الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اتفاق السودان وتشاد والتضامن الإسلامي
الخلاصة
اتفاق المصالحة بين السودان وتشاد والذي يعلن إنهاء صراع دام طويلا بين بلدين شقيقين وتأزم أكثر في السنوات القليلة الماضية وتحديدا منذ عام 2004م، يكشف عن الدور السعودي الإيجابي في رأب الصدع وإنهاء الخلافات بين الدول الإسلامية، وهو يأتي ضمن إطار السياسة الخارجية التي تتبناها السعودية في نشر السلام وإطفاء نار الفتنة بين الأشقاء على امتداد الأمة الإسلامية. والسعودية قد تكون مؤهلة أكثر من غيرها في لعب دور الوسيط في النزاعات العربية – العربية، والعربية - الأجنبية، ذلك إن السعودية ومنذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز - يرحمه الله - وهي تسعى دائما إلى تحقيق التضامن الإسلامي، بل إن التضامن الإسلامي يشكل حجر الزاوية ومبدأ أساسياً في علاقاتها الخارجية، وهناك إيمان راسخ في السعودية على الصعيدين الرسمي والشعبي بأهمية الأخوة الإسلامية قولا وعملا، انطلاقا من ثقافتها الإسلامية المتجذرة في وجدان المجتمع السعودي. لقد أثبتت الوقائع التاريخية أن السعودية لها اليد الطولى في دعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتأييدها. والسعودية التي تبادر بحل القضايا والنزاعات همها تخفيف جراحات الأمة، وقف مسلسل المآسي، والالتفات إلى التنمية الاقتصادية، ورفع مستوى معيشة المواطن، وإعادة الأمة إلى سابق عهدها في عزة وكرامة وقوة ومنعة. إن السعودية لا تقصد من مبادرتها، كما يفعل البعض، الاستهلاك السياسي والتطبيل الإعلامي وإنما جهود حقيقية ومقاصد نبيلة وقيادة برؤية واضحة تنقل الأمة إلى مستويات أعلى من التحضر واللحمة والتماسك. ولا أدل على ذلك من هذا الاتفاق التاريخي بين السودان وتشاد، فالبلدان بعيدان جغرافيا ولا يمثلان شريكاً اقتصادياً قوياً ولا مصالح سياسية. فلماذا تسعى السعودية لعقد مثل هذا الصلح؟ الجواب ببساطة حرصها على التضامن الإسلامي وتحصين الأمة بكاملها من النزاعات التي تضعفها وتكون مدخلا لتغلغل الأعداء. وفي غمرة الحديث عن المبادرة السعودية والنجاح الذي تحقق في إبرام الاتفاق بين السودان وتشاد يلزم التذكير بالعنصر الأساسي والسبب الرئيس وراء إبرام الاتفاق ألا وهو حنكة ودراية والنيّات الحسنة للملك عبد الله وأسلوبه البرجماتي في معالجة القضايا والتعامل مع المهمات الصعبة مباشرة دون تعقيد وإطالة في الإجراءات والخطابات التي تضيع الوقت ولا طائل من ورائها. ستظل السعودية حاملة لواء التضامن الإسلامي، خاصة في الوقت الصعب الذي تمر به الأمة. إنه قدر السعودية أن تكون في مركز القيادة وقدر السعوديين أن هيّأ الله لهم قيادة رشيدة تطبق الشرع وبه تعدل، وهذا هو التميُّز السعودي والسبب الحقيقي وراء قوتها السياسية والاقتصادية.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
643529النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
4955الموضوعات
التضامن الإسلاميالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
تاريخ النشر
20070506الدول - الاماكن
السعوديةالسودان
العالم الاسلامي
العالم العربي
تشاد
أنجامينا - تشاد
الخرطوم - السودان
الرياض - السعودية