الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مجلس الشورى..بعد اليوم
التاريخ
2009-03-24التاريخ الهجرى
14300327المؤلف
الخلاصة
إشراقة مجلس الشورى..بعد اليوم د. هاشم عبده هاشم** عندما يقف خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى ، أمام (150) عضواً يتحملون مسؤولية التعبير عن المواطنين وتجسيد همومهم وآمالهم وتطلعاتهم..فإنه (يرعاه الله) يضع حملاً أكبر على كواهل هؤلاء الرجال..تجاه وطن ينتظر الكثير منهم..ويعلق عليهم أمالاً كبيرة..ويضع في أعناقهم أمانة تنوء بحملها الجبال.. ** فالملك عندما وافق الشهر الماضي على اختيار هذه النخبة لتقود العمل التشريعي في هذه البلاد.. إنما وضع فيهم الثقة..وأناط بهم المسؤولية..وتوخى منهم العطاء الذي ينشده الوطن ويتطلع إليه المواطنون.. ** فماذا سيقدم لنا المجلس في دورته الخامسة..وبالذات بعد لقائه اليوم بخادم الحرمين الشريفين..وبدئه لممارسة مهامه للمرحلة القادمة في ضوء ما سمع منه..ولمس؟ ** بالتأكيد فإن الإجابة عن هذا السؤال ستكون مطلوبة وبإلحاح من معالي رئيس المجلس الجديد الدكتور (عبدالله بن محمد آل الشيخ)..بعد أن تقدم الأعضاء وأدى القسم ورددوه من خلفه..ثم هو يقف اليوم أمام الملك الطامح إلى ما هو أكبر..وأفضل..وأحسن من المشورة..والرأي..وأداء المهام على أكمل وجه.. ** فالناس تريد من المجلس أن يضطلع بمهامه كسلطة تشريعية لها نفس القوة..ولها نفس التأثير..ولها نفس المسؤوليات المنوطة بالسلطة القضائية والسلطة التنفيذية.. ** فالتشريع يمثل العمود الفقري لمسار الدولة..وسلامة أداء الأجهزة التابعة لها..بنفس القدر الذي يعكس احتياجات الناس..ويقوم بتمثيلهم والتعبير عن تطلعاتهم نحو مستقبل تشيع فيه العدالة..ويستقيم فيه أداء الإدارة الحكومية..وتصحيح الأوضاع الخاطئة..وتراقب فيه مجالات الصرف ووجهاته.. وأولوياته بعناية فائقة.. ** والمجلس عينه يدرك تماماً أنه سلطة تصدر قرارات وليس توصيات..وأن ارتباطه المباشر بالملك (رئيس مجلس الوزراء) وان الملك (يرعاه الله) يريده أداة إصلاح فعالة ومنضبطة وليس مؤسسة استشارية فقط.. ** كما أن النظام يعطي المجلس حقوقاً ويرتب عليه مسؤوليات..ويمنحه صلاحيات كثيرة..لو فُعِّلت بصورة أفضل لأعطى الكثير من النتائج الإيجابية..تحقيقاً لهدف الإصلاح الشامل.. ** وقد يكون لاختيار وزير العدل السابق رئيساً للمجلس الجديد مغزىً بعيد..فهو قادم من قلب السلطة التنفيذية..والعدلية بصورة أكثر تحديداً..وبمباشرته العمل في المجلس فإنه لابد وأن يكون قد استمع إلى الكثير من الآراء والملاحظات لبعض أعضاء المجلس الطامحين إلى الارتقاء بمستوى الأداء فيه إلى مستوى المسؤوليات المنوطة به.. ** ذلك أن هناك شعوراً متكرساً بأن المجلس لا يقوم بأداء رسالته الرقابية أولاً..والتشريعية ثانياً..على الوجه الأكمل ، بفعل تداخل صلاحياته مع مجلس الوزراء في جانب..وكذلك بسبب الحاجة إلى تعديلات جذرية للمادة (15) من نظامه..بحيث تنص بصورة مباشرة وواضحة وصريحة على تكليفه بمهام رقابية وتشريعية وُجد أساساً من أجل القيام بها..والتصدي لها من جانب آخر.. ** ولاشك أن المجلس قد أنجز الكثير في الدورات الأربع السابقة..وأن كلاً من معالي الشيخ محمد بن جبير يرحمه الله..ومعالي الدكتور صالح بن حميد وفقه الله..قد بذلا جهوداً مضنية لتحقيق تطلعات ولي الأمر في أن يكون أداة إصلاحية فعالة..جزاهما لله عنا خير الجزاء.. ** غير أن وصول المجلس الآن إلى مرحلة النضج..تفرض عليه القيام بمهام أعظم..يعلقها عليه ولي الأمر..ويتطلع إليها المواطنون..ويحرص على تحقيقها الأعضاء المخلصون لوطنهم والحمد لله.. ** وما نتمناه ونرجوه ونحن نشهد اليوم لحظة فارقة في تاريخ المجلس..ما نتمناه هو أن نرى المجلس وقد أصبح أقوى تأثيراً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي التخطيط لمستقبل هذه البلاد.. وفي الارتقاء إلى مستوى الأدوار الطليعية التي تقوم بها البلاد في صنع تقدم العالم..واستقراره ورخائه..بعد أن نقل الملك عبدالله خطانا إلى مستوى العالمية..بعقد شراكات اقتصادية واسعة مع أكثر دوله تأثيراً..وبالدعوة إلى نشر رسالة التسامح والتعايش بين أمم الأرض على اختلاف دياناتها وثقافاتها وخصوصياتها..وبتجسير الفجوة وردم الهوة ونسيان الماضي وتسوية الخلافات مع الآخرين.. ** هذه التوجهات العظيمة..تضاعف مسؤوليات جميع سلطات الدولة وفي مقدمتها السلطة التشريعية..وذلك بترسيخ مبادئ الحق والعدل والمساواة والإصلاح في الداخل (أولاً) ومع دول وشعوب العالم الأخرى (ثانياً)..وهذا يرتب على تجربتنا الشورية أن تتطور بسرعة ، وأن تستوعب طبيعة هذه المتغيرات بكفاءة واقتدار..بل وأن تكون قائدة لمسار الإصلاح الشامل أيضاً.. ضمير مستتر: (تقدم الدول والشعوب..مرهون بإرادتها..وبرغبتها الحقيقية في الإصلاح ).
الرابط
مجلس الشورى..بعد اليومالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
630433النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14883الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودصالح بن عبدالله بن حميد
عبدالله بن محمد ال الشيخ
محمد بن ابراهيم الجبير
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةالمؤلف
هاشم عبده هاشمتاريخ النشر
20090324الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية