الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لماذا لا نوطن العقول النابغة ؟ (1)
التاريخ
2009-05-20التاريخ الهجرى
14300525المؤلف
الخلاصة
لماذا لا نوطن العقول النابغة ؟ (1)أ.د. إبراهيم إسماعيل كتبيالأربعاء, 20 مايو 2009أ.د. إبراهيم إسماعيل كتبيعلى مدى عقود استقطبت بلادنا وجامعاتنا عقولا علمية أكاديمية وبحثية بالمئات لتلبية احتياجات التوسع في التعليم العالي، ومن هذه العقول من أسهموا في بلادهم وغيرها في التطور العالمي.. فهل نحن استفدنا كما يجب لمستقبلنا العلمي خاصة مع تزايد حاجة جامعاتنا الحكومية والأهلية مع التطور الكمي والنوعي ؟الواقع يقول إن الاستفادة كانت ولازالت مؤقتة، لأن هذه الخبرات والقدرات العلمية عملت في المملكة لفترة سنوات ثم عادت إلى بلادها أو جذبتها جامعات ومراكز بحثية في دول أخرى ومنحتهم مزايا البيئة العلمية والاستقرار الحياتي لهم ولأسرهم، بينما كنا ولا زلنا محطة مؤقتة لهم أفادونا واستفادوا لمرحلة.هذا لا شك هدر لقيمة عالية سعت إليها الدول المتقدمة منذ زمن، حيث جذبت عقولا متميزة من أنحاء العالم ومنها دولنا العربية، وهيأت لهم سبل الاستقرار من البيئة العلمية والتجنيس، ولم تكتف بما لديها من عقول وطنية باعتبار أن العلم لا جنسية له، فكسبتهم ثروة بشرية هي سر تقدمها، وكسبوها العلماء بالانتماء إلى تلك الدول بكل ما لديها من مزايا التقدم.العلماء في التخصصات المهمة والباحثون والمبدعون والمبتكرون تهمهم كثيرا البيئة العلمية ومناخها وإمكاناتها، وهذا لا يقل أهمية عن دخلهم المادي.. وهناك العامل الحاسم أيضا هو كيف يطمئنون على أسرتهم الصغيرة ومستقبل أولادهم، وعندما لا يتوفر ذلك في الدولة التي يعملون بها لا بد وأن يغادروا إلى حيث يجدونها.بالنسبة لنا جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تعاملت مع هذا الأمر بمنظور مختلف عن السائد عندنا ومن البداية، نظرا لطبيعة أهداف الجامعة التي تجلت في رؤية خادم الحرمين الشريفين لها ولرسالتها، ولكن على المستوى الأوسع بالنسبة لجامعاتنا لا تزال الاستفادة ناقصة من العقول العالمية النابغة.. ولا زلنا نهدر حصيلة مهمة كان يمكن أن تضاف لمكتسباتنا العلمية النوعية.مثلا جوانب إجرائية نظامية منها الإقامة، لم توجد بعد أنظمة تمنح هذه العقول ما يغريها بالاستقرار لأطول فترة ممكنة لأنه حسب الأنظمة مستقدم ومتعاقد ويمكن إنهاء تعاقده في أي وقت لأسباب قد لا تعود لمستواه وقدراته العلمية وإنما لرغبة الجامعة أو الكلية في عدم التجديد لوجود بديل، وبالتالي يسري عليه ما يسري على غيره نظاميا حتى في أقل مستويات العمالة لدى أفراد أو شركات يعني (يروح ونجيب غيره).هذا جانب يتعلق بنا ولا يعود علينا بالنفع من كفاءات أكاديمية علمية نابغة.. ونزيد على ذلك بأن هؤلاء لا يجدون لأبنائهم فرصا تعليمية خاصة في المرحلة الجامعية، فكيف نستقطب عقولا بهذا المستوى من جامعات معروفة وهم صفوتها، ولا ننظر لاحتياجات أسرهم، صحيح من حقهم استقدام عائلاتهم لكنهم ليسوا من شرائح عادية أو بسيطة تضحي بأشياء من أجل لقمة العيش خاصة إذا تعلق الأمر بتعليم أبنائهم، فالعيش متاح لهم في أي مكان بالعالم وبمزايا كثيرة تعرض عليهم، لكن بعضهم خاصة العقول العربية والمسلمة التي جاءت من دول غربية يرون في بلادنا ميزة مجتمعية كبيئة يطمئنون فيها على أبنائهم، وبطبيعة الحال الحرمان الشريفان ومستوى اقتصادي في بلادنا يوفر لهم حياة كريمة.لكن الحاصل أنهم يضطرون لتعليم أبنائهم في مدارس عالمية موجودة عندنا تطبق مناهج علمية قريبة من مناهجهم أو معتمدة من دول غربية، ثم تأتي المشكلة عندما يصل أبناؤهم للمرحلة الجامعية ولا سبيل أمامهم سوى سقف معين من الكليات التي قد لا يرغبونها، والحل إما تشتت الأسرة أو المغادرة، والأخيرة هي الخيار الأول لهم لأن الأساتذة والباحثين المتميزين ليس لديهم ما يجبرهم على غير ذلك من أجل المال المتوفر لهم في أي مكان حتى في الدول الخليجية الأخرى.إذن لماذا لا توجد حتى الآن استراتيجية شاملة للاستفادة من ثروة علمية عالمية. صحيح أن نظام الجنسية الجديد منح لهم فرصا بالنقاط.. لكن من لا يرغب في ذلك، ألا نهيئ له مزايا أخرى كإقامة دائمة أو أطول. ويكون لهم وضع استثنائي من حيث فرص التعليم لأبنائهم أينما شاؤوا، والتنسيق بين الجهات المعنية بكل هذه الجوانب.للحديث بقية بإذن الله.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
635103النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16828الموضوعات
الجامعات والكلياتالقوى العاملة
الموارد البشرية
المؤلف
ابراهيم بن اسماعيل كتبيتاريخ النشر
20090520الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية