الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
السعودة توجه الجميع لكن ...
التاريخ
11-6-2006التاريخ الهجرى
14270515المؤلف
الخلاصة
شدتني تلك الرسالة التي وجهها أخي الدكتور إبراهيم العقيل إلى وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم، التي حمَّلها لبريد الجزيرة.. وشهادة حق فالرسالة جامعة مانعة تحكي معاناة من حمل الوطن في قلبه يحميه ويدفع عنه الضر ويأخذ بيده، ومع أن أخي صاحب الرسالة كتب بأسلوب أدبي رشيق مؤثر مدعم بالحقائق إلا أنني أرى أنه عالج مشكلة قائمة ولم يعط لأسباب المشكلة الحظ الأوفر، فالتعليم ذاك الهمّ الذي أرّق المرحوم المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود الذي كان يؤمن بأن دولة لا تقوم على العِلمِ دولةٌ قاصرة، لذا كان التعليم شغله الشاغل حيث أمر بوضع حجر الأساس لبنى التعليم، وقد كان ما كان من افتتاح المدارس والمعاهد والكليات، وكم كان المؤسس ثاقب النظرة بعيدها حين رأى أن التعليم يجب أن يبدأ بمكافحة الأمية فاعتمد المدارس الليلية ليقضي على شبح مخيف وحاجز منيع في سبيل تقدم الأمة، وبهمة الرجال المخلصين تقلصت نسبة الجهالة والأمية، حتى إن بعض من تتلمذوا في هذه المدارس واصلوا تعليمهم والتحقوا بالجامعات ليتخرجوا منها يحملون أعلى المراتب العلمية، والمعاصر لحركة التعليم يشهد بذلك وهذا بحد ذاته نمط من أنماط السعودة المبكرة. إن هذه الأرض الولود التي أنجبت أفذاذ الرجال وعباقرة الكلمة لهي قادرة على الإنجاب في كل حين. تطور التعليم ووصل إلى طور متقدم ففكر البعض ممن يطمحون أن تصل أمتهم إلى مرتبة متقدمة بفتح المدارس الأهلية، وافتتاح هذه المدارس وإن كان الغرض منه استثماراً إلا أنه يُسجل لأصحاب هذا الاستثمار على أنه رافد من روافد التعليم، وقد رأى ولاة الأمر أن مثل هذا الأمر هو العضد والسند للتعليم الحكومي، لذا فقد لاقى تشجيعاً وسنداً ومؤازرة، ونجح التعليم الأهلي في مسيرته ولم يكن باباً تُجنى منه الأرباح فقط، بل حلقة من حلقات التعليم في بلادنا ولا أدلّ على ذلك من تلك النتائج التي يحققها أبناء هذه المدارس في شهادة الثانوية العامة. ولما كان البعض قد أزعجهم مثل هذا النجاح فقد أثار البعض منهم النقاشات الكثيرة والتشكيك حول قدرة هذه المدارس في النجاح مع أترابها المدارس الحكومية، وقد استجابت هذه المدارس مع قاعدة التوظيف والتوطين والسعودة، ومن خلال الإحصاءات فإن المدارس الأهلية من أكثر القطاعات التي سعت إلى تحقيق هذا التوجه بتوظيف أبناء الوطن والأخذ بأيديهم أو على الأقل تدريبهم ليكونوا لبنة قوية في صرح التعليم الحكومي. وانطلاقاً من مبدأ أن النجاح لا يتجزأ فإن أصحاب هذه المدارس والقائمين عليها يطمحون في تقديم أقصى التسهيلات للمضي قُدماً، فلماذا لا تُعامل المدارس الأهلية معاملة بقية المرافق والمؤسسات في الحصول على تأشيرات دون هذه التعقيدات؟.. كما أنني أتمنى على المسؤولين ترك الحرية لاختيار المنهج المناسب وزمن الحصة المناسب، وأتمنى لو لم تلزم المدارس الأهلية بمدير ربما يقف عائقاً في تفعيل برامجها. ومما يسترعي الانتباه والنظر هو أن ما يُطبق على المدارس الأهلية لا يُطبق على المدارس الحكومية، إذاً لماذا يُشترط على المدارس الأهلية الحصول على موافقة الجيران عند إنشاء المبنى أو استئجاره، ولا يُطلب ذلك من المدارس الحكومية؟!... طموحات خادم الحرمين الشريفين الداعم لمسيرة التعليم كبيرة، ويجب أن نكون على مستوى طموحات جلالته لنكون أوفياء لهذه اليد الحانية التي تربت على جسد كل واحد منا تعطيه الأمن والأمان والاطمئنان على مستقبل واعد - بإذن الله -. والله من وراء القصد.
الرابط
السعودة توجه الجميع لكن ...المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
641909النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
12309المؤلف
عبدالله بن حسن العمرانيتاريخ النشر
20060611الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية