الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
أيلول المستقبل
التاريخ
2009-09-26التاريخ الهجرى
14301007المؤلف
الخلاصة
أيلول المستقبل غسان شربلقسوة الحاضر تدفع العربي الى الماضي. يستجير به. كأنه يحتمي من صعوبة اليوم وغموض الغد. وفي تاريخ الأمة محطات مضيئة. لكنها تعرضت لمحاولات اغتيال متتالية. لعمليات تزييف غير مسبوقة. انطلق الظلام من عمليات انتحارية. استولى على تاريخنا. استهدف التسامح. والتعايش. والرحابة. والأمل. والقدرة على المصافحة والمصارحة والتعاون. والقدرة على الإسهام في نهر الحضارة والتقدم.أسقط فلاسفة الظلام ما في تاريخ الأمة من منارات. روّجوا ان قدرها هو أن تصطدم. وتنفجر. وتنتحر. وأن تحتفل بالخراب. وأن الآخر المختلف عدو لا خيار لك حياله غير أن تكون قاتلاً أو قتيلاً. وأن النافذة تهديد. والتقدم تهديد. والحوار تهديد. روجوا ان لا طريق أمام العربي أو المسلم غير إضرام خط التماس مع الثقافات والحضارات والأديان. حولوا العربي عبوة ناسفة تبحث عن موعد انفجارها. ولم يعد سراً ان العبوات انفجرت بالأمة قبل الآخرين. ضربت صورتها واستقرارها وازدهارها وفرص العيش والعمل والكرامة والطمأنينة.هذه كانت لغة 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لغة التشدد. والثأر. والقطيعة. لغة إضرام الحرائق. لفرض تفسير قسري. وقراءة موتورة للذات والعالم. لغة الخرائب. وكان واضحاً ان المملكة العربية السعودية كانت في صدارة لائحة الأهداف. وان اختيار المنفذين استهدف استقرارها وصورتها وعلاقاتها وثقل موقعها عربياً واسلامياً ودولياً.لم تنحنِ السعودية للعاصفة. كان الرد الأمني صارماً. وسرعان ما أدركت ان المواجهة الحقيقية لا بد من أن تكون شاملة بأبعادها الفكرية والدينية والثقافية والتربوية والاقتصادية. ومن زار السعودية في الأعوام الأخيرة يدرك حجم النجاحات التي تحققت في مواجهة الإرهاب والمخاطر التي كان يمكن أن تحدق بالسعودية والمنطقة لولا حصولها.في أيلول الحالي وتحديداً في 23 منه، موعد اليوم الوطني، اختارت السعودية إطلاق موعد مع المستقبل. وهو موعد يعني السعودية كما يعني العالم العربي والإسلامي بالمقدار نفسه. ملوك ورؤساء وعلماء وباحثون وإعلاميون من جنسيات كثيرة توافدوا الى الصحراء ليشهدوا انطلاقة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. مدينة زرعت في الصحراء لتعطي السعوديين والسعوديات والمتفوقين من أنحاء العالم فرصة الإسهام في تقدم البحث العلمي.كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضح الاغتباط بتحقق حلم قال انه راوده منذ أكثر من 25 عاماً. وبكلمة موجزة رسم قواعد معركة المستقبل. تحدث عن إسهامات بارزة لعلماء مسلمين ليقول ان الجامعة «استمرار لما تميزت به حضارتنا في عصور ازدهارها». تطرق الى دور العلم في بناء قوة الأمة ليؤكد «ان العلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلاّ في النفوس المريضة». وفي رد حازم على لغة الكهوف والظلام، قال: «لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية ويخشون الحوار ويسعون للهدم. ولا يمكننا أن نواجههم إلاّ إذا أقمنا التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام. ولا شك في ان المراكز العلمية التي تحتضن الجميع، هي الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء. واليوم ستنضم هذه الجامعة الى زميلاتها في كل مكان من العالم داراً للحكمة ومنارةً للتسامح».يضاعف من أهمية هذا الكلام ان قائله موصول بنبض شعبه وقادر على مخاطبة مختلف أجياله وأنه يتمتع بصدقية عالية في العالم العربي والإسلامي وخارجه وان المتحدث مؤتمن على القرار في بلد تحمّله خصوصيته العربية والإسلامية أعباء غير عادية.يحلم العربي بأن يطوي أيلول المستقبل والجسور صفحة أيلول الكهوف والتطرف وأن تسترجع الأمة ثقتها بنفسها ودورها وقدرتها على الإسهام في تقدم البشرية وحجز موقع لائق في مسيرة التقدم والبناء والازدهار.
الرابط
أيلول المستقبلالمصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
631439النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16976الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالتنمية الاقتصادية
الجامعات والكليات
اليوم الوطني
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
غسان شربلتاريخ النشر
20090926الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية