
التاريخ
2006-05-17التاريخ الهجرى
14270419المؤلف
الخلاصة
تطرف النظامان الرأسمالي والشيوعي في النظر الى موقف الدولة من حق التملك وحرية التصرف في المال الخاص. واذا كانت النظم الشيوعية قد صادرت هذا الحق واقامت الدولة مقام المواطن باعتبارها المالك الحقيقي للثروة مُلغية المسافة بين المال الخاص والمال العام، محولة المواطن الى مجرد عامل او اجير.. اذا كانت النظم الشيوعية فعلت ذلك فإن النظام الرأسمالي الذي جاء امتدادا لعصور الاقطاع واستمرارا للفلسفة التي قام عليها وقف على الضفة المقابلة، حين اخلى مسؤولية الدولة تجاه المواطن، تاركا الاقتصاد مصطرعا عاما للقوى المتناقضة والمصالح المتعارضة التي لا تتساوى فيها الفرص ولا تتوازن القوى، مما افضى الى غلبة القوى على الضعيف، وضياع حقوق البسطاء امام اطماع الاقوياء المتمكنين. فقر الشيوعية واذا كانت سياسة تحويل المواطن الى مجرد عامل او أجير لا يحق له التملك ولا يتمتع بحرية التصرف قد افضت الى نزع الاحساس بالمسؤولية وانعدام الشعور بالانتماء وتراجع الانتاجية، مما ادى الى انهيار الاوضاع الاقتصادية في الدول الشيوعية ووقوعها في دائرة الفقر والحاجة. ولم يكن فقر المواطن فيها منفصلا عن فقر الدولة نفسها. والمواطن الذي تحول الى مجرد أجير يفتقد الى الحماس الذي يمكن له ان يحوله الى كائن منتج وجد في تراخيه وتهاونه اصدق تعبير عن رفضه وسلبيته إزاء النظام الذي صادر حقه في التملك وحريته في التصرف بماله. لقد قفزت النظم الشيوعية الى السلطة باسم الفقراء وكانت شعاراتها البراقة التي تتحدث عن الفقراء وانصافهم من طبقة الملاك والاقطاعيين، اكبر جاذب لها غير انها في الوقت الذي تمكنت من افقار الاغنياء فيها لم تتمكن من رفع وطأة الحاجة والفقر عن الفقراء، وتحولت مجتمعاتها الى مجتمعات مسحوقة تعاني من الفقر وترزح تحت وطأة الحاجة وتتسم بالاهمال واللامبالاة وبقيت الانظمة الشمولية القائمة فيها متجاهلة لما يحدث حفاظا منها على الايديولوجيا التي تنطوي عليها توجهاتها ورغبة في عدم الاعتراف بأنها انما انطلقت من شعارات براقة لا تستند الى قاعدة عملية اضافة الى ان وضعها الايديولوجي من شأنه ان يدخلها في تحالفات سياسية في ظل صراع القوى حتى وان جاء ذلك على حساب المواطن فيها. وانتهى تجاهل تلك الدول بسقوط انظمتها الشمولية في نهاية المطاف بعد ان تفكك عقدها وانهارت تحالفاتها تحت الحاح الشعوب التي لم تعد قادرة على تحمل الفقر والفاقة والخضوع....
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
624868النوع
تحليلرقم الاصدار - العدد
14508المؤلف
سعيد السريحيتاريخ النشر
20060517الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية