الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
كيف نفهم العالم .. ويفهمنا ؟!
التاريخ
2007-06-20التاريخ الهجرى
14280605المؤلف
الخلاصة
كلمة الرياض كيف نفهم العالم.. ويفهمنا؟! يوسف الكويليت نحن مع عدم الانحياز في مضمونه الشامل، أي الحروب والصراعات الدولية، لكننا منحازون خلف مصالحنا، ومقوّمات ما يدعم قضايانا العربية والإسلامية، ولعل الخلاف بين زيارات الملك عبدالله للعالم الخارجي حين طاف آسيا، والآن يتواصل في هذا الجهد النادر، مع أوروبا أنه لا يسعى، كما اعتاد الزعماء العرب، عقد صفقات سلاح، أو البحث عن عقد مؤتمر أممي ينتصر لخط على آخر، وإنما ذهب ليعقد صفقات مشاريع اقتصادية ذات جدوى كبيرة، توطن التقنيات، وتحلّ بديلاً موضوعياً عن الغياب عن المعرفة وشروطها الحضارية، وبنفس التكافؤ، أي لدينا ما نعطيه لما نريد أخذه، لكن من خلال عقود لها عوائد كبيرة على كل الأطراف.. الخلاف هنا أننا لم نتخلّ عن هدف سياسي لمصلحة اقتصادية، أو نساوم عليها، وإنما جاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين بعدم الفصل بين هدف وآخر، بل دائماً ما وضع في إدراكه أن الأمن العربي يشكل البعد الأساسي للتنمية، وفي هذا التشابك طرح القضايا العربية من زاوية التركيز على الأولويات، أي مكافحة الإرهاب وزوال أسبابه، وترسيخ سلام يقبل التعايش بين كل الأطراف بدون المنظور التقليدي لمن هو مع، أو ضد.. في أسبانيا لا تستطيع أي علاقة صداقة أن لا تميز بين ما هو خصوصيتها ومصالحها والأمر نفسه تفسره أوضاعنا في المملكة، لكنء هناك قاسم مشترك يجعل الرؤية أكثر تحديداً أي أننا نقع في زمن واحد، ونتجه لعدة أهداف مما يعزز وجود شراكة تلبي حاجات كل بلد وفق سيناريوهات العلاقات القائمة على حدود المنفعة وقصر الخلافات على الهوامش.. فأوروبا عاشت بيننا وعشنا معها في تشابكات تاريخية، ومع اختلاف المنهج والسلوك وحتى الفواصل الحضارية والتنظيمية، إلا أننا نشترك في جدولة هذه العلاقة باتجاهها الصحيح، وحتى هذه التباينات موجودة في صلب العلاقات الأوروبية ضمن دول الاتحاد وما يميز المملكة أنها لم تكن يوماً ما خاضعة للاستعمار، ولم تدخل تجارب مريرة مع الاشتراكية والحزب الواحد لتقلق على مستقبلها، بل كانت شديدة الوضوح حين فضلت العلاقة مع الغرب زمن الحرب الباردة لأسبابها الخاصة، ولعل صدق هذا الحدس، هو الذي أكد سلامة هذا الاتجاه حين سعت معظم الدول العربية أو كلها إلى تنشيط هذه العلاقة، حتى تلك التي كانت أقرب إلى المعسكر الشرقي منه إلى الغربي، مع دول أوروبا وأمريكا.. الآن نتعامل مع أمريكا مثلما نتصادق مع روسيا، ونسعى لمشاريع مشتركة مع دول أوروبا مثلما نجد حاجتنا مع الصين، وفي هذا التنوع والانفتاح ما يجعل سياسة الملك عبدالله أكثر توازناً وفهماً لطبيعة المرحلة، أي أن الأولويات للمصالح، لكن من خلال اتجاهات واضحة، وهنا سر نجاحه في الشرق والغرب معاً.. أسبانيا دولة صديقة، لا نستطيع مثلاً أن نطالبها بقطع علاقاتها مع إسرائيل، في الوقت نفسه لا نريدها أن تنكر حقوقنا القومية، وفي هذا المعنى لا بد أن تحقق مكاسبك وفق الاتجاه المنطقي قبل التعسفي أو المطالب المرفوضة شكلاً وموضوعاً..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
631560النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14240المؤلف
يوسف الكويليتتاريخ النشر
20070620الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
اوروبا
الرياض - السعودية