الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأديان تحت مظلة الإنسانية
التاريخ
2008-11-13التاريخ الهجرى
14291115المؤلف
الخلاصة
جاءت جميع الأديان إلى هذا العالم من أجل الإنسان..هذا الكائن الوحيد الذي عمّر الأرض طوال التاريخ كما لم يفعل أي كائن آخر، إنه سلطانها الذي تحدى حتى طبيعتها واستطاع فرض تغييراته عليها.. لكنه عجز بكامل سلطانه عن فرض قوانينه على أخيه الإنسان، فعلى مر العصور حاول أن يتوحد مع أخيه تحت مظلة الدين بالدعوة أحياناً وبالقوة في أحيان أكثر، لكن الفشل كان مصيره الدائم.عام 722 ميلادية دخل العرب إلى الأندلس رافعين راية نشر الإسلام ، وأسسوا فيها الدولة تلو الدولة وخرجوا منها بشكل نهائي عام ىم، أي أنهم أمضوا قرابة 900 عام يحكمون تلك البلاد ويغرسون فيها ثقافتهم وقبلها الدين الإسلامي، تصوروا أن تسعة قرون من الحكم وتكريس الثقافة العربية القادمة من أعماق الصحراء لم تستطع أن تجعل من تلك البقعة الصغيرة في العالم بقعة إسلامية، فعند سقوط آخر حصون ملوك الطوائف خرج الإسلام منها الأندلس..!وبداية من عام 1099م بدأت أولى الحملات الصليبية في غزو البلاد العربية قاصدة بيت المقدس بقيادة جودفري أوف بويلون. واستطاعت هذه الحملة التي بلغ عدد المشتركين فيها 600 ألف مقاتل أن تدخل القدس وفي عام 1174م جاءت الحملة الصليبية الثانية بقيادة ملك فرنسا (لويس الرابع) وامبراطور ألمانيا (كونراد الثالث) ووصلت حتى دمشق دون أن تستطيع دخولها واستمرت الحملات تلو الحملات وتخللتها معركة حطين لكن الحملات لم تتوقف بعد وفاة البطل صلاح الدين الأيوبي واستمر حكم الصليبين لبعض مدن الشام حتى عام 1271م ، دون أن تستطيع كل تلك الحملات أن تغير هوية وانتماء وديانة أهل تلك المدن ودون أن يكون لأي دين مظلة تجمع كل سكان هذه الأرض من بني البشر، فالاختلاف هو الأصل ومحاولة تغيير الآخر بالقوة ليست سوى ضرب من الجنون، ولا يوجد أي وسيلة من الممكن أن تجمع البشر وتوحدهم كالحوار واحترام الآخر واتخاذ الإنسانية مظلة لجميع هؤلاء المختلفين، وهو ما لم يحدث على مر العصور لكنه أمر يحدث الآن أمام أعيننا بحكمة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين.إنني مؤمن تماماً بأن الدعوة للحوار التي وجهها خادم الحرمين الشريفين للعالم بأجمعه ولجميع الديانات هي الأهم من نوعها على مر التاريخ، وتأتي أهميتها من خصوصية المرحلة التاريخية التي نعيشها في زمن أسلحة الدمار الشامل والحروب المتتالية، والتمزق الشنيع في جسد الانسانية، بسبب الاختلاف الذي لن يتحول إلى وفاق إلا بالحوار الهادف إلى التعايش السلمي بين جميع البشر بجميع معتقداتهم وثقافاتهم وأعراقهم وطوائفهم تجمعهم في ذلك مظلة الإنسانية التي تعيد الإنسان إلى سلطانه القديم في هذا الكوكب، وتوقف مسلسل الدمار والموت والتسلط نتيجة لاختلافات عقائدية وفكرية لم تهبط مع الإنسان الأول إلى الأرض.إن من ينظرون للحوار بين الأديان بعين ساخطة انطلاقاً من أفق ضيق واعتقاد ساذج بأنهم يملكون هذه الأديان وفق آيدولوجيا خاصة بهم هم أعداء الإنسان الحقيقيون، وأعداء وجوده في هذا العالم، فلم يكن أي دين من الأديان في يوم ما ملكاً لمجموعة أو طائفة تنتمي إليه وفق نظرة تكن العداء لجميع المخالفين فبين أتباع جميع الديانات هناك عقول وضمائر ترفع شعار التسامح مع الآخر وترغب في التعايش السلمي معه، وهذه العقول والضمائر تحديداً هي التي مازالت تصنع السلام بين البشر منذ بدء الخليقة، وهي الأحق دون غيرها بقيادة المجتمعات الإنسانية اليوم .
الرابط
الأديان تحت مظلة الإنسانيةالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
662919النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5512المؤلف
هاني الظاهريتاريخ النشر
20081113الدول - الاماكن
السعوديةفرنسا
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
باريس - فرنسا