الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الحصين: التوسعة الأعظم بمرة ونصف
الخلاصة
الحصين: التوسعة الأعظم بمرة ونصف قال الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه شعيب «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله» ربطت الآية بين إرادة الإصلاح وتوفيق الله والمرجو أن عادة الله الجميلة مع خادم الحرمين الشريفين التوفيق للأعمال الصالحة النافعة ثم التوفيق لتهيئة أسبابها وتيسير وسائلها وتذليل صعابها ونصوص الآثار وقراءة التاريخ تدل على أن مثل هذه الألوان والفضائل من التوفيق أن ما يأتي ذلك بصلاح النية والشفقة على الرعية والحرص على الصالح العام وحمايته، الصفة المشتركة بين هذه المشروعات التي يحتفى بتدشينها الليلة التوفيق لها ثم التوفيق بوجود القدرة المادية على تنفيذها وهذه القدرة لم تكن متوقعة ولا مخططا لها وإنما كانت بفضل الله وإذا أخذنا نموذجا لهذه المشاريع نأخذ نموذج المشروع العظيم توسعة الحرم الشريف التي تعتبر ليست أعظم من أي توسعة جرت في التاريخ فقط بل هي أعظم من مجموعات التوسعات التي وجدت في التاريخ بل أعظم منها مرة ونصف.وعندما نساير حركة هذا المشروع نعرف أنه في البداية قدمت التصاميم الأولى والتي كانت على نسق التوسعات السابقة بل كانت مستنسخة للتصميم الذي وضع قبل خمسين عاما ورأى حفظه الله بثاقب بصيرته أن مدة خمسين سنة وجدت فيها ثورة من التراكم المعرفي والتقدم في التقنيات وتطور في الأفكار في مجال العمارة ورأى الانتفاع بكل هذه الأمور في هذا المشروع ووجه بتشكيل فريق فني من أفاضل أساتذة العمارة والإنشاء في جامعات المملكة، هذا الفريق خلال مدة قصيرة تمكن من جمع كم هائل من المعلومات واطلع على كل التقنيات واتصل بأكثر المراكز تقدما واستقطب مجموعة كبيرة من اقتراحات التصاميم من جامعات المملكة ومن كبار المكاتب الهندسية فيها ومن كبار المكاتب الهندسية في العالم، وكان التصميم الذي وصل إليه الفريق تصميما لا نسبة بينه وبين التصميم الذي وضع أولا فحرص الفريق على سبيل المثال من ناحية الانتفاع بالأفكار الحديثة في العمارة على الترسيخ والأخذ بأعلى معايير الاستدامة وصداقة المشروع للبيئة ونعلم أن الاستدامة صداقة المشروع للبيئة في هذا العصر هو قضية العصر ويتجه اهتمام العالم وتوضع له أوزان رقمية عالية عند تقييم المشروعات بالإضافة إلى ذلك راعى أعلى معايير السلامة.ومن ناحية أخرى ابتكر الفريق حلولا ذكية للإدارة والتشغيل والصيانة وإدارة الحشود بما لم يسبق له مثيل سابق في الدنيا والنتيجة التي انتهى إليها الفريق الفرق الهائل بينها وبين الأفكار الأولى التي كانت قد قدمت وهو فرق هائل لم يكن يتوقعه أحد ولم يتوقعه حتى الفريق نفسه ولا شك أن هذا كله من توفيق الله والفريق نفسه والمرجو إذا تم تنفيذ هذا المشروع بالتطابق مع التصميم الذي انتهت إليه اللجنة الفنية أن نحافظ على الأفكار التي حرص الفريق الفني على ترسيخها على هذا المشروع فإن ذلك بحول الله سوف يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين بأن يكون هذا المشروع موضع فخر المسلمين.في هذه المناسبة نتذكر أمير المؤمنين الأمير الراشد الملهم بتوسعة الحرم بأول توسعة في التاريخ وندعو الله أن يرحمه وأن يجزيه عن الإسلام أفضل الجزاء هو ومن اتبعوه في هذه السنة الحسنة من أمراء الإسلام والملوك وندعو الله أن يديم على خادم الحرمين الشريفين توفيقه وتسديده وأن يكون له الفرح والسرور يوم الفزع الأكبر عندما يرى هذه المشاريع ثقيلة في موازين حسناته وعظيمة في الباقيات الصالحات.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
658221النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
16429تاريخ النشر
20110820الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية