الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ملك صادق وموقف واضح
الخلاصة
عبّر الخطاب التاريخي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الأشقاء في سورية، بوضوح عن موقف القيادة السعودية تجاه ما يجري من أحداث على الأرض السورية، بوصف المملكة دولة قيادية في المنطقة، تعي جيدا إطار المسؤولية التي تستشعرها تجاه العرب والمسلمين في كل مكان. الخطاب تجاوز اللغة الإنشائية، إلى اتخاذ موقف صارم، مما يحدث في سورية؛ ذلك أنه يحدد الطريق الذي يمكن أن يسير فيه النظام السوري باتجاه الخروج من الأزمة التي راح ضحيتها المئات من المدنيين في سورية، إذ يتضمن دعوة واضحة إلى تحكيم العقل، وحقن الدماء، وإجراء إصلاحات حقيقية تتعدى الوعود إلى إصلاحات يشعر المواطنون السوريون بآثارها شعورا حقيقيا. إن جملة الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، التي تضمنها الخطاب، تعني أن السلطات السورية لم تتعامل مع الأحداث بالحكمة المطلوبة، وتعني أن الروايات الرسمية السورية حول الأحداث، لم تكن مقنعة للمملكة، وأن مبررات القتل واستخدام المجنزرات في مواجهة الشعب الأعزل، أقل من المسببات الحقيقية التي لا تتجاوز التظاهر السلمي والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. صدور خطابٍ بهذه اللغة يعني أن هناك اتصالات سياسية سبقت الخطاب، وأن هذه الاتصالات وصلت إلى طريق مسدود، إذ مضى النظام السوري في طريق تأزيم الأوضاع، مما جعل المملكة تتخذ موقفاً واضحا، يقدم مصلحة سورية سلطة وشعبا على أي حسابات سياسية، وهو ما تمثل في استدعاء المملكة للسفير السعودي للتشاور، كإجراء يعبر عن عدم قبول المملكة لما يحدث في سورية وطريقة تعاطي السلطات مع المحتجين، من خلال إصرارها على الحلول الأمنية، وتجاهلها الحوار والإصلاحات. ما زالت الفرصة أمام النظام السوري قائمة، وليس أمامه غير وقف القتل، والابتعاد عن الحلول الأمنية والعسكرية التي تزيد التوتر، وتسهم في إراقة المزيد من الدماء، وهو ما يشي به الخطاب، حين تضمن الدعوة إلى الإصلاح الحقيقي، وعدم اللجوء إلى القوة العسكرية.
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
638675النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
3965تاريخ النشر
20110808الدول - الاماكن
السعوديةدار العلوم
الرياض - السعودية
دمشق - سوريا