الإنسان .. والبطل
الخلاصة
كلمة الرياض الإنسان.. والبطل ليست المملكة أغنى دولة في العالم، وهي التي تحاول بناء ذاتها من الصفر، بل وتفتقر إلى أساسيات حيوية مثل مصادر المياه، ومع ذلك نجدها حاضرة في الأحياء الفقيرة والمدن المهدمة بأفعال الحروب والزلازل، وحالات الجفاف، تساعد وتعطي؛ لكون المسألة إنسانية، علمنا فيها ديننا الإسلامي الحنيف أن نكون رحماء بعضنا على بعض.. وحتى الذين اعتبروا أن تلك المعونات تتجه إلى المسلمين فقط، نسوا أن في البلدان الإسلامية أقليات دينية، لم تستثن من تلك العطايا. والصورة الأكثر وضوحاً هي المبادرات التي صدرت من حكومة خادم الحرمين وشعبه إلى لبنان في محنته، حينما دمرته إسرائيل، إذ لم تسمّ، أو تتجه إلى مسلمين فقط، سواء أكانوا سنة، أم شيعة؛ بل إلى الشعب اللبناني بكل تنوعاته الدينية والطائفية. لقد اتجهت الإعانات المقدمة من المملكة إلى مختلف قارات العالم، وشكلت الحملات - التي لم تنته - إلى باكستان، بعد زلازل العالم الماضي، وإلى الدول التي اجتاحها إعصار تسونامي، ولم تقف - أيصاً - تجاه البلدان الإفريفية التي تضررت من الجفاف، وقد تنازلت عن ديونها لكثير من بلدان العالم.. وكل هذه المبادرات لم تربط بتبشير بالدين، ولا قرنت بشروط سياسية، أو مصالح خارجة عن هدفها الإنساني.. شعب المملكة لم يكن أغنى من شعب سنغافورة، أو تايوان، ومع ذلك ظلت استجابته لفعل الخير، غير مرتبطة بجنس ولا ديانة، ويرى أن أي محنة إنسانية هي في حد ذاتها دافع للمساهمة المباشرة؛ لأن الكوارث لا تستثني أحداً، وبالتالي إذا كانت أرقام التبرعات والقروض قد وصلت إلى أرقام تسابق الدول الأكثر غنى، فالمسألة تقاس بالقيمة الإنسانية والمعنوية، التي لا تتظاهر بتوظيف هذا الفعل لدعاية ما؛ بل هي السعي إلى نيل رضا الباري وجزيل عطائه.. ومثلما نظمت حملات ونداءات في محطات تلفزيونات سعودية وعربية؛ فالعمل يجري الآن، وفي هذا الشهر الفضيل، دعوة للتبرعات لضحايا تسونامي، وهي بادرة لم نجدها شائعة في دول آسيوية وأوروبية غنية، بل في بلد عربي ومسلم، نظر من زاويته الإنسانية أن مثل هذا الفعل حق طبيعي لتذكر حالات البؤس التي لا تزال تعاني منها قطاعات كبيرة من الشعوب التي اجتاحها الإعصار. الملك عبدالله محرر السجناء، ودافع الحق عن المعسرين، الحاضر بين الناس في الأحياء الفقيرة، نراه بين طلاب الجامعات والتعليم العام، ومستقبلاً ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي أقدم على رفع رواتب موظفي الدولة، ووزع دائرة الاستثمارات الوطنية الحكومية على أكثر من مدينة وقرية، معتبراً حيوية أي مجتمع هي تطوير وسائله وأدواته، هو الذي يقود مشروع العطاء الإنساني الخارجي، وتلك هي القيمة التي كانت ولا تزال حاضرة في إنسان لديه مشاعر في غاية الرقي، وأخرى لا تتنازل عن الحقوق الوطنية والقومية، أو بمعنى أشمل (الإنسان.. والبطل)..
الرابط
الإنسان .. والبطلالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
633883النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
13991الموضوعات
المعونة الاقتصادية السعوديةتاريخ النشر
20061014الدول - الاماكن
السعوديةاندونيسيا
تايوان
سنغافورة
لبنان
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان
جاكراتا - اندونيسيا