الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الصحوة اللبنانية
التاريخ
2006-09-05التاريخ الهجرى
14270812المؤلف
الخلاصة
الصحوة اللبنانية منح الصلح لاشك في أن لبنان الدولة والمجتمع كان محقاً وبريئاً من أي حساسية مرضية أو عدوانية إزاء أي قريب أو بعيد عندما أخذ يتحدث ولايزال عن استقلاله وسيادته على أرضه وكون الدولة فيه صاحبة حق أن تكون كاملة الاطمئنان والشعور بالقدرة والحرية على اتخاذ القرار الذي تشاء على أرضها أزمة العلاقات اللبنانية السورية وبالأخص جدلية الدولة والمقاومة في جنوب لبنان أطلقت وعياً وحساسية في المنطقة العربية وحرصاً من قبل جميع المعنيين قادة عرباً ومفكرين وشعوباً على أن لا تأتي المعالجات وردود الفعل والمواقف على حساب المصلحة العربية العليا. ظهر الحرص هذا بصورة خاصة في المملكة العربية السعودية وعند خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالذات ومسؤولي المملكة حيث انعكس بوضوح الحذر من أن تصاب الهوية العربية الجامعة بالأذى أو التمييع نتيجة العقد والصعوبات والإشكاليات الخطرة لطروحات الحلول علي الحدود. وقد جاء واضحاً بقدر ما كان متوقعاً الاحساس المرهف لدى المملكة بناحية محددة هي الحاجة إلى إعداد دراسات معمقة تتعلق بحماية الهوية العربية المهددة بالتغير في احتمالات الوضع العربي وخاصة التداعيات الخطرة لحجم ما حصل على الحدود والمناطق اللبنانية المحاذية لإسرائيل وردود الفعل والطروحات المقترحة لمواجهة الواقع الذي أفرزه الاحتلال الإسرائيلي البشع على الأرض اللبنانية. إن فظاعة القرار الإسرائيلي والاحتلال الأرضي من جهة والواقع الذي خلقه على الأرض وحجم نتائجه وردود الفعل عليه في الجنوب اللبناني ولبنان والعالم العربي والمجتمع الدولي تشرح بوضوح خطورة التجرؤ الإسرائيلي على لبنان وواقعه العربي والدولي وكون هذا التجرؤ فريداً في بابه مثيراً في تحديه للبنان والمنطقة بكاملها فضلاً عن الصدى العالمي والآثار التي يتركها في المنطقة والتي استوجبت رداً كان لابد من أن يكون من نوع خاص قليل السابقة كزلزال سياسي يتداخل فيه المحلي بالعربي بالدولي مستفزاً بالأسئلة التي تطرح نفسها كأجوبة مبتكرة ومفتعلة بالضرورة إن في المجال اللبناني أو العربي أو الدولي، وهكذا يطل معاً كتحديات صعبة المواجهة الواقع اللبناني المخترق والالتزام القومي العربي مع التدليل الدولي الخطر والمعروف للعدو الإسرائيلي طارحاً التساؤلات حول الحد المأمون في التعامل مع واقع جديد بكل معنى الكلمة وكأنه يفرض على لبنان أن يستجيرمن عدو بآخر دولياً غامض لم يثبت في الماضي أنه يراعي أحداً عندما تكون لإسرائيل مصلحة. إن اللبنانيين لفي حرج إذ يستجيرون من عدو بآخر صديق لم تثبت الأيام ان صداقته من النوع المضمون الذي يراعي مصلحة لبنانية عربية على حساب إسرائيل أو رواسب التراث الاستعماري عند الدول الغربية. لاشك في أن لبنان الدولة والمجتمع كان محقاً وبريئاً من أي حساسية مرضية أو عدوانية إزاء أي قريب أو بعيد عندما أخذ يتحدث ولايزال عن استقلاله وسيادته على أرضه وكون الدولة فيه صاحبة حق أن تكون كاملة الاطمئنان والشعور بالقدرة والحرية على اتخاذ القرار الذي تشاء على أرضها وكل يوم يكتشف لبنانيون جدد أنه لا يكفي لردع إسرائيل أن تكون بمحاذاتها من الطرف الآخر تنظيمات شعبية مقاومة بالغة ما بلغت من الجدية والمستوى كالمقاومة الإسلامية الحالية. بل لابد أيضاً وخصوصاً ان يكون هناك وجود قوي للدولة اللبنانية كدولة وهذا ما لم يكن واقعاً منذ زمن غير قصير لتستفيق الدولة مؤخراً كما هي الآن على مسؤولياتها بينما العدو الصهيوني واقع قائم على الأرض بوجود المقاومة وبغير وجودها. ومن حق رئيس الحكومة اللبنانية الحالي فؤاد السنيورة ان يقرّ له اللبنانيون والعرب أنه يواجه بشجاعة وحس بالمسؤولية حالة تخلٍ واقعي بل شبه رسمي عن الجنوب كانت قد مارسته الحكومات اللبنانية المتعاقبة بل وكرّسه العرب وغيرهم دون أي شعور قوي أو قليل بالتقصير. لكأن لبنان بالهم الجديد الذي يدخل دولته متقدم على بعض الجوار العربي الممسك واقعاً مسؤولوه بحكم الفراغ اللبناني بالجنوب وغير الجنوب. فجأة وجدت الدولة اللبنانية في مرحلتها الجديدة انها مضطرة عملياً إلى ربط نزاع سافر أو ضمني، لا مع جهة واحدة بل مع عدة جهات بمن فيهم المقاومة مالئة فراغ السلطة بإرادة أو غير إرادة وبمن فيهم سوريا وجهات عربية وغير عربية صادقة الرغبة مبدئياً في تقديم العون للبنان وغير عارفة غالباً متى وكيف. ولأن الحكم اللبناني الحالي، وليد 14 آذار عارف وصادق وصاحب غيرة على مصلحة وطنه ومصلحة مالئي فراغ السلطة من مقاومة وغير مقاومة وجد نفسه هو المؤمن بلبنان الحرّ والعربي، وبالمقاومة، متهماً أو كالمتهم بأنه يعمل لصالح دولة لبنانية تريد أن تنتزع من المقاومة حقوقها وصلاحيتها، وكذلك من سوريا وربما غيرها أيضاً امتيازات مكرّسة لهذه الجهات، ولولا الصحوة التي يعيشها
الرابط
الصحوة اللبنانيةالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
632500النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13952الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
منح الصلحتاريخ النشر
20060905الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
دار العلوم
سوريا
لبنان
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا