ولم تدق أجراس الفوضى !!
التاريخ
2011-03-14التاريخ الهجرى
14320409المؤلف
الخلاصة
يوم الجمعة الماضية كان اختباراً هائلاً صدَم من اعتقدوا بهشاشة القاعدة الشعبية لدينا، وجرها إلى مستنقع الإضرابات والتظاهرات والاعتصامات لأن وحدة الوطن رهان غير قابل لنقض عقده مهما كانت الأسباب، والقضية ليست انجراراً خلف من يحاولون تصدير مآزقهم السياسية والاقتصادية بأسماء مختلفة، وقد برهن المواطن أن وعيه حصانة من أي خداع خارجي.. فالإصلاحات تسير باتجاه موضوعي، ولا نقول إنها كاملة، لأن الزمن لا يُختزل بدقائق بحيث يتم إنجاز كل شيء في وقت واحد، ونحن أدرى بالمعوقات والإمكانات التي تجعلنا ندير أمورنا بالموقف الواحد، ولعل الصورة التي فاجأت كل من انتظر خروج المدن والقرى برفع الشعارات والمطالب، وقبول صحفيين أجانب يراقبون حركة الشارع أعطت درساً واضحاً بأننا لسنا من يتلقى الأوامر وتقليد الآخرين لدق أجراس الفوضى.. هناك حوارات داخلية على كل المستويات، ومعها رأي يتناول السلبيات والإيجابيات ولا ننسى، إذا كنا نريد رؤية الواقع بإنصاف، أن مجموع الإنفاق على مشاريع الدولة خلال الأربع سنوات الماضية يتجاوز ميزانيات كل الدول العربية الغنية والفقيرة، وأمنية العديد من العاملين من مختلف الأجناس الحصول على فرصة عمل في المملكة، والسؤال لماذا لم يتم خروج متظاهرين وطنيين أمام حملات منظمة من كل الجهات؟ والجواب أن المناعة جاءت من حصيلة تراكم وعي وطني شامل، ولعلنا نتذكر كيف واجهت الدولة والمواطنون تحرير الكويت لدرجة المقامرة بالأمن الوطني، لأن الحس العام مدرك لكل التبعات، ويأتي عدم التظاهر كرد مباشر لم تخلقه المخاوف، بل المصلحة العامة لأننا لسنا دولة بوليسية تدار بشبكات من المخبرين لسجن أي فرد على الظن. لنأخذ شخصية الملك عبدالله الذي تجاوز بإحساسه أسوار المدن والقرى وانفرد كشخصية عالمية، وكيف أنه قاد مشروع إصلاح غير مسبوق بتحديث كل شيء، ولايزال يسعى لكسر الجمود بين المؤسسات الأهلية والحكومية، ويكفي مشهد استقباله الذي فاق أي تلاحم شعبي مع قيادته، وهو سلوك تلقائي، أي أن قيادات هذا البلد تحظى بتلازم تام مع المواطنين، ونحن من يعرف ويقدر ويحلل أوضاعنا، فقد توحّد هذا الوطن بملحمة كبرى وسط أماني المصلحين العرب في ذلك الوقت، بأن يحصلوا على الحرية من الاستعمار، وتتصاعد الأماني إلى تضامن بين الأنظمة، بينما ما جرى في توحيد هذا الوطن يعتبر إعجازاً تاريخياً بكل المقاييس.. ثم إذا كان الجيل الراهن هو القارئ الأول عربياً ويفسر ذلك الإقبال غير المتناهي على معارض الكتب ودور النشر، فإنهم الأكثر اهتماماً بالتعاطي مع تقنيات العصر وتدفق معلوماته، بمعنى أن الوعي لم يأت فوقياً بتبشير أيدلوجي أو اعتساف للآراء بحيث تخدم وسائل الثقافة السلطة وحدها التي تسيّرها لمصلحتها، ومع أن الأثر والتأثير أصبح عالمياً من خلال القنوات المفتوحة إلا أننا لم نجد من يحجب المواقع، أو يوقف الهواتف، أو يعتم على القنوات الفضائية، بما فيها من استخدمت حرباً نفسية أقرب للسذاجة منها للواقعية، وبالتالي فإن أجمل الردود على التحامل أن تكون واعياً..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
660840النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
15603الموضوعات
السعودية - الأمن الوطنيالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - الاحوال السياسية
المجتمع السعودي
المؤلف
يوسف الكويليتتاريخ النشر
20110314الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية