الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عبدالله بن عبدالعزيز .. العروبي النادر
التاريخ
2010-03-12التاريخ الهجرى
14310326المؤلف
الخلاصة
عبدالله بن عبدالعزيز .. العروبي النادرعلي يحيى الزهراني** في عالمنا العربي .. بل قولوا في عالمنا الثالث .. الزعماء كألوان الطيف البعض تغطيه القبعات وترسمه الكلمات وتحنطه الطوابير السابعة!!. البعض يحني ظهره حتى يكاد يلتصق بالتراب والبعض يستطيل كفقاعة صابون .. لا يهمه أن تمر كل الأشياء من بين يديه ومن خلفه ومن تحته.. المهم ألا يمر هو إلى المجهول السحيق !!. البعض يملأ الدنيا ضجيجاً وهو لم يملأ حوصلة طير بحبة شعير ويتحول إلى أسطورة من ورق وأمجاد من شمع!.** لهذا في الغرب .. ينبت الزعماء من رحم رغبات الشعوب وينبت زعماء الشرق من أجواف أبواق (بالروح بالدم). هم هناك ينتخبونه ويحاسبونه وإذا لم يحقق طموحاتهم يقيلونه. عندنا نمنحه 99% وتسعة من عشرة وواحدًا فقط هو مقدار السواقط واللواقط. وحين يلج زعيمنا سدة الحكم نتحول إلى ضاربي طبول وماسحي جوخ وحاطبي ليل لا نجرؤ على أن نرفع رؤوسنا إلا بالقدر الذي يسمح به قادة (الطوابير) المتخثرة داخل أبواق (الروح والدم). ناهيكم عن أن نتحسس في ركابهم تطلعاتنا أو نحاسبهم على ما يفعلونه بنا !!. ولهذا فهناك مساحة كبيرة من الأشواك ما بين الزعماء والشعوب.** ونادرا جداً جداً أن تجد زعيماً يصنعه شعبه وفعل يمينه ولا تصنعه الأبواق والصفوف المرجفة ! مثل هؤلاء النادرين هم الأصدق مع أنفسهم والأقرب إلى شعوبهم والأكثر انجازا في أوطانهم!!.** هؤلاء النادرون لا يحنون لعاصفة ولا يخافون من شارقة لأنهم كأشجار النخيل جذورها ثابتة وفروعها وارفة.** هؤلاء النادرون يجسدهم «المنجز» ويسمو بهم «الحدث» و يستكتبهم «التاريخ».وعبدالله بن عبدالعزيز أبرز اولئك النادرين!. الزعامة عنده خلق والملك فعل والشعب وطن والوطن مكان وإنسان وحس!!.** وعندما تتحدث عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يصيبك الذهول فعن ماذا تتحدث ؟ ومن أين ستبدأ؟ وأي شيء يستوعب كل استقراءاتك ؟؟!!. لهذا لن اتحدث عن خادم الحرمين الشريفين كرجل إنجازات فما بين دفتي التاريخ وما داخل جهات الوطن الأربع تحكي قصة إنجاز في زمن إنجاز لا يسطرها إلا ملك بحجم ومكانة عبدالله بن عبدالعزيز !!. ولن أتحدث عن خادم الحرمين الشريفين كزعيم وملك وقائد .. فما بين عطفيه يشمخ أحد عظماء التاريخ. (وطنيٌ) إلى حد أنك تستقرئ كل تضاريس الوطن داخل أحداقه!. و (عروبيٌ) يحمل على كتفيه هموم العرب وقضاياهم !. فهو الحرّ الأصيل يعلو فوق كل الخلافات ويضع الحلم العربي حيث الوحدة والرمزية ومكانة التاريخ!. و(عالميٌ) يؤرقه صدام الحضارات وصراع الأعراق والطوائف فتحول هاجسه إلى أن يعم السلام العالم ودعا إلى حوار الأديان!.من أجل هذا ولذلك كله أصبح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز زعيما عالميا له مكانته المتفردة وقيمته العظيمة !. الكل يعرف من هو، والكل يثمن كل مساعيه وجهوده.** لكن ما أردت تخصيصه تحديداً هو إنسانية عبدالله بن عبدالعزيز. هذا الملك يحمل قلباً من ذهب .. في داخله يسكن شعبه وفي دمه يسيل نبض ابن الوطن بكل شؤونه وشجونه !!. والمتتبع لتاريخ الملك عبدالله منذ توليه الملك يجد أن همه أبناء وطنه ، فرحه من فرحهم وألمه من آلامهم ونتذكر مفردات خطاب البيعة كيف كانت تقطر شفافية وإنسانية وحميمية. ولن أستعرض كل خطاباته الإنسانية والوطنية لأبناء شعبه والتي تفوح صدقاً ووضوحاً وحباً وشفافية . ولكن أقف فقط عند كلماته الرائعة يحفظه الله في خطابه التاريخي بمجلس الشورى قبل أيام «الكلمة اشبه بحد السيف بل أشد وقعاً منه والكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز وإطلاق الاتهامات جزافاً كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء». وهذا يذكرني بخطاب الشورى السابق في الدعوة إلى اللحمة وعدم تقسيم المجتمع إلى مسميات وتصنيفات مختلفة.**إن مثل هذا الحس الوطني الكبير ينم عن معدن نفيس يؤمن بأن البناء الحقيقي هو في الإنسان قبل المكان وأن التنمية الحقيقية تلك التي ترتكز على تنمية المجتمع ووحدته وتماسكه وهذا إدراك متقدم لا يحمل هاجسه إلا العظام أمثال عبدالله بن عبدالعزيز. ولهذا يا (سادة) لا تستغربوا كل هذا الحب الذي يكنه الشعب لعبدالله بن عبدالعزيز ؟ ولا تسألوا عن سر هذا الحب، تأملوا خطابات الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتابعوا مواقفه الإنسانية مع أبناء شعبه ستدركون تفسيرات هذا الحب. ولا أبالغ كثيراً أن قلتُ بأن هذا الحب قل أن تجد مثيله بالذات بين الزعامات وشعوبهم. وأحسب بأننا إذا كنا محسودين فليس بسبب خيرات الوطن فحسب ولكن لأن لدينا ملكا هو منا ونحن منه، يشعر بما نشعر ويعيش معنا همومنا ومتاعبنا.حفظ الله الوطن وحفظ عبدالله بن عبدالعزيز.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
627175النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17124الموضوعات
التنمية المستدامةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - مجلس الشورى
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةالمؤلف
علي يحيى الزهرانيتاريخ النشر
20100312الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية