الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
القائد واختراق نمطية الإدارة
التاريخ
2006-03-24التاريخ الهجرى
14270224المؤلف
الخلاصة
اعتدنا طويلا في العالم العربي على أن من يكتب اي مفردة ثناء عن زعاماته.. لابد أن يكون بين أحد أمرين: إما منافقاً إن كان يعيش في الداخل، أو مأجوراً إن كان يعيش خارجه.. هذه الحسابات كانت قائمة بالفعل ومقبولة إلى حد ما.. إلى ما قبل وصول الولايات المتحدة إلى حدود الوطن العربي عسكرياً.. نتيجة لتحولات دولية كبيرة.. بعد زلزال سبتمبر الشهير، وحالة الانبجاس الفضائي التي جعلت معظم الأمور في متناول الضوء.. حيث لم تعد مدائح المنافقين أو المأجورين قادرة على إخفاء أي ندوب في أي جسم سياسي مهما كانت صغيرة. لذلك لم تعد هذه البضاعة مقبولة في أي سوق ما لم تستند إلى ما يدعمها كحق لا جدال حوله. الملك عبدالله أو الملك الأب كما وصفته افتتاحية الرياض قبل أيام.. في سياق قراءتها للقرار التصحيحي الكبير في سوق الأسهم وما حققه هذا القرار من اعادة ثقة الناس في بناء الاقتصاد الوطني الهائل الذي وصفته تلك الافتتاحية بأنه القاطرة التي تجر اقتصادات اسواق كل دول الجوار، كان حاضراً في أفئدة كل المواطنين الذين تعرضوا لتلك الهزة العنيفة في السوق اثر الهبوط الحاد.. لأنهم جميعا يعرفون مدى قرب هذا القائد من شعبه.. حتى لم تعد هنالك اية مسافة من اي نوع بينه وبينهم.. من خلال حضوره في كافة تفاصيل حياتهم تماما كما لو كان يقوم بدور الأب لكل هذه الملايين، لذلك لم يكن مباغتا ان يبادر حفظه الله بتبني ذلك القرار الذي أعاد الى سوق الأسهم عافيته.. مثلما أعاد لأولئك المصدومين ثقتهم بوطنهم وقيادته.. أريد أن أقول إن قائداً بهذه الصورة لا يمكن أن يكون موضوعا لاي مدائحية.. لسبب بسيط وهو انه فرض بقراراته وأسلوب قيادته الفريد كل تلك الواقعات التي تستحق الثناء على أساس أنها منهج عمل.. لذلك يصبح من الصعب ان ينتخب من يريد الكتابة أو يلتقط جانبا واحدا من هذه الشخصية ليضعه على معيار الإطراء.. فهو في الوقت الذي تنشغل فيه قيادات كثيرة في صف كلمات الخطب السياسية التي تتملق الجماهير حتى وإن لم تفض لأي شيء كان يمارس دوره الأبوي كمسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في هذا الوطن.. لذلك هو لم يقبل أن يحيل آلام أولئك المتضررين من انهيارات السوق إلى حماقات بعض المضاربين ومغامراتهم في سوق حر، أو إلى إخفاق هيئة سوق المال في إيجاد آلية دقيقة لصيانة السوق من مثل هذه العثرات وضخ ثقافة اقتصادية أكثر وعياً، وإنما وقف ليتصدى لتلك الانهيارات حماية لمواطنيه. لقد استوقفني هذا القرار طويلا رغم أنني أعترف بأنني أحد أبرز عتاة الجهل في ميدان الاقتصاد والاستثمار، ورغم القطيعة التامة بيني وبين أسواق الأسهم.. لولا ما يصل إلى مسامعي قسراً بحكم حمى الأسهم والمساهمات.. التي بات البعض يصفها بانفلونزا الأسهم. في مقاربة مع ما يثار من ضجيج حول انفلونزا الطيور.. من أحاديث الهبوط والارتفاع وحتى تلك (المسجات) التي يتندر بها البعض على حال السوق.. وذلك لأن قرار اصلاح آليات السوق وهيكلته مجدداً.. بمثل هذا التدخل السريع من رأس الدولة وهذه الرعاية الأبوية.. ماهو الا تأكيد إضافي على أن القيادة تظل تسبق كل أجهزة الإدارة في الدولة. وكلنا يتذكر كيف أخذ القائد حينما كان ولياً للعهد على عاتقه مسؤولية مواجهة الفقر بشكل عملي.. عندما تجاوز كل الوزارات والمؤسسات المعنية.. ليضع هذه القضية في موضعها الحقيقي وتحت بصر الإعلام.. وما نجم عن تلك الزيارات التي قام بها لبعض الأسر الفقيرة في العاصمة. من هنا نستطيع ان نقرأ بوضوح تلك اللغة الحميمية في تعبير الكثيرين عن مشاعرهم جهة مليكهم.. الذي ظل يسجل بالتصاقه بمواطنيه وقربه من همومهم وآمالهم وتطلعاتهم، وبانجازاته التي اخترقت حاجز الدراسات كمشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والانفتاح الثقافي المتميز، مثلما اخترقت نمطية الادارة وغيرها الكثير من النقاط لقائد يتقدم بوعي ومسؤولية وطنه ومواطنيه .. ليأخذهم إلى حيث يجب أن يكونوا!!
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
624904النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
13787الموضوعات
البورصاتالتخطيط الاقتصادي
التنمية الاقتصادية
السعودية - الأوامر الملكية
سوق الاوراق المالية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
الهيئات
هيئة اسواق المال - السعوديةالمؤلف
فهد محمد السلمانتاريخ النشر
20060324الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية