الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تطوير العشوائيات.. مكة نموذجا
الخلاصة
تطوير العشوائيات.. مكة نموذجاكلمة الاقتصادية مشروع تطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرمة هو في الواقع أكثر من مجرد مشروع عمراني أو تحسين خدمات، ولكنه مشروع إنساني واجتماعي وأمني وصحي فضلا عن أنه تصحيح لأوضاع من قبلت الدولة بإقامتهم في مكة المكرمة ممن سكنوا وعاشوا في مناطق عشوائية منذ عقود، ومع تعاقب السنين أصبحت هناك أخطار من بقاء تلك الأحياء العشوائية على حالها وفي مقدمتها أخطار أمنية يجب معالجتها من الجذور بمشروع متكامل يتجاوز فكرة تطوير أحياء إلى إحداث نقلة نوعية وفي جميع جوانب حياة سكان تلك الأحياءالتي تحسب - شئنا أم أبينا - على مدينة ليس لها مثيل وهي العاصمة المقدسة مكة المكرمة. لقد تجول أمير منطقة مكة المكرمة مع المسؤولين المختصين في مكة المكرمة ووقف الجميع على أوضاع تلك الأحياء، حيث يتم تنفيذ المشروع، فمكة المكرمة - كما يقول أميرها - يجب أن تمثل للمسلمين نموذجا حضاريا في المكان والإنسان، وقد أكد أننا نتعامل مع ضيوف الرحمن، وهذا يعطي الأهمية القصوى لمشاريع مكة المكرمة، حيث يجب العمل السريع والدؤوب لتغيير أحوال سكان أحيائها العشوائية في جميع المجالات. إن كلمات أمير مكة المكرمة تعكس توجها واضحا نحو إيجاد الحلول الشاملة لعشوائيات مكة المكرمة، فهناك مقيمون منذ سنوات، ويرى الأمير أنه يجب تصحيح أوضاع إقامتهم لتكون شرعية كسائر المقيمين في المملكة وخصوصا في تلك الأحياء التي هي في مقدمة مشروع التطوير وهي أحياء الزهور والخالدية والنكاسة والشراشف والكدوة، وهي أحياء تندرج في مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية الذي وافق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2008 وتم تشكيل لجنة عليا له برئاسة ولي العهد. إن الجدول الزمني لمشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية يسير وفق خطوات محددة وتشارك فيه ثماني وزارات حكومية ذات علاقة مباشرة، وهو الآن في المرحلة الأولى وهي أعمال المسح الميداني، ثم مرحلة السكن البديل لسكان تلك الأحياء، ثم مرحلة التثمين ونزع الملكية، فالهدم والإعمار وفق مخططات حديثة تضع في الاعتبار متطلبات البنية التحتية التي تتحمل الدولة تكلفتها والمساهمة في تمويلها عبر الصناديق الاستثمارية والحكومية، مع إتاحة الفرصة للقطاع الخاص للاستثمار في هذا المشروع الذي يمكن وصفه بأنه وطني يركز على أقدس المدن. إن ظاهرة تخلف بعض المقيمين أدت إلى نشوء مشكلات اقتصادية واجتماعية وأمنية تؤثر سلبا في جوانب الحياة للمواطنين وحتى للمقيمين بصفة مشروعة، وإن من المؤمل أن يتوقف تصاعد هذه الظاهرة وخصوصا في مكة المكرمة، حيث يفضل البعض العيش والحياة، بل إن معظمهم قد قدم للعيش فيها وتملك أحواشا مخالفة، والنازحون إليها تكاثرت أعدادهم التي أضحت في تزايد وباتت تثير تساؤلات اقتصادية حول مدى تأثيرهم على فرص العمل. ولأن منشأ القضية مخالفة أنظمة الإقامة والعمل فإن الحل سيكون عمليا متى تمت السيطرة على التخلف ومعالجته باعتباره تحديا داخليا مستمرا، ولن يتوقف مع مرور الأيام والسنين، فعوامل الجذب قوية وذات طابع معيشي واقتصادي وتشجع على الإقامة غير الشرعية وتولد الفقر والبطالة وتؤدي إلى تدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن السلبيات البالغة الخطورة على الأمن الاجتماعي ومعدلات الجريمة، ولذا فإن هذا المشروع له أكثر من جانب تنموي، كما أن له طابعا إنسانيا، فهو يحل مشكلة إقامة شريحة من غير المقيمين بصورة نظامية ويدمجهم في المجتمع تحت مظلة قانونية مقبولة من الدولة.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
639637النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6718الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالمساكن الشعبية
المساكن العشوائية
المشروعات البلدية
جوازات السفر - قوانين وتشريعات
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
تاريخ النشر
20120303الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية