الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
في إطار مناقشة بدائل سياسية الحصار المفروض عليها الحكومة الفلسطينية تتجه نحو التعاطي الإيجابي مع المبادرة العربية
الخلاصة
ذكرت مصادر مطلعة في حركة «حماس» لـ «الشرق الأوسط»، أن كلا من الحكومة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية، وقيادة الحركة في الداخل والخارج وفي السجون، تدرسان مقترحات سياسية تتضمن بدائل سياسية عدة لفك الحصار المفروض على السلطة الفلسطينية، وذلك من دون أن تمثل هذه البدائل تراجعا للحركة عن ايديولوجيتها. وأشارت المصادر نفسها، الى أن عددا من قادة الحركة في الحكومة وفي المجلس التشريعي (البرلمان)، وبعضا من قادة الحركة في السجون، يرون انه يتوجب على الحكومة الفلسطينية التعاطي بشكل ايجابي مع المبادرة العربية للسلام، والتي كان عرضها أمام القمة العربية ببيروت عام 2000، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (ولي العهد السعودي آنذاك)، وتبنتها القمة. وقال أحد قادة الحركة المؤيدين لهذا الموقف لـ «الشرق الاوسط»، انه على الرغم من التحفظات «الموضوعية للحركة على المبادرة العربية، فمن الأفضل قبولها، على اعتبار أن إسرائيل ترفضها». وأضاف انه «يتوجب على الحركة ان تستفيد من تاريخ التعاطي الاسرائيلي مع القرارات الدولية، حيث كانت الدولة العبرية تقبل بهذه القرارات فقط لأنها تدرك أن العرب سيرفضونها، كما حدث مع قرار التقسيم وغيره من القرارات». وأشار الى أن طرح مثل هذه المواقف يمكن أن يساهم في حصول اختراق في الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية، خصوصا في الموقف الأوروبي. وان ثمة ما يشير الى تطور الموقف الاوروبي تجاه الحركة، منوها بالموقف «الإيجابي» الذي عبر عنه رئيس الوزراء الايطالي الجديد رومانو برودي، والرئيس الفرنسي جاك شيراك امس. وعن مخاوف بعض قيادات الحركة من أن يؤدي التغيير في المواقف السياسية للحكومة الى ردة فعل سلبية في أوساط القاعدة الجماهيرية لـ«حماس»، قال هذا القيادي إن هذا التخوف لا أساس له، مشددا على أن القاعدة الجماهيرية للحركة تدرك الحاجة لطرح مواقف سياسية تصلح لإحداث اختراق في الساحة الدولية وفك الحصار عن الحكومة. وأشار القيادي الى أن أي موقف ايجابي للحركة تجاه المبادرة العربية سيقضي على مسوغات المواقف السلبية التي تبديها بعض الحكومات العربية من الحركة، وسيتيح للأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، هامش مناورة لممارسة ضغوط على الدول العربية لمد يد العون للحكومة الجديدة. وأضاف أن تقديم مواقف سياسية مرنة من قبل الحكومة سيساعدها في التجاذب الحاصل بينها وبين الرئيس محمود عباس، وفي المواجهة مع حركة «فتح». وأن الحكومة تخطط أيضا للتعاطي بمرونة مع الموقف من منظمة التحرير، مشدداً على أن ذلك قد يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم على الاقل القوى اليسارية وقيادات من «فتح»، وان كان بشكل مستقل. وكان نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم في الحكومة الفلسطينية، الدكتور ناصر الدين الشاعر، قد صرح في مقابلة مع تلفزيون «فلسطين»، أن الحكومة بصدد دراسة مقترحات عدة لفك الحصار عن الحكومة. وأضاف أنه التقى العديد من الوفود الاوروبية التي اكدت له أن الولايات المتحدة تبذل ضغوطاً هائلة على دول الاتحاد الاوروبي لمواصلة مقاطعة الحكومة الفلسطينية. إلى ذلك، نفى الناطق باسم كتلة «حماس» في المجلس التشريعي، الدكتور صلاح البردويل، ما نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، امس، من أن هنية هدد بالاستقالة من منصبه، اذا لم يتراجع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل عن تصريحاته ضد الرئيس محمود عباس والتي ألى بها في دمشق الاسبوع الماضي، وتسببت في أزمة كبيرة بين «فتح» و«حماس». وأضاف البردويل في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، ان ما نشر في الصحيفة الاسرائيلية مجرد أكاذيب وفبركات، مشدداً على أن مشعل لم يخوّن احداً، وأن البعض وظف تصريحاته بشكل غير موضوعي. ونفى البردويل بشدة «المزاعم» حول وجود خلافات بين قيادتي الحركة في الداخل والخارج، مشيراً الى انه على العكس من ذلك، يسود انسجام كبير. وكانت صحيفة «هآرتس» ذكرت في عددها الصادر، امس، ان هنية هدد الاسبوع الماضي بالاستقالة مع جميع أعضاء الحكومة، إذا لم يتراجع مشعل عن أقواله التي هاجم فيها أبو مازن و«فتح».
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
628317النوع
تحليلرقم الاصدار - العدد
10014الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعوداسماعيل هنية
خالد مشعل
صلاح البردويل
عمرو موسى
محمود عباس
ناصر الدين الشاعر
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20060429الدول - الاماكن
العالم العربيفلسطين
القدس - فلسطين