الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الزعيم المسكون بطموحات الأمة
التاريخ
27-3-2007التاريخ الهجرى
14280308المؤلف
الخلاصة
الزعيم المسكون بطموحات الأمة مصطفى محمد كتوعة بقلب رحب وعقل مفتوح تستقبل الرياض القادة العرب في قمتهم الهامة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- انطلاقاً من إدراكه لخطورة المرحلة وما تستوجبه على الأمة من تحرك موحد وفاعل لإيجاد الحل والعلاج للقضايا والتحديات الخطيرة والأوضاع المعقدة في المنقطة ووقف الأخطار المحدقة المتزايدة يوماً بعد يوم وسط غضب تحول إلى إحباط لدى الشعوب العربية جراء ما وصلت إليه الأمة التي تداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، كما وصف ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف. إن ما يحزن النفس ويؤلمها أن أمتنا ليست بالقليلة أو الضعيفة أو الجدباء في مقومات قوتها واستقرارها، ومع ذلك باتت أوضاعها وقضاياها مرهونة بالخارج وأطراف دولية زادت الأوضاع تدهوراً، وفي مقدمة ذلك الاحتلال المزمن البغيض لفلسطين ثم احتلال العراق وما أصبح عليه هذا البلد الشقيق من تدهور بالغ في أوضاعه الداخلية ونسيج شعبه مما يهدده بالتقسيم، وأصبح على وشك فتنة بين أبناء الشعب الواحد نتمنى انتهاءها وعدم تصعيدها الذي لا يبقى ولا يذر إذا انجرف العراق إلى أبعد من ذلك. الاحتلال لا يريد بطبيعة الحال الاستقرار لهذه المنطقة بل يكرس بذور الفتنة والانقسام مما تضيع معه مصالح الأمة وتضعف قدراتها، حيث يطبق شعار فرق تسد، وهو ليس جديداً على الاستعمار القديم والحديث، كما أن الخارج ودول النفوذ لا تطبق القرارات الدولية بشأن الحقوق العادلة لهذه الأمة وشعوبها، بل على العكس من ذلك تعرقل أية محاولة لدور فاعل للمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإنما يكون تطبيق الشرعية من جانب تلك الدول النافذة تجاه دول بعينها ومناطق محددة عندما يكون ذلك في صالحها ومصالحها. لذلك فإن الأمة معنية بالدرجة الأولى لحسم هذا الخلط في الأوراق وفي الأدوار الخارجية ووقف هذا التمادي لضعف الأمة والحاجة إلى الاتفاق على كلمة سواء وإرادة قوية راسخة صادقة في إنقاذ المنطقة وأمتنا من الهوان والأخطار. المملكة بقيادتها السديدة وسيادتها الحكيمة تدرك جيداً مكانتها وحجم تأثيرها إقليمياً ودولياً، ولم تتوان يوماً عن مواقفها ومبادراتها الكبيرة، ففي الصراع الأكبر والقضية المركزية وهي فلسطين والحقوق العربية العادلة التي ما زالت معلقة بفعل التمادي الإسرائيلي والدعم الأمريكي لها ساهمت بجهد مسؤول وموقف تاريخي من خلال مبادرة السلام التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأصبحت مبادرة عربية تمثل أساساً وإطاراً للحل العادل والشامل والاستقرار في المنطقة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام. ولأهمية هذه المبادرة تحاول إسرائيل التملص منها، وكذا الموقف الأمريكي الذي أصبح رهينة للقرار الإسرائيلي وسياسة هذا الكيان الغاصب. ولكن الموقف العربي أكد التزامه وحرصه على هذه المبادرة ككل متكامل وإطار واحد غير قابل للمساومة ولا التجزئة، ومن ثم من شأن الموقف العربي الموحد والتأكيد على هذه الثوابت سيجعل إسرائيل والإدارة الأمريكية أمام مسؤولية جادة إذا أرادوا السلام لهذه المنطقة وتطبيق الشرعية الدولية باستعادة كافة الحقوق العربية المشروعة في فلسطين وسوريا ولبنان. الأمة العربية رسمياً وشعبياً تلمس جيداً صدق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تحركاته وجهوده وحرصه على وحدة الأمة ونيل حقوقها العادلة، وعندما يدعو الملك عبدالله لقمة تاريخية كهذه فإنه يضع بضمير حي ومسؤولية كبيرة هذه الأمة أمام مسؤولياتها تجاه هذه القضايا المصيرية إلى جانب ما شهده لبنان الشقيق من أوضاع داخلية كادت أن تأخذه إلى انفجارات تهدد وحدته التي بنى عليها حالة الوئام والوفاق، وقد أنقذته جهود المملكة من قبل باتفاق الطائف وأعادت إليه لحمته ليكون فاعلاً في الأسرة العربية ومستقراً لبناء نهضته وازدهاره ويكون لبنان الجميل كما عهدته الأمة مثالاً لهذا التوافق بين مختلف الطوائف، وهذه هي قوة لبنان في نموذجه عندما يحافظ على هذا النسيج وهو ما تؤكد عليه المملكة وتبذل مساعيها من أجله والدعم لاقتصاده. ولنبتعد قليلاً عن نظرية المؤامرة ونتجنب الاستغراق فيها رغم وجودها وحقيقتها، ولكن من المهم والأولى لهذه الأمة أن تنظر إلى مقومات قوتها وإحياء إرادتها في مواقف تاريخية تضع حداً لهذه الأخطار، فالأمة جمعاء في مركب واحد وأي مصاب لأي بلد شقيق يؤلم الأمة ويؤذي استقرارها، وهذا ما تدركه المملكة جيداً وتتقدم الصفوف لتكون قلب الرحى في مسيرة الأمة والصوت الواضح والضمير اليقظ للتعامل مع القضايا والتحديات الراهنة على أرض الواقع بمسؤولية كبيرة تستوجب التضافر والتعاون بين كافة الدول الشقيقة. إننا في هذا البلد ونحن نعتز بهذه الجهود المباركة لهذ
الرابط
الزعيم المسكون بطموحات الأمةالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
632117النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12598الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالمبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
مصطفى محمد كتوعةتاريخ النشر
20070327الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
العراق
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان