الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عبدالله بن عبدالعزيز .. سمو الفكرة والهدف
التاريخ
2008-11-08التاريخ الهجرى
14291110المؤلف
الخلاصة
أن تكون في أرضٍ هي مركز الثقل الاقتصادي النفطي، وتشعر أن رياح الشتاء بدأت تهب عليك، ثم تنتقل إلى بلدٍ لا يزال يصفق لرئيسه الأسود الجديد، متخطياً كل جراحه التاريخية وأوجاعه المعروفة، ثم تعيش نفس الأجواء الباردة، فإن ثمة أشياء تأسرك هنا وهناك. أشياء تختلف تماماً عن تلك البرودة المتوقعة، لتطبع حرارة منتظرة، قوامها ذلك المنعطف التاريخي الذي عبرته المملكة وتجاوزت فيه النظرة النمطية كمجرد بلد نفطي أو مجرد بئر من البترول، لتكون واحدة من أسس ودعائم الاستقرار الإقليمي والدولي، وقوامها أيضاً تلك القفزة التي قفزها الشعب الأمريكي باختياره أول رئيس من أصل أفريقي ليكون ساكن البيت الأبيض. ما بين هذا وذاك، يبرز الدور الكبير الذي يحمله فارس هذه الأمة، ابن هذه الأرض الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي حولنا عبر رؤى متعددة، تجاوزت حدود المكان لتحلق بنا أمة وشعباً في مختلف العواصم، بفكر إنساني خالص، يعيد للإنسان سيرته المشرقة، الإنسان أولاً، بغض النظر عن لونه أو دينه، جنسه أو عقيدته، لغته أو أصله وفصله. المقاربة كبيرة وهائلة، الملك عبدالله الذي دعا لحوار الأديان والحضارات، وأشرف بامتياز على تحويل الفكرة إلى واقع يلملم الشتات الإنساني بكل صراعاته، ويجسدها في نقطة تلاقٍ انصهرت في مدريد، وتتألق خلال أيام في الولايات المتحدة، يجب الوقوف عندها، نقطة تعلي القيمة البشرية على ما عداها، وتدعو للوحدة الإنسانية على دعوات التطرف والعنف ونظرات الاستعلاء والبغض والكراهية. وهنا، يبدو مثيراً الربط بين هذه الدعوة السعودية التي حمل لواءها عبد الله بن عبد العزيز، وبين ما تحقق في الولايات المتحدة، حيث نجح الأمريكيون بامتياز في خيارهم الداخلي، ليقدموا نموذجا عصرياً للتعايش، ويتخلوا بعد قرابة 300 عام من التأسيس عن نظراتهم العنصرية التي سادت كثيراً، وكان انتخابهم لرجل أسود ليكون رئيساً نقلة فكرية وحضارية لتحقيق هذه الروح الإنسانية المرتجاة.. في أرقى صورها. العالم الآن يحتاج للعودة إلى جذوره الأولى، إلى العنصر البشري الكامن فيه، بغض النظر عن تقلبات السياسة وأوجاع الاقتصاد، وتنافر الرؤى والأفكار وصراع القوى وموازين المصالح، الجسد البشري واحد، والروح الإنسانية واحدة، وعناصر الألم أو السعادة لا تتغير من بلد لبلد أو من أبيض لأسود، أو من أفريقي لأوروبي. العالم الآن يحتاج لهذا النضج المتسامي على نوازع الفرقة والاختلاف، هذه باختصار مجمل الدعوة السعودية التي نأمل أن تسود في كل العواصم والأرجاء.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
682652النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12930المؤلف
محمد الوعيلتاريخ النشر
20081108الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا
واشنطن - الولايات المتحدة