الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نخوة المعتصم .. إنذار بحجم الكارثة !
التاريخ
2009-12-04التاريخ الهجرى
14301217المؤلف
الخلاصة
نخوة المعتصم .. إنذار بحجم الكارثة ! محسن علي السُّهيميهذه رسالة (إنذار) حادَّة من ولي الأمر العادل مضمونها أن المواطن على ثرى بلادنا ، بل وخارجها في أولويات اهتماماته ، وأن مَن حُمِّل الأمانة فيجب أن يكون أهلاً لها ، ومن نال ثقة ولي الأمر فليس بمنأى عن المحاسبة مهما كانت منزلته.صبيحة الأربعاء قبل الماضي صحا سكان جدة على كارثة لم يعهدوا مثيلتها إلا قبل إحدى وثلاثين سنة بحسب (المدينة- 17023) ، حيث وقعت يوم الأربعاء 19/2/ 1399هـ حينما هطلت أمطار غزيرة على جدة خلفت دمارًا غير مسبوق إلا قبل (20) عامًا من الفاجعة المذكورة بحسب الخبر نفسه . مأساة الأربعاء الجديدة هزت البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، كيف لا وقد اجتاحت السيول أحياء عديدة -نظامية وغير نظامية – وعلى إثر ذلك حصل الغرق وانهارت المنازل واحتُجز الناس داخل المحلات والسيارات والمساكن ، مما أوقع شهداء تجاوز عددهم حتى كتابة المقال (106) شهداء ، نعدُّهم كذلك ونترحّم عليهم . ولكَم صرخت جدة طوال السنين الخاليات ، حتى ملأ صراخها الآفاق ، فلم تجد من القائمين على أمرها الذين وضع ولي الأمر ثقته فيهم أُذنًا صاغية ، حالهم كما قال الشاعر السوري (عمر أبو ريشة) : لامست أسماعهم لكنها ... لم تلامس نخوة المعتصم ! لقد سمع (محمد المعتصم بالله) صرخة المرأة العربية على بعدها فقال : «لبيكِ يا أختاه» وعلى وقع تلك الصرخة فتح (عمورية) سنة (223هـ) فما أعظم الصرخة وما أبلغ الجواب ! واليوم ... وبعد ما يزيد على (1200) سنة تتجدد الصرخة لكنها هذه المرة من أفواه الملايين في جدة المنكوبة ، وتظهر (نخوة) الملك المعتصم بالله (عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود) وفق المرسوم الملكي رقم (أ/191) وتاريخ(13/12/1430هـ) ليقتص من (الغاشِّين) حين يستدعي تاريخهم بكل حمولاته ليوقع الجزاء العادل بكل من أولاه ولي الأمر ثقته ولم يكن أهلاً لها ، كيف وهو حفظه الله يدرك كما قال أن « هناك أخطاء أو تقصيراً من بعض الجهات ، ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك والتصدي له بكل حزم ، فهؤلاء المواطنون والمقيمون أمانة في أعناقنا وفي ذمتنا ، نقول ذلك صدقًا مع الله قبل كل شيء ، ثم تقريرًا للواجب الشرعي والنظامي ، وتحمل تبعاته ، مستصحبين في ذلك تبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم من صنيع بعض أصحابه فيما ندبهم إليه « ثم يضع حفظه الله البلسم على جراحات المكلومين والمفجوعين في أهليهم حين يأمر بـ»صرف مبلغ مليون ريال لذوي كل شهيد غرق ، أكرمه الله بقول النبي صلى الله عليه وسلم : « والغريق شهيد» ، ويزيد في الشفقة فيأمر بـ « تعويض المتضررين في ممتلكاتهم وفقًا لما تنتهي إليه اللجنة « هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز الذي يسجل له التاريخ مواقفه العظيمة في تحمّل المسؤولية والقيام بالأمانة والصدق مع الله ومع شعبه الوفي . هذه رسالة (إنذار) حادَّة من ولي الأمر العادل لم يجف مدادها (الأحمر) بعد ، مضمونها أن المواطن على ثرى بلادنا ، بل وخارجها في أولويات اهتماماته ، وأن مَن حُمِّل الأمانة فيجب أن يكون أهلاً لها ، ومن نال ثقة ولي الأمر فليس بمنأى عن المحاسبة مهما كانت منزلته ، ومَن توارى خلف سنين التقاعد أو نأى به المنصب فليس بعيدًا عن يد العدالة . من اليوم يجب أن يُبرَز هذا المرسوم الملكي في مكاتب المسؤولين أيًّا كان حجمهم ومكانتهم فمصلحة العباد والبلاد فوق كل اعتبار ، وليست سُلَّمًا للترقِّي ونيل الثروة والحظوة . إن النتائج المرتقبة للجنة المشكلة وفق المرسوم الملكي ستكون - حال ظهورها وفضحها (الغاشِّين) - حدًّا فاصلاً ، بين الفساد بشقيه- المالي والإداري – والصلاح الباعث على التنمية الحقيقية لما فيه خير الوطن والمواطن ، وستُؤرِّخ لعهد جديد يبشر بمزيد من الشفافية والوضوح والانتصار للمبادئ والمُثل التي تعزز التلاحم بين الراعي والرعية . ومما يزيدنا ثقة في اللجنة هو ترؤس (الفيصل) لها ؛ ليَميز الله به الخبيث من الطيب ، ولا غرابة فهو رمز (خالد) لطاعة القائد ، وتحقيق تطلعاته ، وإنا لمرتقبون .
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
627333النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17026الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
محسن علي السُّهيميتاريخ النشر
20091204الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية