ملك الإنسانية ولغة العقل والمنطق
التاريخ
29-12-2008التاريخ الهجرى
14300101المؤلف
الخلاصة
ملك الإنسانية ولغة العقل والمنطق عزيزتي الجزيرة.. تشرفت الجزيرة (الجريدة) وتزينت بحديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال استقباله لوزير الثقافة والإعلام ورؤساء تحرير الصحف والمجلات. وبطول قامة المتحدث السامقة وبحجم أهمية الحدث والحديث كان لابد أن يأخذ وضعه الطبيعي من حيث التعليق وقد كان في المقالة الرئيسة للجريدة (رأي الجزيرة) ليوم الاثنين الموافق 28 من شوال 1429هـ في العدد 13178 وفي السياق ذاته أقول: لقد أضاء - حفظه الله - بمبادرة الحوار التي تخطت الحدود المحلية إلى الإقليمية والعالمية خارج العالم الإسلامي، الطريق نحو غد جديد يسود فيه التسامح وتعلو من خلاله لغة العقل والمنطق على لغة التناحر والخصام ويحل الأمن والطمأنينة مكان العنف والتقاتل من أجل إسعاد البشرية جمعاء. لقد كانت مبادرة حضارية إنسانية صيغت بفكر سعودي أتت من ضمن مبادرات عدة طالما انطلقت من هذه البلاد الطاهرة ومن ولاة أمرها الذين ينشدون السلم والسلام ورفعة الإسلام. لم يسبق خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى تلك الدعوة أحد، وجاءت في الوقت المناسب وعقدت في الأماكن المناسبة وانطلقت حين اختلت الموازين أو كادت بفعل ممارسات خاطئة صدرت - مع الأسف - من بعض المنتسبين إلى هذا الدين السمح، حينها أدرك - حفظه الله - أن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام بحاجة إلى الحوار مع الآخر كحاجته هذا اليوم وفي هذا العصر، بالتحديد، خصوصاً عندما استغلت جماعات الإرهاب والجماعات المعادية للإسلام والمسلمين الفرصة للنيل من الإسلام بقيمه وكبريائه، تشكيكاً وتدليساً ومحاربةً، بهدف تشويه صورة الإنسان المسلم بتاريخه ونضاله وجهاده، إضافة إلى إساءة بعض أبناء الإسلام - مع الأسف - إلى أوطانهم بمكتسباتها وخيراتها وإنسانها حين وجهوا سهامهم نحوها في حين يفترض أن توجه طاقاتهم لبناء أوطانهم والمساهمة في تنميتها بشكل إيجابي. من هنا كانت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لعقد المؤتمر العالمي لحوار الأديان في العاصمة الإسبانية (مدريد) كخيار مكاني استراتيجي مدروس له دلالاته التاريخية والحضارية ومن ثم تبعه اللقاء الحواري الذي عقد في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إدراكاً منه - حفظه الله - أن في الحوار علاجاً لكثير من المشكلات المستعصية وتجليةً لكثير من الأمور المبهمة، سواء الداخلية أو الخارجية؛ مما تنعكس آثارها على الإنسان في أمنه وقوته، وبالتالي تقوده إلى كوارث وصراعات لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى. إن الحوار مع الآخر من الديانات الأخرى لا يعني بأي حال من الأحوال دمج الأديان؛ فالدين عند الله هو الإسلام، لكن من خلاله - من خلال لغة الحوار - يتسنى للآخر أن يعرف ويتعرف على هذا الدين بشموخه وسماحته ووسطيته من رجاله ومفكريه وعلمائه، لا من أعدائه من المتربصين والمغرضين والإرهابيين من أصحاب الفكر المتطرف والشاذ، كما أن هناك قيماً مشتركة بين الديانات بحاجة إلى تمحيص ومراجعة، خصوصاً فيما يتعلق بالجانب الإنساني للأخذ بإيجابياتها وتفعيلها. ويظل الهدف الأسمى من الحوار مع الآخر إيصال رسالة واضحة لا لبس فيها ولا تمويه ولا تحريف بأن التطرف والغلو ليس منهجاً إسلامياً ولا سلوكاً سوياً مقبولاً عند كافة المسلمين، وبأن الإسلام دين الديمومة والاستمرارية دين السلام والمحبة والإخاء لا كما يراه الآخرون أو كما صوره أعداؤه وشوهه - مع الأسف - أبناؤه!! وتظل مبادرة خادم الحرمين الشريفين واحدة من المبادرات السعودية الخيرة الناجحة والداعية إلى صنع عالم آمن من خلال المعالجة الحكيمة والانفتاح الحضاري المتزن الواعي بعدما سئم الناس - من محبي السلام - العنف وشريعة الغاب! إبراهيم الدهيش - مرات
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
637725النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
13241الموضوعات
الاسلام والارهابالتعددية الدينية
حوار الأديان
المؤلف
ابراهيم الدهيشتاريخ النشر
20081229الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الغرب
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة