الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لقاء خادم الحرمين مع أوباما : مسيرة ودلالة
التاريخ
2009-04-11التاريخ الهجرى
14300415المؤلف
الخلاصة
عندما كان خادم الحرمين الشريفين يلتقي في لندن يوم 3/4/2009 في نطاق مؤتمر قمة العشرين للبحث في كيفية مواجهة الأزمة المالية العالمية قفزت إلى ذهني صورة الملك عبد العزيز وهو يلتقي الرئيس الأمريكي روزفلت على مدمرة أمريكية في البحيرات المرة في مصر في شباط (فبراير) 1944. كان اللقاء خلال الحرب العالمية الثانية وواشنطن تقود العالم عسكرياً ضد المحور وتسعى لبناء عالم جديد يبشر بمبادئ العدل والتحرر من الحاجة والعوز والقهر والخوف. كان الملك عبد العزيز هو الذي سعى إلى قائد العالم في ذلك الوقت لكي يعرض عليه مظلمة الفلسطينيين التي كانت توشك أن تكتمل بقيام إسرائيل بعدها بأربع سنوات. وقد سجلنا في كتابنا الذي نشرته المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق في جدة عام 1989 حول المملكة وقضايا الصراع العربي الإسرائيلي الرسائل المتبادلة بين عبد العزيز وترومان، ولم ينقطع دور المملكة في دعم الفلسطينيين بكل إخلاص منذ بدايات المأساة حتى قبل هذا اللقاء. أما في لندن فقد سعى أوباما عام 2009 إلى لقاء خادم الحرمين، وبين البحيرات المرة ولندن قاسم مشترك ودلالة مختلفة، فالقاسم المشترك هو الدفاع عن القضية العربية الأولى وأما الدلالة فهي هذه القفزة الهائلة للمملكة وأوراق القوة التي جعلت المملكة مؤهلة للحضور في كل موقع . فإذا كان الملك عبد العزيز قد حذر ترومان من مخاطر إنشاء إسرائيل والجور على حقوق أصحاب الأرض الفلسطينيين، فإن الملك عبد الله نبه أوباما إلى مخاطر تجاوزات إسرائيل وعدم اكتراثها باليد العربية الممدودة لها بغصن الزيتون والمبادرة العربية التي صدرت أصلا عن المملكة وبالذات الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد. ولذلك اعتبر دعم أوباما لهذه المبادرة تحية للمملكة وللعرب من خلالها لما للمملكة من ثقل جعلها مؤهلة لأن تجلس في كل الساحات: المالية والاقتصادية باعتبارها قطبا عالمياً، الساحة البترولية بوزنها البترولي المعروف، في ساحة الطاقة بوزنها في مصادر الطاقة أيضاً، في الساحة النقدية بحكم ثقلها الاقتصادي والمالي، وفي ساحة الاستثمارات العالمية بحكم وزنها الملحوظ في هذه الساحة، وفي الساحة العربية باعتبارها القطب الأبرز، وفي الساحة الإسلامية بكل ما تمثله المملكة في هذه الساحة المباركة، وفي الساحة العالمية لدورها العالمي الذي يجعل لموقف المملكة وزناً لا يمكن إغفاله، ناهيك عن مكانتها الخليجية في أسرتها الأصغر، ودورها الأوضح الذي لا يمكن المزايدة عليه في مكافحة الإرهاب الذي حققت فيه الانتصار بالإنجاز والحزم والعدل الذي أشاعه خادم الحرمين. خمسة وستون عاماً قفزت خلالها المملكة إلى كل هذه الساحات والسبب أن كل الحكام الذين توافدوا على الحكم في المملكة أدركوا أمانة القيادة والإرث المهم الذي خلفه الوالد المؤسس العظيم. ويبدو أن أوباما يدرك أيضاً هذا الوزن السياسي والاقتصادي الهائل فالتقى الملك عبد الله بانحناءة التقدير والاعتزاز والمصداقية التي يتمتع بها الملك، الرجل والدور والرمز الذي التقاه ووراءه رصيد المصالحات العربية ونجاحه الباهر في مؤتمري الدوحة العربي والعربي - اللاتيني كانت فيها المملكة بطل المرحلة. التقى عبد العزيز روزفلت والعالم على فوهة بركان عسكري، ثم التقى عبد الله أوباما والعالم مقبل على مجهول.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
633829النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5661المؤلف
عبدالله الاشعلتاريخ النشر
20090411الدول - الاماكن
اسرائيلالولايات المتحدة
فلسطين
القدس - فلسطين
واشنطن - الولايات المتحدة