الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حوار الذات... ومنطق التاريخ
الخلاصة
لعل تشخيص خادم الحرمين الشريفين لواقع الأمة المعاصر، وحاجتها للحوار مع نفسها، يبقى الأهم في المرحلة الراهنة التي تداعت علينا فيها الكثير من السلبيات، وجعلت من الضروري للغاية بدء أكبر عملية للتصالح مع الذات، لاستعادة التوازن النفسي ومن ثم الفكري، بدلاً مما يجري من هذيان ملحوظ يدور بنا جميعاً في دائرة الفراغ. الحوار مع الآخر، بإشكالياته ومشاكله، بتراكماته ونتائجه، مهم جداً، من أجل بناء قاعدة عريضة للتواصل الإنساني، والتعايش السلمي بعيداً عن ملامح التطرف والتكفير والنبذ والإقصاء، والحوار مع الذات ضمن إطار المكاشفة والشفافية والتصارح خطوة أولى لتحقيق ذلك. ولأن التاريخ يرفض قطعاً منطق الـ»لو» فإننا يجب أن ننظر مثلاً لنتائج الانتقال من حالة تعبئة الحوار مع الذات، كمجرد حالة متفردة، إلى إطارها الطبيعي الذي يسمح بإدارة العملية بشكلها الصحيح والصحي، والذي ينقي الأجواء عبر الفهم المتبادل، وليس عبر الاحتكام لسياسات إقصائية أو انتقائية، تفرز قوى المجتمع الفكرية وتصنفها وفق الأهواء لا وفق نظرية الاختيار الطبيعي.. وبالتالي تعطي الضمانات للتغيير السلمي الذي يحافظ على القوام المجتمعي بكافة شرائحه ونسيجه، لا أن يدمره. فالسوفييت بقيادة زعيمهم الأسبق جورباتشوف، نجحوا في التحول بسرعة كبيرة من نهج البريسترويكا (الإصلاح وإعادة البناء) إلى نهج الغلاسنوست (التوجه نحو الديمقراطية) إلا أن خطأهم الفادح هو استعجال النتائج، لتنتهي الإمبراطورية العتيدة بأسرع من البرق، رغم أن جورباتشوف نفسه ربما كان ، أقدر السياسيين ـ غير الأمريكيين ـ على تحسس «عقدة المنتصر» التي يأخذ على الولايات المتحدة إصابتها بعوارضها منذ انهيار الإمبراطورية السوفييتية، لأنه الشاهد الرئيسي على نشوء هذه العقدة وربما المساهم الأول في تغذيتها عبر دوره في التصفية. وهنا، تكون دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار مع الذات، للبناء، وليست لتصفية الحسابات، النقد المنهجي، وليس الانتقاد العشوائي، استخلاص عبر التاريخ، لا تكرار النماذج المأساوية واجترارها.. هنا فقط يمكننا كأمة الوقوف على قدمين دون أن نترنح يساراً أو يميناً، ودون أن نسقط أرضاً بالضربة القاضية.
الرابط
حوار الذات... ومنطق التاريخالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
649272النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
12963تاريخ النشر
20081211الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة