منهجية جديدة في التفكير
التاريخ
2010-12-13التاريخ الهجرى
14320107المؤلف
الخلاصة
د. هاشم عبده هاشم** أرادت المملكة أو لم ترد .. ** فإن اختيار مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الشهر الماضي ليكون الشخصية الثالثة الأكثر تأثيراً في هذا العالم ..بعد الرئيس الصيني(هوجينتاو) والرئيس الأمريكي (باراك أوباما) بات يشكل بالنسبة لها ..مسؤولية كبرى لا مناص من أن تتحملها .. ** والملك بهذا التصنيف يأتي واضعاً بلده قبل روسيا وبابا الفاتيكان وألمانيا الاتحادية وبريطانيا .. فكيف لا تترتب على هذه البلاد تلك المسؤولية العظيمة بشكل عام .. وتجاه أمن واستقرار العالم وسلامته بصورة أكثر تحديداً .. ** والاختيار الذي وضع هذه البلاد في هذه المرتبة المتقدمة يلزمنا كمواطنين ..وكمؤسسات ..وكدولة ..بأن نتصرف على هذا الأساس ..وذلك بأن نحسب حساباً لكل خطوة نخطوها ..وأن نصنع ونرتب أولوياتنا بدقة ..سواء بالنسبة لسياساتنا وخططنا وبرامجنا الوطنية المحلية .. أو بالنسبة لمواقفنا وسياساتنا الخارجية ..ولقراراتنا ومواقفنا التي نعبر عنها من خلال الهيئات والمنظمات الدولية ..أو عبر منظمة أوبك بصورة أكثر تحديداً .. ** وسواء أردنا أو لم نرد ..فإن قدرنا أراد لنا أن نكون في بؤرة الاهتمام العالمي .. ومن حق العالم علينا أن نفكر فيه ..وأن نحسب حساباً دقيقاً لأوضاعه ومصالحه بنفس الدرجة التي نفكر في مصالحنا وحقوقنا وأوضاعنا .. ** ولحسن الحظ .. فإن المملكة تفعل هذا ..وتعمل على ترسيخه وإن كان لدينا البعض بالداخل ممن يعتقد بأن البلد يبالغ في الاهتمام بالشأن الدولي.. وأننا نقدم الكثير من التضحيات من أجل العالم ..وأن ذلك يأتي في بعض الأحيان في نظر هؤلاء على حساب الاستحقاقات المحلية .. ** وأنا أختلف مع هذه النظرة تماماً ..كما أختلف مع المطالبة بشيء من الانكماش .. وعدم التوسع في الانغماس بقضايا العالم ..والمشاركة في حل مشاكله ..وتحمل كل التبعات المترتبة على ذلك .. ** أقول إنني أختلف مع هذه المطالبة لسببين اثنين هما : ** أولاً : أن المملكة تمتلك قوتين ضخمتين ..هما القوة الدينية والقوة المادية ..متمثلتين في وجود المقدسات فوق أراضيها ..بكل ما يترتب ذلك عليها من مسؤولية نشر ثقافة الإسلام الخالدة..والمعتدلة .. والسمحة..في كل الدنيا .. للتأكيد بأن آلاف المسلمين في كل مكان من هذا العالم الذين نمثلهم عن استحقاق هم عوامل خير ..وليسوا عوامل شر ..وخطر ..ودمار للإنسانية ..كما هي الحرب علينا في الآونة الأخيرة . ** وحتى تكون المملكة في مستوى هذه المسؤولية، فإن ذلك يضع عليها حقوقاً والتزامات.. وتبعات لا مناص من تحملها .. ** ثانياً : أن القوة المتمثلة في النفط ..وتأثيره على اقتصاديات دول العالم ومجتمعاته ..بفعل امتلاك المملكة لأكبر احتياطي فيه يقارب(25%) ..فإن ذلك يفرض علينا أن نحمي هذه الثروة.. وأن تتصرف فيها بكل حكمة وأن نوازن بين مصالحنا ومستقبل أجيالنا وبين مصالح دول وشعوب العالم الأخرى ..وأن نقدم في هذا الصدد الكثير والكثير من أجل استقرار العالم .. ** ولا يعني هذا ..أن تغدق على العالم عطاء .. وأمناً ..واستقراراً، ونموت جوعاً .. ونعطل مستقبل أجيالنا القادمة ..بل يعني أن علينا أن نعيد تصميم سياساتنا .. وخططنا ..وبرامجنا المحلية على أسس جديدة تجمع بين تلبية احتياجات الوطن وأبنائه وتطلعاتهم المستقبلية وحقوق أجيالهم القادمة ..وبين المحافظة على مستويات عالية من التعاون والمساهمة في تنمية وتطوير مجتمعات العالم ..دفعاً للكثير من الشرور ومنعاً للأخطار ..وتحقيقاً للشراكة الحقيقية بيننا وبينهم .. ** وبذلك فإنه يتوجب علينا أن نعتنق ثقافة التوازن بين مصالحنا ومصالح الآخرين .. وأن نُسهم بقوة ..قطاعات أهلية ..ومؤسسات مجتمع مدني ودولة في ترسيخ هذه الثقافة وفي المساهمة بفاعلية فيها ..تحقيقاً للمستقبل الأفضل والأكثر أماناً.. ××× ضمير مستتر: [** لا تقدم لمجتمع ..لا تكون مساهمة أبنائه إيجابية فيه ومتحملة لتبعات نموه..والوفاء بالتزاماته أمام الغير **]
الرابط
منهجية جديدة في التفكيرالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
633454النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15512الموضوعات
الاعلام - الغربالسعودية - العلاقات الخارجية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
هاشم عبده هاشمتاريخ النشر
20101213الدول - الاماكن
السعوديةالمانيا
بريطانيا
الرياض - السعودية
برلين - المانيا
كامبردج - بريطانيا