علاج المريض أو عدم علاجه بيد اللجنة الطبية
الخلاصة
علاج المريض أو عدم علاجه بيد اللجنة الطبيةأصدر المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي في دورته الحادية والعشرين، التي عقدت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله، خمسة قرارات وثلاثة بيانات في الشأن الإسلامي. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن المجمع اعتمد في بيانه الختامي الكلمة التي وجهها الملك المفدى في افتتاح الدورة وثيقة عمل، مضيفا أن قرارات المجمع 5 تتضمن فتاوى العلماء والفقهاء بشأن: زكاة الدائن للدين الاستثماري المؤجل، مدة انتظار المفقود، تزويج الصغيرات، أكثر مدة الحمل، حقوق الولي فيما يتعلق بمرض المولى عليه. وأفاد أن المجمع أصدر إيضاحا بشأن قرار سابق حول مواقيت الصلاة في البلدان الواقعة ما بين خطي عرض 48 و 68 شمالا وجنوبا، مضيفا أن القرار الأول حول زكاة الدائن للدين الاستثماري المؤجل أوضح أنه لا تجب الزكاة في الدين المؤجل غير المرجو سداده؛ لأي سبب كان، كالدين على المفلس أو المماطل أو الجاحد، ونص على أنه تجب الزكاة في الديون الاستثمارية المؤجلة المرجو سدادها كل حول قمري، كالديون الحالة تماما. وأشار إلى أن القرار الثاني تضمن مدة انتظار المفقود، وأوضح أن ينتظر في المفقود، فلا يحكم بموته حتى يثبت ما يؤكد حاله من موت أو حياة، ويترك تحديد المدة التي تنتظر للمفقود للقاضي، بحيث لا تقل عن سنة ولا تزيد على أربع سنوات من تاريخ فقده. أما القرار الثالث حول تزويج الصغيرات فقد تبين أن الموضوع بحاجة إلى مزيد من البحث، وتضمن القرار الرابع موضوع أكثر مدة الحمل حيث قرر المجمع: أولا: أكثر مدة حمل سنة من تاريخ الفرقة بين الزوجين لإستيعاب إحتمال ما يقع من الخطأ في حساب الحمل. ثانيا: أي ادعاء بحمل يزيد على السنة يحال إلى القاضي للبت فيه مستعينا بلجنة شرعية طبية. وأوضح أن القرار الخامس حدد حق الولي فيما يتعلق بمرض المولى عليه، حيث نظر المجمع حقه في الأذن بعلاجه أو إجراء جراحة علاجية له إن كان المولى عليه لا يستقل بأمر نفسه، أو كان في حالة يتعذر معها الحصول على إذنه، وبعد الاستماع إلى الأبحاث المقدمة والمداولات والمناقشات واستصحاب الأصول الشرعية والقواعد المرعية، ومنها أولا: أن الأصل عدم إجراء عمل طبي على بدن إنسان إلا بعد الإذن فيه منه أو من وليه إذا أمكن حضوره، فإن لم يمكن انتقلت الولاية إلى من يليه، وثانيا: أن الأصل أن الولي إنما يتصرف بما فيه المصلحة للمولى عليه، وبناء على ذلك قرر المجمع ما يلي: أولا: يجب على ولي المريض أن يأذن بالإجراء الطبي، إذا كان فيه مصلحة راجحة للمريض. ثانيا: إذا كانت حالة المريض المولى عليه لا تحتمل التأخير، وكانت حياته في خطر، أو تفضي إلى تلف عضو من أعضائه، أو فوات منفعة هذا العضو، فلا يتوقف علاجه أو مداواته على إذنه، أو إذن الولي عليه. ثالثا: لا يجوز لولي المريض أن يأذن بعمل طبي، أو جراحي فيه ضرر على المريض المولى عليه، فإن أصر الولي على الإذن بما فيه ضرر للمولى عليه، أو امتنع عن الإذن بما فيه مصلحة راجحة انتقلت الولاية لمن بعده في ترتيب الأولياء. رابعا: الذي يقرر الحاجة إلى العلاج، أو الجراحة، أو عدمها للمريض، هي لجنة طبية متخصصة مأمونة. وبين التركي أن المجمع الفقهي الإسلامي أصدر بيانا ختاميا أعرب فيه عن اعتزازه باهتمام خادم الحرمين الشريفين ــ أيده الله ــ بالمجمع وبرابطة العالم الإسلامي، وببرامجها ومناشطها فيما يخدم الإسلام وثقافته ومتابعتها لشؤون المسلمين. وأضاف أن المجمع الفقهي دعا الأمة إلى التمعن في تحذير خادم الحرمين الشريفين من خطورة الفتن على كيان الأمة ووحدتها، لما تسببه من شق صف المسلمين وتكفيرهم واستثارة مشاعرهم الطائفية وإحداث الصدام بينهم واستباحة دمائهم، مضيفا أن المجمع الفقهي الإسلامي إذ يعتز بغيرة خادم الحرمين الشريفين على الإسلام وحرصه في كلمته على وقاية المجتمعات الإسلامية من الفتن، فإنه يدعو رابطة العالم الإسلامي إلى وضع برنامج لتنفيذ مضامين هذه الكلمة يتضمن: أولا: مواصلة جهودها في إشاعة ثقافة وسطية الإسلام التي تحقق التوازن بين الثوابت والمتغيرات، وتحمي المجتمع المسلم من الغلو والتطرف ومن فتنة التكفير والدعوات الطائفية، ثانيا: مواصلة تعريف أمم العالم بمبادئ الإسلام العظيمة وبوسطيته وعدالته ومرونته وحرصه على أمن الناس وسلامتهم وأنه صالح لكل زمان ومكان، ثالثا: عقد مؤتمر إسلامي عالمي حول التضامن الإسلامي يعالج الفرقة بين المسلمين ويتصدى للدعوات الطائفية، رابعا: مواصلة عقد الندوات والمؤتمرات التي تسهم في تمسك الأمة بدينها والعمل به في حياتها متعاونة متضامنة في علاج مشكلاتها والتصدي للتحديات التي تواجه شعوبها.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
650646النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
16914الموضوعات
اقتصاديات الزكاةالاسلام
الجمعيات الدينية
الهيئات
رابطة العالم الاسلامىتاريخ النشر
20121217الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية