الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
صَانعٌ المستقبل ..!
التاريخ
2013-04-12التاريخ الهجرى
14340602المؤلف
الخلاصة
يقف على متر من ظلّ.. لكن ضوءه يتجاوز المسافات ويبذر العطاء في الأراضي الجدباء فيحيلها اخضراراً من نور! هو رجل هادىء رصين رزين حكيم خلوق متواضع بسيط وإنسان يشبه السلام: نهارٌ أليفٌ خفيفٌ الخطى لا يسيء إلى أحد! إنه «خالد بن عبدالله» هكذا مجرداً من ألقابه. وإذ نحتفي به اليوم، فلأن غرسه الجميل بدأ يثمر وتظهر براعمه الندية، فله المباركة أولاً بإنجاز الفريق الأولمبي للنادي الأهلي ومحافظته على لقب الدوري للسنة الثانية على التوالي.. وهو مؤشر على استمرار الأهلي وبقائه ملكاً للكرة الجميلة في بلادي وملكاً للأناقة والحضارة والثقافة والرؤية الصحيحة في الوسط الرياضي العليل! وليس غريباً ولاعجيباً أن يكون الأهلي كذلك لأن من يقوده، قبل أن يكون ابن ملك، هو رجل (جنتلمان) تجمعت فيه كل القيم النبيلة من حكمة وخير وجمال وفروسية وأدب وأخلاق. هو مهندس وصانع هذه الانتصارات بخبرته وحنكته وصبره على رعاية حقله وتعهده بالسقاية والمتابعة إلى أن أخرج البلد الطيب نباته بإذن ربه.. وخالد بن عبدالله يصح أن نطلق عليه لقب صانعُ المستقبل بامتياز وصانع المطر أيضاً وزارع الغد الأخضر الجميل ليس للنادي الأهلي وحسب بل لوطن يسكنه البياض وتزينه الخضرة الراقية! إن النادي الأهلي كما كان مضاءً بمصابيح الكهرباء كان أيضاً «منورة» رياضية تتدلى من عليائها قناديل النقاش والفكر والمعرفة والتعدد لتسيل نوراً حضارياً يمحو عتمات التعصب والأمية الرياضية وتخلف فرض الرأي الواحد الأوحد!، وكيف لا يكون لـِ»لأهلي» ذلك وسيد النور ومنبعه الرقيق الرفيق هناك، الأمير المنير المستنير خالد بن عبدالله بن عبد العزيز، الذي أسس الأهلي الجديد ليكون نواة المستقبل الكروي السعودي، ولم تكن كل خطواته بدءاً إنشاء الأكاديمية المحترفة قبل ثماني أو تسع سنوات ثم أتبعها بتأسيسه مركز الأمير عبدالله الفيصل للناشئين والشباب، كل ذلك لم يكن عبثاً أي لم يكن إنشاؤه للبهرجة والتباهي، فهذا ليس نهج «أبي فيصل» ولا أسلوبه، إنما ما يحدث من خطوات عملية احترافية في الأهلي، هو نتاج فكر رياضي متقدم ينمو في الظل ويتكون في الهامش حيث سكون وصمت الأمير وطمأنينته الواثقة، وبعد أن تتشكل فكرته الخلاقة وتختمر في ذهنه يلقي بها في الواجهة عملاً واضحاً يتحدث عن نفسه ويسير بتدرج وفق منطق المشي بهدوء وتأن خطوة خطوة نحو تحقيق أهدافه الكبيرة وهو ما بدأ يتحقق الآن، وقد شرحتُ من قبل كيف سيجد برعم المؤسسة الرياضية الشاهقة «أكاديمية النادي الأهلي» بعد أن ينتهي من برنامج الأكاديمية ويترقى إلى درجة الناشئين سيجد مؤسسة أخرى على ذات المواصفات والمقاييس العلمية الرياضية الكروية المقننة تكون حاضنة لإكمال برنامج تنميته رياضياً وكروياً وفكرياً. وما فعله الأمير خالد في الأهلي، وتحديداً الأكاديمية ومركز الفئات السنية، يمثل نقلة رياضية نوعية كبرى وإنجازاً تنموياً مضيئاً يضاف إلى الإنجازات التي تحققت في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، ففضلاً عن كونها، أي أكاديمية النادي الأهلي، تُعد استثماراً حقيقياً يستهدف الإنسان أولاً بخلق جيل جديد يرتكز على الموهبة والوعي معاً ما سيضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة التي تعطي مجال الرياضة والشباب ورعاية المواهب الكروية اهتماماً خاصاً، بعد الآثار المبدئية الملموسة لتجربة الأمير خالد في مشروعه الكبير الذي من المنتظر مستقبلاً أن يقود عديداً من جوانب التنمية الرياضية والكروية في المملكة كما قادت أكاديميات رياضية عالمية تنمية مجتمعاتها في هذا الجانب وأثرت في تقدم أندية ولاعبين خدموا بلدانهم ورفعوا اسمها عالياً بموهبتهم وعقليتهم أيضاً حين أدركوا أن الرياضة فن وسلوك وقيم وحضارة وذات تأثير كبير قد تصنع الفارق في إحداث التغيير الإيجابي على مستويات عدة ومتنوعة.
المصدر-الناشر
صحيفة الشرقرقم التسجيلة
649726النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
495الهيئات
نادي الاهلي - السعوديةالمؤلف
علي مكيتاريخ النشر
20130412الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية