الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك عبدالله.. عرّاب صناعة التاريخ
التاريخ
2013-06-25التاريخ الهجرى
14340816المؤلف
الخلاصة
تلعب القرارات الشجاعة والحكيمة والمنبثقة من عقل رؤيوي استشرافي مفكر.. تلعب أدواراً مفصلية في حياة الأمم والشعوب، وتعبر بها من حالات الرتابة والجمود والانفصام عن واقع الحياة المعاش في هذا الكون الواسع الذي ضاق بفعل العولمة حتى تحوّل إلى حي صغير، تعبر بها القرارات المصيرية إلى التمازج والتفاعل والتأثير مع كل العالم، وهي جزء منه تتأثر به وتؤثر فيه على كل الصعد والمناحي، وتنهض وتتألق وتكون منتجة إذا ما كان التفاعل منسجماً مع التوجّهات الأممية في تفاصيل الحياة ودينامية مضامين أسس التكامل ومنها الشأن الاقتصادي. القرارات الشجاعة تصنع مصائر الشعوب والأوطان، وتحدد مساراتها نحو أهداف الاستقرار والنماء والتوازن، وتأخذها إلى فضاءات الأمن الحياتي والمعيشي والاطمئنان على حياة أجيالها المستقبلية، فلا يمكن لشعب من الشعوب أن يوطّن الحداثة، ويستلهم المعرفة، ويتآخى مع منتج العولمة وهو يعزل نفسه في مفاهيم وتفسيرات وتأويلات زمن لا نقيم فيه، ويرفض الإقامة في زمنه الذي يعيشه مجازاً ولكنه لا يملك أدواته، لأنه لم يستوعبها ولم يبذل جهداً لامتلاكها بالعقل والمعرفة والتنوير، بل يهرب إلى الماضي المنجز والجاهز مسوغاً فشله وخيباته وعجزه عن الدخول في الحاضر بكل ما فيه من إنجازات إنسانية، وهروبه من واقعه الرديء إلى التماهي مع أنماط حياة تبدّلت وتغيّرت في إيقاعاتها ومضامينها. لقد أصدر الرجل الإصلاحي والاستثنائي والاستشرافي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً بتغيير العطلة الأسبوعية من يومي الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، وذلك - كما عبر الأمر المبهر - إلى «ما تقتضيه المصلحة العامة وانطلاقاً مما تفرضه المكانة الاقتصادية للمملكة والتزاماتها الدولية والإقليمية وتوجّهها نحو الاستثمار الأمثل لتلك المكانة لما فيه مصلحتها وبما يعود بالخير والرفاه على مواطنيها». إن اقتصاد المملكة يرتبط بالاقتصاديات العالمية باعتبارها من مجموعة العشرين المتوافقة جميع دولها في إجازتها الأسبوعية باستثناء المملكة، والقرار يشكل أهمية بالغة لتحقيق تجانس أكبر في أيام العمل الأسبوعية بين الأجهزة والمصالح الحكومية وبين نظيراتها على المستوى الدولي والإقليمي، ويحقق للمملكة مكاسب مهمة وبخاصة في الجوانب الاقتصادية، ويضع «حداً للآثار السلبية والفرص الاقتصادية المهدرة المرتبطة باستمرار التباين القائم في بعض أيام العمل بين تلك الأجهزة والمصالح ونظيراتها الدولية والإقليمية». عانى اقتصادنا كثيراً من تضارب أيام الإجازات الأسبوعية بيننا وبين دول العالم، وكنا نخسر عمل أربعة أيام في الأسبوع بما فيها من تغيّرات في البورصات العالمية وأسعار العملات وما تعكسه من تأثيرات على العقود والحركة التجارية، وكنا ندفع ثمن ذلك أكلافاً باهظة تستنزف اقتصادنا وتجعله في حالة عدم توازن مع اقتصادات العالم، فجاء الأمر الملكي ليصحّح المسارات، ويعالج الخلل، ويدفع باقتصاد الوطن إلى الأوضاع السليمة والطبيعية. الناس.. كل الناس في هذا الوطن يسكنهم الفرح بالقرار الشجاع، ويأملون في قرارات شجاعة ومفصلية تعبر بحياتنا الاجتماعية إلى الحداثة ومنتج العصر، والملك عبدالله - يحفظه الله - رائد القرارات الشجاعة وعرّاب مستقبل الأجيال.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
666005النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16437الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالسعودية - الاحوال السياسية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
الهيئات
مجموعة دول العشرينالمؤلف
راشد فهد الراشدتاريخ النشر
20130625الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية