الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الدفاع المدني.. حق الفخر.. والتحية
التاريخ
2013-05-10التاريخ الهجرى
14340630المؤلف
الخلاصة
كان الدفاع المدني ورجاله وضباطه، في الأسبوع الماضي، هم «الأبطال» الذين خاضوا المعركة مع السيول، بكل أخطارها، وأدوا مهماتهم، ليس إلى حد يشبه الكمال فقط، وإنما بـ«إبداع» وتفانٍ إلى درجة أن الدفاع المدني قد ألجم حجراً للألسن وللأقلام التي تتقصد السوء ويثور عويلها على أي أخطاء، مهما كانت صغيرة وعابرة، خاصة في أعمال وزارة الداخلية، فتنوح وتتصايح وتضخم وتبالغ وتحيي حفلات «الزار» السوداوية الصاخبة. ولم تستطع الألسن «اللعلاعة العوالة النواحة» أن تنال من الدفاع المدني بأي مثلب، في وقت عصيب وقابل لأن تحدث فيه أخطاء متنوعة. وهذا بحد ذاته شهادة لهذه القوات التي نفخر بأدائها.ولو لم يكن الدفاع المدني على أهبة عالية من الاستعداد المهني المتقن، لكانت أعداد الغرقى مئات، ولكانت الخسائر قد تضاعفت مرات عديدة، ولما سلم جندي ولا ضابط ولا إدارة في الدفاع المدني من لسع الألسن المسمومة التي «لله في الله»، وكما مسخها الله، لا ترى إلا الأخطاء، وتعمى عن الإنجازات، وتلهج بسوداوية لو نشرت في فجاج الأرض لأطفأت أنوار الدنيا، ولعم الظلام.وهذا الأداء العالي الذي شهدناه للدفاع المدني، قطعاً، لم يحدث صدفة، ولم ينتج بقرار آني، وإنما هو تراكم لخبرات حية ولثقافة مهنية تتواصل وتنمو وتتألق.وهذا المستوى من الأداء لا يختص بفرد أو ضابط أو مدير أو وزير، وإنما كل هؤلاء شاركوا في تشكيل هذا النجاح الباهر. ولو اختص به فرد أو ضابط أو مدير لنجح في مكان، ولأخفق في أماكن أخرى، لهذا يحق لكل فرد وضابط ومدير في الدفاع المدني للمدير العام، ولوزير الداخلية، أن يفخروا بانجازهم المميز المتفرد.. وحقت علينا تحيتهم.ولم يكن هذا النجاح بعيداً عن بصر وضمير خادم الحرمين الشريفين، الذي أجزم أنه هو أكثر الناس اهتماماً وقلقاً ومتابعة، إذ أمر بمكافأة راتب شهر لرجال الدفاع المدني. ولو كان لي رأي لاقترحت أن يكافأوا شهوراً أخرى. لأنهم ساهموا في حماية أرواح وأبدوا، في معركة السيول، روحاً قتالية فدائية منضبطة ومخلصة. وليس أكثر من هذا ولاء للوطن وإخلاصا للمهمة وخدمة للمجتمع. ويتعين أن يتخذ منظرو الإدارة من أداء الدفاع المدني في الاسبوع الماضي مثالاً على الكيفية التي تتراكم فيها الخبرات الحية عناقاً لروح الإخلاص والتفاني فتصوغ عبقرية مهنية.ومن الواجب أن يهرع اساتذة الإدارة كي يطلبوا من إدارة الدفاع المدني عرض خبراتها الإدارية وإدارتها لـ«الأزمات» لتقديم مشهد من إدارة حية ناجحة على الطبيعة، ومن الميدان، لطلاب الإدارة و اساتذتها. وترنثرت آهاتها في عبق واحات وفياف.. وومض مواعيد..بثت وهجها في المدى.. إذ خطاها تجاوز حصى ووهاداً..لا رياح الشمال، ولا البيد تدنو..إذ الحداة يشدون بعناء المسافة والعشي..
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
658162النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14574الهيئات
وزارة الداخلية - السعوديةالمؤلف
مطلق العنزيتاريخ النشر
20130510الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية