الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
فتح الباب لمواجهة التزمت
التاريخ
2009-11-08التاريخ الهجرى
14301120المؤلف
الخلاصة
سليمان السـياريفتح الباب لمواجهة التزمتسليمان السـياري(جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( كاوست ) جامعة عصرية عالمية للأبحاث، لا تشبه أي جامعة محلية او اقليمية أخرى، يقوم عملها على حرية البحث والتفكير، في بيئة حرة خالية من المعوقات، تشجع على تنمية روح الاكتشاف والخلق والإبداع، وتهدف إلى ازدهار الشبكات المادية والبشرية والروحية، لتبادل الأفكار والخبرات العلمية على المستوى الإنساني الشامل، بوسائل حيوية تعتمد على الشراكة المتميزة، مع أفضل مراكز البحث والعلوم في العالم، لتكون نموذج متقدم للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين ويحلم به في المستقبل، وسيكون في صلب أهداف الجامعة، أن تضاهي أفضل عشر جامعات في العالم، خلال عقد من الزمن كهدف مرسوم ) . هذا ما اوصت به رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبداللة بن عبدالعزيز، في أمر تأسيس الجامعة، وتقرره مبادئ الهيكل التنظيمي ، الذي وضع للجامعة ويحكم طريقة عملها وتوجهها . هذا المشهد الرئع، الذي يسمو بالعلم على كل الاعتبارات الضيقة، ويضعه كقيمة انسانية يتشارك فيها ويغنيها كل البشر، إذا ما أضيفت اليه اهتمامات اخرى لخادم الحرمين الشريفين في مجال التعليم، ليس أقلها برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، فإن الأمر يفصح عن عظمة في التفكير وبعد في النظر وقدرة على رؤية الأشياء في سياقاتها التاريخية الصحيحة بشكل واضح، حين تتعسر الرؤية على الكثير من الناس. ففي الكلمة التي شرف بها خادم الحرمين حفل افتتاح الجامعة، قال حفظه الله « لقد كانت فكرة هذه الجامعة حلم راودني لآكثر من خمسة وعشرين عاما « وسوف تكون مع زميلاتها في جميع بلدان العالم ... مكانا لخدمة العلم والمعرفة ...والتعايش محل النزاع ... ومنار للتسامح، وأوضح حفظه الله في سياق كلمة بليغة وضافية « ان القوة ومنعة الأمم ارتبطت دائما في التاريخ بازدهار العلم « .. وان « العلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة» وضرب المثل بفترة انتشار العلوم بين المسلمين، وتاريخ دار الحكمة ودورها في نقل وتطوير ونشر العلم في العالم القديم، حين كان العرب المسلمون هم سادة الكون. هذه الوقائع التاريخية تقف اليوم حائرة أمام التزمت، الذي لا يزال يجد فيه البعض ( ممن لا تتجاوز رؤيتهم للأشياء أبعد من أطراف خشومهم ) مركبا لإثارة الشكوك والبلبلة في الأوساط العامة، والتحريض على كل جديد يخدم التطور، ويوائم الأوضاع في بلادنا مع متطلبات العصر وضروراته، ففي مواجهة الفرح الذي عم المدن السعودية، بهذا الفتح العلمي الكبير في ثول، الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين هدية لشعبه وشعوب العالم قاطبة، انطلقت بعض الأصوات لإثارة الغبار حول هذا المشروع التاريخي العظيم، وتشويه أهدافه النبيلة تحت تخرصات تافهة تختزل قيمتة الاستراتيجية الكبرى، في مسائل صغيرة وشكلية تبعث على الرثاء، إلا أنها تحول التزمت الى مشكلة عامة. إن عودة خاطفة، إلى الطبيعة المعقدة للأحداث الخطيرة التي اجتاحت المنطقة والعالم في السنوات العشرة الأخيرة، والنتائج المرعبة التي كانت تنذر بها، ووضعتنا في مواجهة ظروف صعبة في غاية الحرج والخطورة، حين وقع شبابنا الصغار في مصيدة التطرف، ما كان من الممكن ان تحصل لو لم يجد التزمت من يحتضنة و يروج له ويلوث به عقول الشباب، ويستحثه على مواجهة التطور، ويضعه حائط صد أمام الاستفادة من معطيات العصر الحديث ومنجزاته وعلومه . لذلك فقد اصبحت المواجهة مع التزمت ودعاته، واحدة من القضايا الفكرية التي لابد من خوضها على أعلى المستويات، لمنع تكراره كما حدث أخيرا مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بسبب الإرباك الذي يحدثه في الذهن العام، أمام الظواهر الجديدة التي أصبحت من الشروط الواقعية للحياة المعاصرة، ومتطلبات التقدم والرقي والمنعة لهذة البلاد، ولعل خطبة إمام الحرم المكي الشريف الشيخ عبدالرحمن السديس في الأسبوع ما قبل الماضي، هي دعوة لفتح الباب على مصراعيه لمواجهة التزمت. S.alsayyari@hotmail.com
الرابط
فتح الباب لمواجهة التزمتالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
632128النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13295الموضوعات
البحث العلميالتعليم العالي
الجامعات والكليات
الغزو الفكري
المنح الدراسية
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي
المؤلف
سليمان السياريتاريخ النشر
20091108الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية