الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأفكار.. لا الحروف
الخلاصة
تركي عبدالله السديريحقيقة أخذت تطرح براهينها.. حيث لم يعد المقال السياسي مثيراً ولا جذاباً.. ربما أن انتكاسات الأوضاع في العالم العربي، وتوالي تراجع المستويات معيشياً واجتماعياً واقتصادياً ومهنياً هو المسؤول عن ذلك، حيث إن هذا التراجع وعبر سنوات ليست بالقليلة- فهي على الأقل تتجاوز الخمسين عاماً- قد مثل عمليات انسحاب خجل أو بائس أو دموية انفعال ساخط.. في كل الأمور وجد القارئ العربي أنه أصبح عليه سحب ذلك الالتصاق المذهل بكل ما كان يكتبه محترفون معينون.. مثلاً أشهر كاذب عربي محمد حسنين هيكل، ألم يكن المواطنون العرب البعيدون عن القاهرة ينتظرون ماذا سيقول أو يقرأون ما يكتب، وكأنهم يتلقون تلقيناً سماوياً يرشدهم كيف يفكرون.. كيف يأملون؟! في بيروت برزت أسماء لم يكن بعضها يقل شهرة عن هيكل، وكانت أيضاً تبعث بالإيحاءات التي يتلقاها القارئ العربي، وكأنها براهين وحي سماوي لا تجوز فيه المغالطة.. تمرد القارئ العربي على سطوة الكاتب «الشهير» أيا كان موقعه وطناً أو صحيفة، لا يمثل مهمة اعتصام بعزلة جهل، بقدر ما أصبح يمثل حضوراً عقلياً يتمرد على معايير الترويج القديمة.. ما هو المطلوب إذاً الآن.. وعبر هذا التحول؟. لا أتصور أن القارئ قد اعتصم بحالة جهل أو انغلاق، ولكنه في الواقع أعطى لعقله فرصة الحضور لكي يقرر حقيقة ما هو صواب أو خطأ.. هذا جيد.. لأن المواطن إذا استطاع وبدافع من ذاته وليس بمغريات غيره من أن يستعرض كل أحداث ما قبل السبعين عاماً أو الخمسين عاماً وكيف أن أياً منها.. بما في ذلك ما نعيشه من سنوات راهنة.. لم تستطع الحروف ولا الأقوال من أن تثبت وجود حضور علمي أو اقتصادي أو تقني غيّر أوضاع العالم العربي نحو الأفضل.. وأنقذه من منزلقات السقوط.. وصحّح ما انساق خلفه من مفاهيم خاطئة، وكيف أن المجتمعات التي أصبحت راقية أو على الأقل مسالمة ومتجهة للتطور مثل الفلبين وأندونيسيا وتايلند وقبلها سنغافورة وهونج كونج والأكثر أهمية الصين والهند، جميع هذه الشعوب طورت نفسها بفعل وعي المواطن أولاً وبوحدة المجتمع.. روسيا التي غزت العالم الفقير باسم الاتحاد السوفيتي عندما وجدت أن اقتصادها مجهد، وأن مجتمعها معزول، قامت وبإجراء داخلي بطرد الشيوعية كأفكار، ومنح المجتمعات الملحقة بالقوة في عضوية الاتحاد مسؤولية استقلالها.. أين موقف دبلوماسيتنا السعودية؟.. هل كذبنا على أحد.. هل اتحدنا مع طرف ضد أحد؟ بالطبع لا.. إذاً فنحن تواجدنا في الخط السليم منذ وقت مبكر.. أجزم أن مساعي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخيرة، هي جهد وعي وعقل لأخذ العالم العربي نحو المسار الصحيح.. وهذا هو أهم ما يحتاجه في الوقت الراهن وما بعده..
الرابط
الأفكار.. لا الحروفالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
633183النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15381تاريخ النشر
20100804الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الفلبين
الولايات المتحدة
اندونيسيا
تايلاند
روسيا
سنغافورة
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
بانطكوك - تايلاند
بانكوك - تايلاند
بكين - الصين
جاكراتا - اندونيسيا
مانيلا - الفلبين
موسكو - روسيا