الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المملكة وحصاد عام من السنابل الخضراء!
الخلاصة
المملكة وحصاد عام من السنابل الخضراء!كلمة الاقتصادية طوى عام 1430هـ آخر أوراقه في روزنامة التاريخ على صفحات مضيئة من العمل المتواصل والعطاء الخلاق على مختلف الأصعدة، كرست خلاله المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حضورها الوطني والإقليمي والدولي كقوة اقتصادية وسياسية واعتبارية وازنة في المشهد الدولي، وحفل العام الماضي بسجل ضخم وثقيل من الشهادات الحية على حيوية القيادة السعودية، وباعها الطويل في صناعة القرار، واستثمار ثقلها السياسي والاقتصادي في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين، وفتح أبواب الحلول أمام كل عواصف النزاعات بإطلاق ورعاية لغة الحوار كبديل موضوعي للغة العنف والمواجهة. وباستعراض سريع لمفردات يوميات هذا العام، يستطيع أي راصد منصف أن يلاحظ بوضوح قدرة القيادة السعودية على توظيف هذه اليوميات ساعة بساعة في تثبيت المعايير الأخلاقية والإنسانية في صياغة قرارها الإقليمي والدولي، باستدراج السياسة من فوضى الخصومات وحمّى المكائد، إلى لغة العدل والعدالة، والتعامل بمنطق السمو فوق الخلافات لتأمين حق الجميع في الاختلاف دون الانجرار إلى دوامة الصراعات التي لم يعد العالم في حاجة إلى مزيد منها، وهو الذي يعيش تبعاتها حتى اللحظة، فكانت قمة الكويت الاقتصادية، والموقف الكبير للملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ في طيّ وتجاوز الخلافات العربية مثالا حيا ونموذجيا للسياسة الحكيمة التي لا تحني رأسها, لكنها لا تنظر إلا إلى الأمام، لأن من يُريد أن يبني لمستقبل أمة لن يسعه البناء، ولن يسعفه الوقت للتوقف لنبش الأوراق القديمة، حيث يعبر الآخرون .. قدر ما تأخذه قيم العفو إلى الصفوف الأولى، وهي الرؤية التي انطلق منها خادم الحرمين الشريفين في ترميم البيت العربي المتصدع، وأفضت إلى حلحلة جملة من العقد، أعادت إلى المنطقة سمة الاستقرار، ورفعت مؤشر الطمأنينة لدى شعوبها، التي أدركت أن حكمة الكبار، وعلو همتهم، وقدرتهم على الترفع فوق منحنيات المصالح الذاتية، كفيلة بلم كل الشتات، وتعزيز مناعة الجسم العربي لمواجهة التحديات المحدقة به، بدلا من الانشغال بتضميد جراحه بالصراخ. وكان طبيعيا تبعا لهذا المنهج السياسي المتجاوز لحدود الذات أن تجد المملكة نفسها في صلب القرار الدولي، ليس فقط بانضمامها إلى قمة العشرين الاقتصادية، وإنما بسجلها الضخم والمتنامي في برامج الإصلاح والتنمية البشرية، ومد جسور الحوار، وصناعة بيئة العمل الملائمة لبناء المستقبل المضيء، وبهذه الورشة الوطنية العملاقة في ميدان التعليم العام والعالي، والمنجز الطبي، والتفوق الأمني في محاربة الإرهاب والمخدرات، ومشاريع التنمية الاقتصادية المتمثلة في التوسع في صناعة النقل كقطار المشاعر، وسكة حديد الشمال ـ الجنوب، واستكمال التوسعات المتتالية للحرمين والمشاعر المقدسة، إلى جانب تلك الأدوار الإنسانية والإغاثية الفذة، ما حوّل مساحة الوطن على اتساعها إلى مصنع كبير، لا تتوقف فيه عجلة البناء عن العمل المتواصل، ما أكسبها احترام العالم، وعزز حضورها كرمانة ميزان للاستقرار في المنطقة، وأجبر كثيرا من المنظمات والهيئات الدولية والعربية على التسابق نحو قياداتها بالجوائز النوعية، حماية لمصداقية ونزاهة هذه الجوائز، لأن ما يحدث في المملكة من الإنجازات كان ولا يزال أكبر من أن يُمكن تجاوزه أو التعمية عليه. لقد استطاعت المملكة أن تملأ صفحات عام 1430 هـ بالكثير الكثير من العمل الناجز الذي لوى الأعناق بقوة إليها، وبالتالي لم تكن جامعة (كاوست) العالمية، ولا حصولها على المرتبة الـ 13 من بين دول العالم كأفضل بيئة عمل، ولا حصول جامعاتها على مراتب متقدمة في السجل الذهبي الأكاديمي وغيرها، إلا جزءا من محطات الطموح الذي يسابق ميلاد شمس كل يوم، ليضيف إلى الوطن بصمة جديدة أكبر من سابقتها، في ظل قيادة واعية ومخلصة، استطاعت بلا كلل أن تستثمر كل دقيقة من هذا العام المكتظ بالإنتاج في سبيل البناء المتجدد، وفي الوقت نفسه التفكير والإعداد للمنجز الذي يليه، رغم كل العواصف الدولية كالأزمة المالية العالمية، وانهيار بعض الأسواق، والاحتقانات الإقليمية كالملف النووي الإيراني وسواهما, حيث حققت سياسة الاعتدال واقعا فريدا استطاع أن ينأى بالمملكة عن تأثيرات هذه الأزمات ويخفف من آثارها السلبية في مسيرتها التنموية.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
626764النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5913الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الاسلامالتخطيط الاقتصادي
الجامعات والكليات
الحج
السعودية
السعودية - الأمن الوطني
السعودية - الاحوال السياسية
العمرة
المؤشرات الاقتصادية
مكافحة الارهاب
مكافحة المخدرات
تاريخ النشر
20091219الدول - الاماكن
السعوديةالكويت
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت