الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأنظار على القمة والأيدي على القلوب !
التاريخ
2007-03-19التاريخ الهجرى
14280229المؤلف
الخلاصة
الأنظار على القمة والأيدي على القلوب! عرفان نظام الدين الحياة - 18/03/07// من المهم جداً والضروري والملح ان تُعقد القمة العربية في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة والمنطقة في شكل عام وسط بحار من الأزمات والحروب والمؤامرات الجاهزة والملفات المتفجرة والمخاطر المحيطة بها من كل حدب وصوب. والأهم ان تُعقد هذه القمة في الوقت المناسب والمكان المناسب، أي في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية لما تتمتع به من وزن عربي وإسلامي وعالمي وصدقية في التعامل مع الأحداث وإيجابية في تعاطيها مع الفرقاء ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع، والحكمة في معالجة الأزمات ومواجهة الملمات واجتراح الحلول وسحب صواعق التفجير. ومن يتعمق في السياسة السعودية ويفهم أبعاد تحركاتها المتأنية وخطواتها المدروسة يدرك جيداً ان إقدامها على تبني هذا المركب الصعب، أي عقد القمة في عاصمتها وسط توالي العواصف وتلبد الأجواء العربية والإقليمية والدولية لا تفسير له إلا إصرارها على مواجهة التحديات وعزمها على إيجاد الحلول الناجعة وتحقيق الوفاق العربي وتأمين الأرضية الصالحة لاستعادة القرار الإقليمي الى ايدي العرب وإعادة بناء التضامن العربي على أسس سليمة تقوم على المصارحة والمصالحة. وأكبر دليل على هذا التوجه جاء من قرار السعودية المفاجئ باستضافة القمة بعد استكمال الخطوات اللازمة لإقامة المقر الدائم للقمم العربية في شرم الشيخ تنفيذاً لقرار سابق دعت السعودية نفسها الى تبنيه بصفتها رئيسة القمة لهذا العام بهدف رفع الإحراج عن جميع الدول العربية في تحمل مسؤولية انتقال القمم من دولة الى دولة كل عام. هذا التبديل المفاجئ في موقع الانعقاد لا يمكن تفسيره وفهم معانيه إلا من زاوية الحرص على النجاح والإصرار على حسم الأمور والبحث عن حلول تحت مظلة واحدة تحمل لافتة واضحة وهي: الفشل ممنوع، ومعها لافتة أخرى تحمل تحذيراً حاسماً من ان النجاح هو صمام الأمان وطوق النجاة للجميع، وأن الفشل، لا سمح الله، لا نهاية له سوى غرق المركب بمن حمل من دون أي استثناء، فالوضع الراهن لا يحتمل تأجيلاً ولا تسويفاً، والمخاطر لا تواجه إلا بوحدة الكلمة والموقف والقرار. ومن يعرف الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويتابع مواقفه العربية والإسلامية الصريحة والواضحة وحرصه على التضامن والوحدة ونصرة الحق يحدوه الأمل الكبير بنجاح هذه القمة ويتفاءل خيراً بعقدها برئاسته لما يتمتع به من شفافية وصدقية، وما يحظى به من احترام وتقدير لدى الملوك والرؤساء العرب والشعوب العربية والإسلامية وعلى المستوى الدولي العام. ولا شك في ان نجاح القمة حتى لو كان جزئياً سيمهد الطريق لاستعادة الدور والقرار وسد الفراغ الكبير الناجم عن توالي الأحداث والنكبات والأزمات واستمرار حال التشرذم والفرقة والانقسام بين الدول والشعوب العربية واتساع هوة الضياع والارتباك في العمل العربي الموحد وعلى صعيد السياسات العربية الفردية و «الانفرادية»! كما ان الخطوات الإيجابية والمبادرات الخيرة لإزالة العقد وحلحلة الأزمات اعادت الأمل الى قلوب المواطنين العرب ليس في فلسطين والعراق ولبنان فحسب بل في شتى الأقطار العربية، لأن النيران العظمى تأتي من مطلق الشرر، وأي انتشار لها سيمتد لهيبه الى المنطقة بأسرها ليحرق الأخضر واليابس فيها، فالخطب جلل والتهديد جدي والفتن النائمة يجري إيقاظها... ولم يعد هناك أي سبيل امام العرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سوى العودة الى الحوار والمصارحة والمصالحة وصولاً الى مواقف حاسمة وحلول جذرية ووفاق جدي على مختلف القضايا المطروحة والملفات الملتهبة. وتتزايد مساحة الأمل اتساعاً عندما نعود الى الوراء قليلاً لندرك ان انجازات المملكة في هذا المجال خير شاهد على قدرتها على اجتراح الحلول وسد الثغرات وملء الفراغ والتوصل الى حلول والوصول الى نهايات سريعة وسعيدة للحروب والأزمات، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر: اتفاق الطائف الذي أنهى حرباً دامية استمرت 15 عاماً في لبنان، ومبادرات السلام العربية - مبادرة الملك فهد رحمه الله، ومبادرة الملك عبدالله، والمصالحة الجزائرية - المغربية، وميثاق مكة للمجاهدين الأفغان، واتفاق مكة للقوى والأحزاب العراقية، ومبادرات دعم القضايا العربية والإسلامية وصولاً الى اتفاق مكة الأخير لتحقيق الوفاق الفلسطيني وحقن دماء الفلسطينيين ونزع صاعق تفجير الحرب الأهلية بين حركتي «فتح» و «حماس»، ثم في الإنجاز الأخير بالنسبة الى لبنان والقضايا المصيرية الأخرى الذي تحقق في القمة الإيرانية - السعودية في الرياض. وعلى رغم كل هذه الآمال المعلقة على القمة العربية، ثم على الدور السعودي الفاعل والتصميم على النجاح من جانب القيادة السعودية، فإن الحذر واجب والقلق وارد، فالألغام المزروعة في طريق القمة اكثر من ان تعد وتحصى، والمصاعب جمة
المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
659004النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16054الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
الاسلحة النوويةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - ايران
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المؤلف
عرفان نظام الدينتاريخ النشر
20070319الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
العراق
ايران
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
بغداد - العراق
طهران - ايران